عيد الأضحى بين الفرحة والهموم/طاهر مسلم البكاء

Tue, 15 Oct 2013 الساعة : 0:07

فيما مضى كنا نستقبل العيد بفرح غامر ،وكانت مشاهدة الأهلة لحظة الولادة ،من المهارات التي لايجيدها الجميع ،حيث تتطلب تحديد الجهة التي يركز الناظر بأتجاهها واختيار مكان عال ٍ مناسب وغيرها والتي اصبحت اليوم من التراث ، وكانت عوائلنا تتهيأ لأستقبال العيد بعظيم الأستعداد وتجهيز المستلزمات الضرورية التي تعتبر من خصوصيات العيد كالحلوى بأنواعها والعصائر وغير ذلك مما يضفي على العيد البهجة وحسن الأستقبال ، وفي عيد الأضحى يكثر نحر الأضاحي فتزداد وجبات اللحم بشكل لافت .
تحرص العديد من العوائل على تأجيل مناسبات الزفاف والأعراس لتكون ضمن ايام العيد ، لأعتقادهم ان مناسبة العيد ترفد احتفالية العرس بمزيد من البهجة والفرح ، وتجمع اكبر عدد من المحتفلين .
تختلف طريقة أستقبال العيد حتى ضمن أفراد العائلة الواحدة ،حيث أن رب العائلة عادة يكون محملا ً بثقل توفير الأمكانات المادية والأضطلاع بالمسؤوليات الأخرى ، وسيكون احتفاءه مشوبا" بثقل المسؤولية عادة والتفكير في كيفية تقديم ما يسعد أفراد عائلته ،الشباب والأطفال هم اكثر المحتفلين ، حيث يلبسون الملابس الجديدة ويخرجون للنزهة مبتهجين ، وبحكم ظروفنا الأجتماعية فأن المرأة تجد في العيد متنفسا" لرؤية الناس والأقارب .
فرحة اليوم يشوبها هم كبير :
كان فيما سبق لايشوب فرحة العيد سوى بعض الهم الخفيف الذي هو ضروري لجعل التهيأ لأستقبال العيد لائقا ً وهو ما يخص مستلزمات الضيافة ونشر جو من البهجة والفرح على العائلة ،ولكن العائلة العراقية اليوم تعيش هموما ً مستجدة تصنف على أنها من الهموم الثقيلة :
أولى هذه الهموم وأثقلها هو هم الأرهاب وأنعدام الأمان ، فقد اصبحت بهجة العيد مشوبة بكثير من الخوف والحذر ،وخاصة بعد الحوادث التي رافقت عيد الفطر الماضي والتي كشفت بجلاء أن الأرهاب لادين ولاعقيدة ولامبادئ له ، حيث انه كالوحش يلتهم كل ما يتوفر امامه ولايمييز بين مدني وعسكري ، وقد صدق من قال : نعمتان مجهولتان لايعرفهما الأنسان إلا ّ بعد ان يفقدهما هما الصحة والأمان ، وبدلا ً من حركة العيد المعتادة ستكون العائلة العراقية مقيدة بالخوف من المجهول الكامن في أي لحظة وستكون قلقة على الشباب الذي يقل حذره ولايهتم للتحذير .
أما الهم الثاني فهو قلة الأماكن الصالحة لقضاء هذه المناسبة ،والتي من المفروض ان تستغل للترويح وقضاء أوقات سعيدة ، وهناك قصور كبير في هذا الجانب وقد بدأت اغلب العوائل المقتدرة ماليا ً تفكر بالسفر خارج العراق .
من المناسب التفكير وبشكل جدي ببناء مدن سياحية بحجم يتناسب مع عدد نفوس كل محافظة والذي يبلغ في ذي قار مليونين تقريبا" ، حيث تتوفر في هذه المدن كل أماكن الراحة والتسلية والأستقرار للعائلة ، وبأسعار معقولة ، وهذا ما متوفر في أغلب دول العالم ،ونعتقد أن مثل هذا المشروع ينافس بناء المستشفى ،لأن الراحة النفسية للمواطن يؤكد عليها الطب النفسي الحديث ،وتعتبر من انواع الوقاية ،والوقاية خير من العلاج ،كما انها من جـانب آخر مشروع تجاري يمكن ان يجلب ايرادات للدولة وتشغيل العمالة .
ومن الهموم الأخرى هو هموم الزحام الذي يجئ من عدم قدرة شوارعنا على استيعاب افواج السيارات ،وهذا يعود الى الأعداد الكبيرة من السيارات التي دخلت البلاد من جانب وبقاء طرقنا دون توسعة مقابلة من جانب آخر ،كما ان انعدام وسائل النقل الجماعي مثل باصات نقل الركاب والمترو ووسائط النقل النهري وغيرها من الطرق ، لها دور كبير في تفاقم هذه المشكلة ويزيد تفاقم هذه المشكلة الحالة المزرية التي عليها جسورنا اليوم والتي لاتعيق وتبطئ من حركة المرور فقط بل ان توقع انهيارها قد يولد كوارث كبيرة ، ومما يعمق هذه المشاكل هو عدم وجود دراسات جادة لوضع حلول سريعة لها .
نأمل عيدا ً سعيدا ً للجميع ملؤه الفرح والبهجة ولم الشمل مع جميع الأحباب والوقاية من شر الأرهابين والأرهاب .

Share |