الطالباني ... ينهض من قيره/الحاج هادي العكيلي

Sun, 13 Oct 2013 الساعة : 0:24

ازداد يقين العراقيون من أن الرئيس جلال الطالباني قد مات ، على الرغم من التعتيم المطبق على وفاته لأسباب انتخابية خاضها حزبه في إقليم كردستان منعاً للإرباك السياسي .أن الاستغراب في عدم إعلان وفاته جعل الكثيرين من الشعب ومن الحكومة ومن البرلمانيين يتساءلون لماذا لا تعلن وفاته للرأي العام العراقي والعالمي وخاصة لشعب إقليم كردستان .
لقد انتهت انتخابات الإقليم البرلمانية وأعلنت النتائج وان حزب الطالباني قد تراجع إلى المرتبة الثالثة في عدد المقاعد التي حصل عليها وبهذه النتيجة فان حزب الطالباني قد تراجعت شعبية أمام الجماهير الكردية لا بسبب فقدان شخصية الطالباني ولكن بسبب ضعف البرامج المقدمة إلى الشعب الكردي في إقليم كردستان مما أدى إلى تغيير توجهات الشعب إلى قائمة التغيير التي حصلت على المرتبة الثانية في عدد المقاعد في مجلس البرلمان الكردستاني .
أن الشعب الكردي أصبح اليوم على يقين من موت الرئيس الطالباني ويستغربون عن عدم إعلان الحقيقة علماً إن الجهات ألمانية قد أعلنت وفاته عبر وسائل الأعلام حيث كان راقداً في أحدى مستشفيات ألمانيا للعلاج . وهناك سؤال : لماذا لا تعلن وفاته ؟!!! هل الموت شماتة ؟ أم أن هناك نية في أبقاء البلاد من دون رئيس إلى الدورة المقبلة ؟ نقول نعم هناك نية عند بعض السياسيين في إبقاء البلاد بدون رئيس خوفاً من تداعيات الوضع السياسي في العراق الذي يمر بمرحلة صعبة وحرجة غير قابلة لتغيير المعادلة السياسية التي تؤثر على مصالح الكتل السياسية بالنسبة إلى مناصب السياسية للرئاسات الثلاث وخاصة رئاسة الجمهورية وصلاحيتها في سحب الثقة عن الحكومة والسبب الأخر هو عدم أتفاق الكتل السياسية الكردستانية على أسم البديل وهذا قد يؤدي إلى اختلال توافق الكتل السياسية الكردستانية في ما بينها لو طرح بجدية موضوع التغيير .
وبعد إعلان نتائج انتخابات برلمان كردستان أصبح الموقف السياسي الكردستاني في حالة من الأرباك ومبني على عدة احتمالات قد لا تروق إلى بعض الكتل السياسية الكردستانية وخاصة حزب الطالباني الذي كان نداً لحزب البرزاني في تولي المناصب في حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية ، وقد تتغيير التحالفات الكردستانية مستقبلاً ويتحالف حزب الطالباني مع غريمه السياسي قائمة التغيير لتكوين الحكومة ، وبهذا التوجه يروق إلى روح طالباني الطاهرة ويبارك فيه لتخلص من تبعية حزب البرزاني ولإرجاع اللحمة السياسية بينهما .
أن عدم إعلان عن موت الطالباني قد تكون بدواعي سياسية ، ولكن يجب أن يعلن موته وفق مواد الدستور العراقي لايجاد البديل عنه . لذا يعتقد الجميع أن الرئيس لا عودة له وأنه مات وشبع موتاً ، ولا حس ولا خبر منه . وأن السكوت عن عدم إعلان موته يعني شيئاً سيئاً بالتأكيد فلا الحكومة ولا حزبه قادرة على إعلان موته واعتقد أن القضية أخطر من هذا الصمت .
أن موت الطالباني أصبح واقع حال ولكن حاشية الرئيس تبذل قصارى جهدها للتعتيم على موته لاستمرار تدفق عائدات الوظيفة واستمرار الحاشية في ممارسة للسلطات الممنوحة لها التي تجلب لها المنافع المتعددة ، وأن على القوى والأحزاب المتآلفة في البرلمان والحكومة أن تعلن موته قبل أن ينهض الطالباني من قبره ويعلن موته فتصبح الأمور أسوء من الحالة الموجودة .  

Share |