نحو فهم العملية السياسية/حسين الشويلي
Thu, 17 Oct 2013 الساعة : 7:35

في الحقبة الزمنية الحالية التي يعاني فيها العراق من شحٍّ في الحلول الملا ئمة لفك الأحتقان السياسي ولتجاوز الأزمة متعددة الجوانب، وفي الزمن الذي تحاول فية شخصيات حكومية تجنب المزيد من الأحتقان والمزيد من غلق الأبواب . يسعى العراقيون المعنيون بالواقع الأمني وألأقتصادي الى تعقيد الأزمات المتعددة من خلال تشددهم في التحزب والتخلي عن مفهوم المواطنة , التي ينبغي أن تكون مثالاً مبدئياً ومنطقياً يتحلق حولة الجميع .
ففي حالة أرتفاع منسوب الحزب على مصالح الوطن معناة الوحيد أننا في حالة ( حرب أهلية باردة ) .
هنالك مفاهيم يمكن الأستعانة بها كي نحقق توصيفاً عملياً لواقعنا الحالي . ففي عالمنا _ توجد حضارات وأديان ومدارس أجتماعية كالرأسمالية والأشتراكية .وتلك الأختلافات العالمية قادت شعوب العالم الى حروب وكوارث أنسانية والسبب هو تعدد القيادات والأراء. قبل قرناً من الأن كانت الحروب مصدرها الوحيد الأديان . وبعد ولادة الأتجاهات الفكرية اليسارية والعلمانية , أنتجت حروباً من نوع,, آخر .
وللنظر الى العراق على كونة عالم مصغر تتجمع فية كل أديان العالم ومذاهبة ومدارسة الأجتماعية تكون مهمة أنتاج أسترخاءاً سياسياً غاية في الصعوبة ؟ ففي العراق يوجد المسلم الشيعي الذي يؤكد على أحقيتة وأهليتة في حكم العراق لأعتبارات نسبتة السكانية ولأعتبارات حقوقية أخرى . والمسلم السني الذي أدمن على حكم العراق ويعد وجود الشيعة في الحكم تحد,, لوجوده وتهميشاً سياسياً وأقتصادياً له !
والكرد الذين وجدوا في جرائم البعث لهم مبرراً لنهب العراق وأستقطاع أراضية .
وقرأنا للعراقيين اليساريين تضجّرهم وجلد ذواتهم لضياع القيم , والخبرة العلمية , في زمن حكم الأسلاميين ! لكنهم لم يقدموا خياراً ممكناً لتخليص واقعنا من أزماتة المتعددة .
هذة ليست خلاصة تشاؤمية للواقع العراقي , بل جزء من الحقيقة التي نعيشها بكل تفاصيلها ومتاعبها , وللخروج من هذا المأزق الوطني الذي أجبرنا علية البعث سابقاً وأذنابة حالياً , يتوجب علينا التخلي عن الأنانية الحزبية والأنانية المذهبية والأنانية القبلية والمناطقية .
وأن نعمل على ربط الدين في المجتمع من خلال أخراج المفاهيم القرآنية من القوة الى الفعل . أي بمعنى أستحداث ثقافة أسلامية في السياسية والأقتصاد والأجتماع من خلال علماء الدين المعتبرين , والتنازل كلياً عن بابوية الزعامات الحزبية , التي بعضها يمثل السلطة الدينية والسياسية والحزبية لأتباعة .
قد أثبتت التجارب العالمية وعلى مر العصور بأن الجماهير هي وحدها من تصنع أمنها وأرتقائها . في حال تخليها عن التعددية الحزبية التي تعني تعدد القيادات والأيديولوجيات الدينية والسياسية المتباينة تحت سقف,, واحد , وليس هنالك داع,, لمحاولات لتجنب المزيد من الأزمات في حال يكمن الحل في اللجوء الى تجميد أستقطاب المزيد من المواطنين للالتحاق في الأحزاب والأحرى حذو حزب الدعوة الأسلامية بتجميد الأنتماء لصفوفة منذ عام 2003 ونتمنى على بقية الأحزاب اللجوء لهذا الأجراء العقلاني الذي سيساهم في تحجيم دور الحزب وتفعيل الشعور الوطني لدى طوائف الشعب المختلفة .


