الوعي الاخراجي في مسرحية اسكوريال وبلوغ الغاية/حميد شاكر الشطري

Sun, 13 Oct 2013 الساعة : 23:16

للمرة الثانية وبرعاية حاضنة الفن والابداع التي يمثلها اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار
فقد قدمت جماعة الناصرية للتمثيل –المسرح التجريبي مسرحية اسكوريال تاليف الكاتب الاسباني ميشيل دوفلدرود ترجمة عبود كاسوحة اخراج حيدر جبر الاسدي اشرف على العمل الاديب الناقد ياسر البراك وعلى قاعة بهو بلدية الناصرية
كانت الدعوة عامة ايضاُ وذلك لتعزيز الحركة المسرحية في المحافظة بتجربة جديدة ومن نمط من انماط المسرح وهو المسرح التجريبي حيث افصح المخرج الاسدي عن مكنوناته وعيه الاخراجي من خلال هذا العمل القصير مستعين بنخبة خيرة من شباب عشاق المسرح والفن الراقي من الجيل الجديد
راهن الكثير بان المسرح قد مات ولفظ انفاسة بانتهاء جيل الرواد ولكن سواعد الشباب برهنت عكس ماضنه الكثير من كون الحركة المسرحية لاتستطيع ايقاف عجلتها اي قوة في الارض او اي جهة رسمية او غير رسمية محبة او معادية
نظرا لان الانسان يتجدد بعطائه نحو الافضل
فكان لمسرحية اسكوريال باسلوبها المعاصر الاثر الاكبر على نفس المشاهد للجهود التي بذلها الممثلون كل من كرار عبد العالي (الملك ) وامير صبيح (المهرج)وحسين سليم (الراهب) وحيدر جبر (الرسام)وباستخدام المجموعة (علاء حسين وخالد كامل وحيدر عبد علي وعلي حسن)
لقد سلط المخرج من خلال لعبتة هذة باستخدام مسرح داخل مسرح رغم عدم ايضاح اللعبة بالشكل المطلوب للجمهور من انة استخدم اسلوب كسر الايهام بعد ان عكس احداثها على الواقع العربي الحالي بصورة مباشرة ودخول مباشر مما جعل هوة كبيرة بالعمل
وجاء هذا الدخول موضوع اخر بالعمل دون ان يمتزج مع اصل الموضوع الذي جاءت به المسرحية
يرمز اسوكريال عنوان للطغاة وقصر للموت هذا القصر الذي لم يهدمه الاسبان بل اتخذوه معلم حضاري يرتاده السياح من جميع انحاء العالم عكس قصر النهاية العراقي الذي كان يسمى بقصر الزهور تم هدمه وضياع معالمة
ارى من خلال المشاهد ان الرسام في العمل صمم لوحته وركز من خلالها على العين البشرية والذي يقصد بها المشاهد التي تحدث في القصر من تعذيب والتي عرضها لنا بجهاز الداتو شو اخذت تراود الملك المتربع على صدور الرعية التي شبهها بالكلاب المسعورة ضانا من ان هذة الكلاب سوف تاكلة
بين لنا المخرج من ان هنالك سلطتين سلطة سياسية متمثله بالملك وسلطة دينية متمثله بالراهب بيد انه اخفق في تفعيل الصراع بين السلطتين رغم الاداء الجميل للراهب (حسين سليم )الذي اجاد في اداءة الشخصية وإعطاءها عمقا واسعا رغم ان المخرج قد تركها حبلا على الغارب وبمصير مجهول وجعل الصراع بين الملك والمهرج على التاج اثناء عملية تبادل الشخصيات لهذة اللعبة
ان المخرج في كلمتة التي جاءت في دليل العرض اراد ان يماهي بين اساليب اخراجيه متعددة لخلق نسق تواصلي يخلق الدهشة مع الاخر عبر تغليب اللهفة البصرية على الحوارية وتشكيل ايقونات متعددة ذات دلالة واحدة وهي قراءة مستجدة في العمل الاخراجي لوصفه تصورية وجوه متعددة ثم ان اتخذ فعاليات كلسكرين والارتجال في تفعيل الخطاب المسرحي عبر الازاحات المقدمة لانتاج نسق اعلامي يعتمد القيم الرئيسية في معالجته الاخراجية ويفك الثيم الرئيسية والثانوية ويصدرها سينمائيا ويدخلها الى عالم اليوتيوبيا وتمضهرها العام على الرغم من واقعيتها في بناياتها الدلالية
وقد جاء ذلك كله بنية النظر وتنوير المكنونات الجمالية والفكرية للعرض واملنا ان نحصل على منطقة اشغال للتحاور مع الاخر نتفق او لا نتفق المهم ان نتحاور
ختم العمل بالوحة الفنية التي رسم فيها حيوان وضع على رأسة تاج العرش وابقاءة للشعب متصارعا على السلطة لترك التفسير للمشاهد
هكذا تم اختتام العمل المسرحي اسكوريال بنهاية صفق لها الجمهور بحرارة .

Share |