غرائب في انتظار غودو/نعيم كر م الله الحسان

Sat, 12 Oct 2013 الساعة : 8:14

لم أعرف على وجه اليقين الى هذه الساعه أهو خيال أم حقيقه جاءت تحت ظل تهويمات طافيه من فقدان الإتصال بالواقع غيبت زمنها أن الشاعر العراقي الحروفي الكبير أديب كمال الدين والمغترب هو عينه الذي كان معي في الجملون الثاني المحاذي للساحه الكبيره في قسم الأحكام الخاصه في أبي غريب في أواخر الثمانينات من القرن المنصرم أو هو طيفه جاء زائرا لمحطه مر بها غودو ليلا ومضى
كان الطيف المفترض للإ سناذ كمال الدين رجل حليق الوجه وذات شعر ناصع البياض يرتدي ثوبا رصاصيا يطل علينا صباحا في خيمة جما ل أبوهاني ليقول اني أنتظر فلدي أخبار
يقول الشاعر أديب كمال الدين ..
من هو غودو هذا,,,أهو المنقذ .أم الشافي ,,أهو الأمل الفرح أهو الموت ,,الفراغ اللاجدوى
من هو هذا القادم الذي قضى أبطال صموئيل بيكيت حياتهم في إنتظاره دون جدوى وسط يأس كامل وطبيعه جرداء ,,,,أهو خدعة الطفل الذي جاء لهم بأ خبار متناقضه فمرة يقول يأتي ومره أخرى يقول لا يأتي
ربما هو الزمن الذي يحطم البشريه شيئا فشيئا وهي ساهمه لاهيه لتشرب أخيرا من كأس الموت
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في الصباح نخرج أنا وصديقي {ميم} الى الساحه الكبيره وهو كان قد تخرج في كلية الفنون الجميله قسم المسرح وكان شغوفا أن أسمع منه مادرسه وخاصة النتاج الأدبي الذي ظل يرافق الإهتمام الإنساني لقرون وخاصة التحفه الأدبيه في إنتظارغودو
إنه شئ ملغز غاية في البعد والكلام لصديقي ميم ,,,,وإلا كيف أن فلاديمير وإستراغون قد أمضيا وقتا طويلا لكي يعرفا أنهما هل كانا في هذا المكان نفسه في الأمس أم لا,,,,ثم يردف بنبرة خطابيه أن غودو لم تتوضح شخصيته وشكله في النص سوى أنه ذو لحية بيضاء
يصيح على الحوذي أسرج لي الجواد
إلى أين ياسيدي
يجبيه غودو بعيدامن هنا
بعيدا عن الصفاقة والخيانة والتلون بعيدا عن أولئك الذين خذلوا مبادئهم أوباعوها بثمن بخس دراهم معدودات
أعرف مصدر خوفك أنهم الآخرون هم الذين يخوفونك ,,,,,,الأنانيه قائمه في أساس ذهنية البشر
يصيح إستراغون بصوت عال ,,,,

أرحمني ياربي أنا يرد فلاديمير أرحمني أنا ,,,,,,,,,,,أنا نادم على ولادتي ,فلنمثل هذا الجنس البشري الفاسد ولو لمره واحده بشرف
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
أصبح صديقي ميم فيمابعد في جمعيه في أحد المدن أسمها جمعية الموعود يقيم لها الصلوات
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في ليلة الثاني من شهر تشرين الأول وفي الساعه الثالثه ليلا كنت نائما في العراء على الرصيف الحجري أمام وحدة الإنعاش الباطني في المستشفى العام أترقب الشخص الذي يتواجد في باب وحدة الإنعاش لعله يسمح بلحظات لرؤية مريضي .......لم أكن غارقا في النوم وإنما ممدا على قطعه من الكارتون في فضاءا بين بناية حفظ الجثث ومشرحة المستشفى كان {غودو }يجلس تحت الظلال المعتمه لأشجار مخزن حفظ الجثث رأيته كما هو يرتدي ثياب غامضه وله لحية بيضاء يلوح بقبعته للمارين ليلا وكل معالمه غرائبيه ومبهمه ....وقبيل بزوغ الشمس بقليل كرر نفس جملته ....حيث نادى على الحوذي ...أسرج لي الجواد ,,,,الى أين,,,,بعيد من هنا .

Share |