الدولة الاسلامية.../عبد الجبار الحمدي

Sat, 12 Oct 2013 الساعة : 8:10

يجب ان يفهم الانسان المسلم المتدين ان الدولة الاسلامية قد تتنافى مع بعض مفاهيم الديمقراطية ، متى ما ضُربت المصالح الدينية بالديمقراطية، وعليه.. يجب ان يفهم المتدين الاسلامي ان الديمقراطية هي الراصد لكل تصرفاته الغير اسلامية ويتخذ من الدين غطاء ليبررها.. وهذا المفهوم السائد لدى جميع الاسلاميين المتأسلمين من أجل المصالح الذاتية والحزبية .. ولو نظرنا بعمق الى الاسلام لوجدناه ديمقراطي بعدله متى ما أدرك الانسان ان له الحق في اختيار من يقوده ومن يمثله ومن يمسك زمام الحكم، إن الدولة الاسلامية التي يدعي بها المتأسلمون هي عبارة عن بالون كبير نفخ في جعبه من اتخذه وسادة لا تكلفه سوى اطلاق الريح لأُناس انخرطت فيهم الوحدة والشرود وعدم الاهتمام من الحكومات الدكتاتورية، فعمدوا الى تكوين بقايا بشر بوجوه ولحى شاء لها ان تجد من يزيدها اعوجاجا وغيا فيما يطلبون، بالطبع  تلك الدول الاسلامية تعمل حسب اجندات ممغنطة، اهمها التسلط على رقاب المواطن المسلم وغير المسلم، ثم تسييسه وربط اقدامه حسب ما ترتأيه وطرقها الغير دستورية أو شرعية، بدستورية وفرض شرعية، وبنفس الوقت حسب رؤاها التي تسحق صوت الحق بما يفسره المتأسلمين من استنباطات من ايات القران الكريم ليخدم دورهم وبقائهم تحت مظلة المطالبة بالدولة الاسلامية.. لذا تجد الكثير ممن اطلقوا اللحى وتسلطوا يمتلكون الاموال الطائلة ويتاجرون بالمحرمات جميعها، لأنهم امتلكوا الغطاء الشرعي لإعمالهم الخير شرعية.. ألا وهو الاسلام والدين كحصانة ابدية، ما دام هناك من يدفع ثمن جرائمه وموبقاته.. اننا نبحث عن الديمقراطية بعيدا عن الاسلام الحقيقي، والذي لو طبق بحق لكانت الدول الاسلامية هي صاحبة الفضل الاول على الانسانية للعيش بحرية وديموقراطية وعدل وسلام.. ان الديموقراطية شعار حمله الشعب واجبا عليه ان يسعى به لتغيير كل الحكومات التي تتسلط على رقاب الاجيال القادمة، فعالم الدينصورات الذي يعشش في مخيلة القادة العرب هو من يجعلهم يملكون صك بأحقية التسلط والولاية، بل حتى للخلافة الاسلامية المحرمة والتي هي هدفهم، لذا ترى ان التناقض يرمح بين تلك الدول التي تُنشيء ما يسمى بالدولة الاسلامية، فكلها تتوائم حين تنصب مصالحها مع بعضها البعض، وحين تتعارض تخرج مخالب الخيانة لتبرير افعالهم القذرة وكشف وجوه الحقيقة لمن كان معهم يحمل الدين شعارا، ان الاسلام بات لا يعرف إلا بمفهوم الارهاب.. وهذا ما تدأب عليه وإليه القوى العظمى خوفا من انشاره بمعناه الحقيقي ومفاهيمه السماوية السامية للانسان، فعمدت الى تسقيط معنى الاسلام الحقيقي بواجهات اسلامية مدفوعة الثمن لقياداتها وافكارها لتفرقة أواصر الوحدة الاسلامية.. ان الشعوب العربية وغير العربية بمختلف قومياتها ولهجاتها وحتى لغاتها، باتت تخاف من الاسلام كونه بات ماركة مسجلة للإرهاب مع العلم ان الارهاب موجود منذ بدء الخلق، ما دام هناك من يتخذ الاسلام اي التوحيد شعارا للتسلط ، ولو راجعنا التأريخ وخاصة الانبياء .. لوجدنا ان كل الكفار والمتأسلمين فيما بعد .. كان هدفهم السلطة وبغية ان تكون الرسالة من عِلية القوم لا من فقراءها... إن هذا السبب هو الاساس بالفرقة كونهم يبحثون عن ما يسمونها بالنخبة، ونسوا ان كل نخبة ما كبرت إلا على دماء الفقراء والضعفاء... ثم بات الامر يدور.. ويدور حتى وصل الى ما نحن عليه الآن .. وكما يرى البعض ان التأريخ يعيد نفسه، ولابد للفرقة بين الشعوب الاسلامية ، ولا بد للهيمنة والاستبداد ،ولابد للفقير والمعوز ان يُسحق.. وإلا كيف يمكن ان ان يبرر الفناء البشري.. بغير يد الله، ولعلنا كلنا قرأنا مقولة ( الظالم سيفي في الارض أنتقم به وانتقم منه) إذن لا بد من وسيلة وكل قوى لها وسائلها، فالغرب له وسائله بالتسلط على شعوبة بالتكنلوجيا والتطور العلمي والبيئي والثقافي، والعالم الاسلامي من خلال ما يكتسبه من الجانب الغربي واختلاف العادات والتقاليد التي يعمد اليها حكام تلك الدول من التغيير السريع الذي لا يواكبه المواطن في دولتهم، ونشر ما يسمى بالتغير التكنلوجي وبيع المسميات الدعائية والأعلانات المبوبة حتى يحتار من لا يملك القدرة على المواكبة فيكون ضحية الاختلافات، والأزدواجية في الرؤى والتطبيق، فتشيع الاختلافت التي تبيح المحرمات، لذا يعمد الى الانحراف وترك القيم الحقيقية للاسلام ... وكذلك الشعوب العربية التي تلجأ الى التفرقة بمسمى ازلي ألا وهو الطائفية تلك الفزاعة الت حكم الطغاة بها العالم الاسلامي من العهد الاموي والعباسي والى يومنا هذا، تلك السمة التي لا ينفك القادة والحكام العرب من اخراجها بعبعا عالميا لقهر شعوبهم، وزعزعة ان الله واحد والرسول خاتم الانبياء، اما الاختلاف العقائدي فهذا مناط بالانسان نفسه وما يعتقد وحسابه على الله ومن يقلد او يتبع ، اننا إذا فرضنا أن الدولة الاسلامية تسلطت كما السعودية بما يحمله رعاعها والذي يدعون الفكر، انهم أداة الله في الارض لأمسي كل العالم العربي مشاريع قتل وابادة جماعية تحت مسمى الدولة الاسلامية، فكل شيء محرم على شعوبهم إلا من هم على شاكلتهم حلال، وهذا ما نتلمسه من الفتاوى المحرمة والموبقة التي يلقى بجريرتها على الله حيث انهم يستنبطونها من اقوال من كان مع الرسول بل كان مع زنادقة السلطة وحاربوا الرسول عليه الصلاة والسلام .. وتأسلموا للمصالح كما هم الآن، ان الدين الاسلامي الحق ديمقراطي بكل معنى الكلمة إذا ما عرف الحق عن الباطل، وقد ميزت المباديء السماوية ان الدين هو الخط الاحمر الذي لا يمكن تجاوزه تحت اي ظرف، ليخدم اغراض دنيوية لأشخاص اتخذوا الاسلام دولة فساد يرتعون بها دون غيرهم، كونهم يطلقوا اللحى كما يطلقون على انفسم حماة الاسلام، ورعاة، وأولي أمر.

بقلم/ عبد الجبار الحمدي

Share |