كل شيء من اجل النصر/علي الخياط

Fri, 11 Oct 2013 الساعة : 1:05

تتصاعد موجة الإستنكار والتنديد من قبل جمعيات إنسانية ومنظمات مدافعة عن حقوق المرأة وإتحادات وحكومات ومحامين ضد ممارسات بعض الجماعات الجهادية والتي تمارس الأعمال الإرهابية في بلدان عدة كسوريا والعراق وتعتدي على الحرمات وتنتهك الأعراض وتغتصب النساء وتمارس فعل الفاحشة بحجة الزواج ، أو مايسمى ( نكاح الجهاد) الذي ظهر عنوانه الأبرز في سوريا مع إنتشار معلومات ونشر إعترافات وصور ومقاطع فديو لمجموعات من النساء من مختلف البلدان العربية وخاصة من تونس اللاتي توجهن بوسائل مختلفة الى سوريا تحت هذا العنوان ،وقد عدن الى بلدانهن يحملن في أحشائهن أبناءا لآباء مجهولين بالفعل وقد يكونوا قتلوا وربما تكرر فعل الفاحشة معهن بعناوين الجهاد مع أكثر من متطرف إرهابي ، وتشير الى ذلك الشابة ( لمياء ) التي تحدثت لصحيفة تونسية بأنها ذهبت بجواز سفر مزور ووصلت سوريا وتسلمها مجاهد يمني لفترة ، ثم لم تعد تعرف عدد من ضاجعوها من جنسيات مختلفة حتى عادت الى تونس .
وقد ندد وزير الداخلية التونسي بذلك ، وقال لوسائل إعلام إنه غير ممكن السكوت على مثل هذه الأفعال بعد الآن برغم إنه أشار الى عدد محدود من التونسيات ،بالمقابل فإن جمعيات مدنية تحدثت عن ضعف هذا العدد بمرات وهي تستنكره بشدة وتمارس ضغطا إعلاميا في هذا الإتجاه ،ولتتبع مسير الفتيات المغرر بهن ، والكيفية التي يخرجن من بلادهن بها ، ووصولهن الى أرض الميعاد السورية لابد من معرفة الجهات التي تقف وراء ذلك ،وبالتاكيد فإن جمعيات قطرية سعودية وتنظيم القاعدة في تونس وليبيا وسوريا والحكومتين التركية والقطرية لها دور في كل ذلك من ناحية توفير المال وجوازات السفر المزورة ومرور الفتيات عبر عدة بلدان حتى الوصول الى قاعدة النكاح في سوريا خاصة في الأماكن التي يتجمع فيها مقاتلون أجانب ليسوا من السوريين ، وكل ذلك يتم من أجل إدامة المعركة ...وهذا يذكرني بمقولة مضحكة لصدام كان يرددها أيام حكمه البائسة في أثناء حربه العبثية ضد جيران العراق ( كل شئ من أجل النصر) ويبدو إن قطر وتركيا والسعودية ومنظمات جهادية إرهابية تطبق مقولته تلك فتوفر المال والسلاح لمنفذي الجرائم وتوفر لهم النساء أيضا.
بالطبع ليس مهما حجم التكلفة مادام الهدف هو خدمة أجندات تدميرية مرتبطة برؤية الغرب للمنظومة العربية والإسلامية ، وليس مهما جرح كرامة المسلمين طالما إنهم تحولوا الى وقود لحروب العبث والإستهتار والجهاد الباطل ،ثم أن الفتاوي التحريضية والتكفيرية والتسامحية جاهزة لإغراء مجموعات من الفتيات بما يسمى جهاد النكاح ونقلهن الى سوريا وحتى العراق في أعوام السعار التكفيري في الفترة التي تلت 2003 فقد تم تجنيد عراقيات من مناطق ديالى والموصل وصلاح الدين والأنبار ليكن في خدمة العصابات الأرهابية بالتضليل والخديعة وجعلهن حطبا للمعركة وهاهن اليوم يتنقلن من قرية الى اخرى ومدينة في الشمال الى أخرى في الجنوب ويكن في جحور الإرهابيين محظيات وغانيات وخادمات ويقدمن لهم أنفسهن رخيصة ويتحولن من حضن قذر الى آخر دون أن يساءلن أنفسهن عن شرعية الفعل ذاك وحقيقته ..

Share |