محافظ ليس في مكانه/سيد احمد العباسي
Fri, 18 Oct 2013 الساعة : 0:33

بسم الله الرحمن الرحيم
فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
تاريخ النشر : 20131017
محافظ ليس في مكانه
رغم كل الظروف القاسية التي سبقت حفل افتتاح المدينة الرياضية والتي تمثلت بنقل بطولة كأس ( خليجي 22 ) الى مدينة جدة السعودية مما ولد حالة من الخيبة والحزن في أوساط كل العراقيين . وقد نقلت الصحف العراقية ردة الفعل هذه بشكل ملفت للنظر وهو حرمان العراق من استضافة النسخة الـ 22 من دورة كأس الخليج . وهو حق عراقي مغتصب لايخلو من دوافع سياسية !!
وهذه المرة كان قرار نقل خليجي 22 ليس اشد قسوة بل لأن القرار ظالم فعلا وسياسي وعنصري بسبب أن رؤساء الاتحادات الخليجية لايروق لهم تقدم العراق .
ولذا كانت المبادرة القوية العراقية حين اعلن عن الافتتاح الرسمي لمدينة البصرة الرياضية في حفل بهيج حضره رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر ورئيس مجلس مجلس محافظة البصرة الاستاذ خلف عبد الصمد بينما غاب محافظ البصرة بشكل جعل الجميع يتسائلون عن السبب !!
في مثل هكذا حدث وطني كبير وافتتاح ملعب اولمبي اعتبرته الفيفا من أفضل 10 ملاعب دولية في العالم كيف يغيب عنه محافظ البصرة ؟
واذا كما قيل وسمعنا ان المحافظ كان في السعودية لأداء فريضة ( الحج ) هل هذا يعطيه سبب شرعي للغياب ؟ وقد سمعت أحدهم يقول محافظ ليس في مكانه .
وهل من الضروري الذهاب الى مكة هذا العام والبصرة تنتظر حدث مهم وتأريخي لإفتتاح أكبر مدينة رياضية في العراق وهو حدث له أهميته المعنوية والتأريخية ؟
كيف استغل المحافظ هذه الفرصة وهرع للحج وترك هذا الحدث المهم فقط لأن دولة القانون هي من ترعى حفل افتتاح المدينة الرياضية وليس المجلس الاعلى ؟
هل هكذا تقرأ أو تفهم الامور ( بالحزبيات ) ( والتكتلات ) ؟
هل الذهاب للحج يعطي مبرر للمحافظ بعدم حضوره أم أن في الامر إن ؟
وقد بدا لجميع المشاركين وجمهور الكرة الرياضية في المدينة الرياضية في البصرة أن عدم حضور المحافظ وهو من المجلس الاسلامي الاعلى كان متعمدا وليس له تبرير . وعندما انقطع الكهرباء لفترة قصيرة أوعز الجمهور الرياضي السبب الى أن هناك ايدي خفية في المجلس الاعلى كانت هي السبب في هذا الاطفاء المتعمد !!
وتبادل مقربون من دولة القانون والمجلس الإسلامي الأعلى . الاتهامات بشان ( مسؤولية قطع التيار الكهربائي ) عن ملعب المدينة . حيث كان فريقا الزوراء العراقي والزمالك المصري يخوضان مباراة في مناسبة حفل الافتتاح .
وقد أجمع أكثر من سألتهم عن حادثة انطفاء التيار الكهربائي الى انها تدخل في سياقات افشال المشاريع الحكومية الممولة من قبل الدوائر والوزارات المحسوبة على المالكي !!
وكما عرفت هناك 12 جسرا اكتمل تنفيذها ولا تحتاج الا لساعات قليلة لتعبيدها فقط . لكن المحافظة تقوم بعرقلة التعبيد لعدم انجاز الجسور من اجل ان لا تحسب انجازا لرئيس الحكومة . فهل يعقل هذا أن ننتصر لأنانيتنا ونضرب العراق ؟
لماذا دائما توقف المشاريع الكبيرة التي ينادي بها دولة رئيس الوزراء وتجمد من قبل الاحزاب والكتل بحجج واهية حتى لايقال أن المالكي هو الذي أنجزها !!!
ولاادري لماذا يخافون من المالكي وهو مواطن عراقي موظف في الحكومة العراقية كأي مسؤول ولكنهم يخشون شعبيته التي بدأت تزداد .
ونقول لهم هناك صندوق انتخابات . والشعب هو من يقرر فلماذا أنتم خائفون ؟
ونتسائل هل هذا السبب يعطي مبرر لهذه الكتل بإيقاف المشاريع وجعل المواطن في حيرة من أمره وحرمانه من أبسط حقوقه كما حدث وافتخر شيخ جلال الدين الصغير في مقابلة تلفزيونية حين قال انا الذي كنت خلف تجميد مشروع البنى التحتية . وقد كان هذا المشروع من أكبر المشاريع في العراق لو كان رأى النور !!
وقد كان يستفيد من هذا المشروع ملايين الفقراء في العراق . ولكن ماذا تقول لمن كان سبب في حرمان الفقراء في العراق من حقوق سلبها منهم المجلس الاعلى ؟
لذلك أوجه نصيحة الى اخوتي الكرام في كتلة المواطن أن تكون هذه الاخطاء دروس يستلهمون منها العبر لكي يتجاوزوها في السنوات القادمة .
ورغم اطفاء الكهرباء المدروس لم يعبأ الجمهور الرياضي الذي اكتضت بهم المدينة الرياضية . مع أن اعداء العراق من دول محور الشر وغيرهم من السياسيين وبعض الحاقدين وجدوا في حادثة انطفاء الكهرباء فرصة للنيل من الحكومة !!
لأن مخطط افشال افتتاح مشروع المدينة الرياضية كان مدروسا ومخطط له بأحكام . ولكن ترحيب المواطنين بظهور رئيس الوزراء بينهم والتصفيق الحار والهتافات المؤيدة التي تشيد بهذا الصرح الوطني كانت هي من أفشلت خطط الظلاميين .
وكانت زيارة المالكي للبصرة من أنجح الزيارات بدء من افتتاح حفل المدينة الرياضية الى قيامه بإفتتاح عدة مشاريع ضخمة كان قد أوعز بتنفيذها .


