ألتضليل؛ سُنّة الحاكمين!/عزيز الخزرجي
Fri, 11 Oct 2013 الساعة : 0:29

يقولُ "غاندي" مُعبّراً عن آلسّياسيين ألشّياطين بمقولةٍ حكيمةٍ و عميقةٍ جدّاً شدّتني كثيراُ و أنا أتأمل وضع ألعراق ألمنهار, مفادها:
!"إنّ أعظمَ نجاحاتُ ألشّيطانِ تَحْصَل عندما يَظهرُ و كلمةُ الله على شفتيهِ"
و مِصْداق ذلك, ما نراه كلّ يوم على لسان "ألسّياسيين" في آلعراق, و هم يدّعون بآلشهداء و إخوتهم ألسّجناء و آلدّعوة لله و بآلأمانة و الأخلاق و آلسّلام و آلشرف و غيرها و لكنهم بآلمقابل يتنعّمون و يتلذّذون كآلسّلاطين بكلّ شيئ من آلرّواتب و آلمخصصات و آلحمايات و آلمدرعات و السّرقات القانونية الحرام و ما لذّ و طاب, و هكذا باتَ آلتضليل و كأنّه سُنّةُ ألحاكمين على آلعراق منذ أنْ وطأت أقدام آلأنسان أرض الرافدين قبل أكثر من عشرة آلاف عام!
لقد أصبح آلسّياسيّ ألعراقيّ أليوم حقيراً و مُقرفاً و منبوذاً حتّى من قبل زوجاتهم و عوائلهم بعد ما دبّ في وجودهم و خلايا أجسادهم لقمة ألحرام و آلنّفاق, و يتجلّى ذلك آلقرف و آلنَّبذِ و آلذّلةِ و آلنّفاق من خلال عيونهم حين يظهرونَ و يتكلّمونَ بدون حياءٍ عنِ ألدّين و آلأخلاق و آلقيم و آلشّهداء و آلسّلام و آلشّرف بعد كلّ هذا, بيد أنّهم هُمْ مَنْ مهّدوا للأرهاب و القتل و آلفساد لتمتّعهم بمقدارٍ كبيرٍ من أموال و حقوق ألفقراء بإسم ألقانون و آلرّواتب و آلتّقاعد و آلمخصصات و آلحمايات؟
و هكذا كانَ آلسّياسيون على مرّ ألتّاريخ, يتفنّونَ في آلصّعود على أكتاف ألنّاس و حقوق ألفقراء و حتّى الشّهداء ألمظلومين, و أسْوَءُ تلك آلمظاهر ما بدى مؤخراً من آلسّياسيين ألمنافقين بعد ما ركبوا موجة آلجّهل و آلإستكبار ألعالمي ليقودوا حكومة فاسدة في عراق ألظُّلم و آلمآسي و الدّماء بعد نظام آلجّهل ألصّدامي, لكنّ أسوءها ما بدى قبل أيام حين تظاهروا بدماء ألشّهداء و خط أهل بيت رسول الله (ص) لتوقيع ما سُمي بوثيقة "ألشّرف"!
ألمشكلة لا تَتَحَدّدُ فقط بشخصيّة ألسّيد ألجّعفريّ ألّذي بدى آلنّفاق جلياً على ملامحه و مظهره و حياتهِ ألباذخة أو ألشّيخ ألمالكي رئيس ألحكومة تحديداً أو غيرهما, بلْ إنّ أمر الفساد و آلأنحراف تعدّى لِيَعمّ مُعظم ألمُنتمين للمذهب ألشيعي وصولاً للمرجعية نفسها و كأنها عمليّة مسخٍ مبرمجه تشكلت خيوطها في دوائر آلمخابرات العالمية, فهؤلاء كانوا يدّعون – يدعون - آلجّهاد و الدّعوة و آلزّهد في سبيل آلحقّ و آلشرف بآلأمس و إن كنتُ لم أشهد على جهادهم ألعملي و لا ساعة واحده بوقوفهم عمليّاً أمام جيش و نظام صدام لا عسكرياً و لا سياسيّاً و لا حتّى إعلاميّاً و تأريخهم في طهران و دمشق و لندن محفوظة عندي و يعرفها معي أهل الخبرة و يكفي على ذلك و هي مسجّلة في مذكراتي, لكن هؤلاء و بمُجرد تسلّمهم للحكم بدعمٍ و توجيه إنكلوأمريكي مُباشر نراهم قدْ تغييرت مظاهرهم و موائدهم و لباسهم و سكنهم و حتى مشيتهم و علاقاتهم, و هذا ما تنبّهَ لهُ مُؤخراً مُعظم مُسلمي ألعراق خصوصاً ألشيعة منهم لكنهم بائسون و متعَبون و منهمكون كقادتهم بآلـ "كَومات" و آلـ "الكَعدات" و الفساد ينخر وجودهم للأسف بسبب لقمة آلحرام ألّتي دخلتْ معظم البطون ألعراقية عمداً و سهواً منذ زمن صدام ألمجرم و إلى آليوم, و ما زال يعيش في العراق رغم كل ذلك بحدود 15 مليون فقير رغم أنها أغنى دولة في العالم!
و آلمسألة ألتي تحزُّ في نفوسنا أكثر .. هي تنصّل النّاس عن ما تبقى في وجدانهم من مبادئ ألرّسالة الأسلاميّة بعد ما تلطختْ فطرتهم و تسطّحت ثقافتهم بسبب تسطّح ثقافة آلسّياسيين ألشّياطين ألشّهوانيين ألّذين إتّخذوا آلدّين و آلدّعوة و آلحكم وسيلةً لشهواتهم ألبطنيّة و آلفرجيّة و هم يتظاهرون بأربطة عنقٍ يتقيأ منها نفسُ كلّ فنان أديب, و من هنا بَدَأتْ و إسْتمرتْ و ما زالتْ محن العراق و آلأنسانيّة عليهم منذ ولادة آدم (ع) و إلى يومنا هذا و من سيئ إلى أسوء و للأسف ألشّديد!
إنّ ما نشهدهُ في آلعراق أليوم على يد هؤلاء ألمُدّعين للدِّين و آلدّعوة و آلأنسانيّة هي أسوء ما مرّ بها آلعراقيون على آلأطلاق, حتّى "يزيد" و "شمر" و "آلحجاج" كانوا رجالاً من بعض ألوجوه, حين كانوا يعترفون بحقيقة أنفسهم و إنحرافهم بكونهم لم يأتوا لأحياء دين الله أو آلدّعوة و لا للصّلاة و لا للحجّ .. بل لطلب الدّنيا و آلسّلطان و يقتلون كلّ من يقف أمامهم حتّى لو كان نبيّاً, و هؤلاء ألمجرمين لأعترافهم ألصّريح هذا .. أقل ذنباً من أؤلئك ألسّياسيين ألمُخادعين ألذين إتّخذوا منهج أهل ألبيت(ع) ألّذي تشخّب بآلدّم و آلسّجن و المُلاحقة و آلجّوع و آلفقر و آلتّشريد؛ غطاءاً لمآربهم ألشخصيّة ألبطنيّة و آلفرجيّة و آلحزبيّة و آلعشائريّة!
و هؤلاء هم ثالث مجموعة في تأريخ ألعراق بعد "آلعباسيين" و "آلصّداميين" يُحاولون تزوير ألتأريخ و حقيقة ألشّهداء و آلأئمة ألمعصومين عليهم ألسّلام بأسوء صورة.
إستدلالنا على آلحقيقة ألمُقدمة أعلاه هو: أوضاع رؤساء ألكتل بقصورهم و حماياتهم و تصرفاتهم و بآلذّات رئيس كتلة الائتلاف ألوطني و حاشيته من بهاء ألأعرجي و أبو آلبواسير و أكثر ألأسماء المُجرمة في آلأئتلاف ألّذين يدّعون تمثيلهم للشّيعة في آلعراق و كذلك رئيس دولة القانون و حاشيته - لا يهمّنا غيرهم فرأينا فيهم معروف منذ نصف قرن - حيث أوضاعهم ألشّخصيّة و العائلية و ممتلكاتهم و مؤسساتهم و أفعالهم تشبه بآلضبط وضع "سارق ألدّيك", و لعلّكم سمعتم قصّتهُ؟
و خلاصتها هي:
قال صاحب ألدِّيك للحراميّ ألّذي سرقهُ: أنتَ آلّذي سرَقتَ ديكي!
أجابَهُ آلحراميّ بلباقة .. كلباقة رئيس ألأئتلاف ألعراقيّ: أقْسِمُ بأبي آلفضل ألعبّاس(ع) بأنّني لم أسـرقهُ!
قال صاحب ألدّيك و هو ينظر لنهاية ذيل ألدّيك ألّذي ظهر من فتحة جيب ألسّارق:
لا أدري و آلله؛ هل أُصَدّقُ قَسَمَكَ بأبي ألفضل(ع), أم أُصَدّقُ ذَيل ألدّيك في جيب سترتك!؟
و آلعراقيون أليوم و إنْ كانوا هُمُ آلآخر قد ضلّلوا صوابهم بسبب ألنّظام ألسّابق و آلتسطح الفكريّ و ما جرى عليهم آليوم بسبب هؤلاء ألمنافقين من(أبناء الحرام) ألّذين جميعهم أكلوا لقمة ألحرام بآلقانون ألعراقيّ ألوضعي؛ باتوا في حَيرةٍ من أمرهم – أي العراقيون - .. و هم لا يعرفون هل يُصدّقونَ تلك آلكلمات و آلخطب المعسولة و آلحركات ألتمثيلية و معها آلدّموع و آلعبرات على وجوه المسؤوليين و هم يتباكون على آلشهداء و الأوضاع ألمأساوية المزرية الفاسدة في العراق؛ أم يُصَدّقوا أوضاعهم ألسّلطانيّة ألمُترفهة – أيّ أوضاع ألمسؤوليين - بحيث أصبَحتْ لا يُمكن ألتّستر عليها بعد!؟
ألمُشتكى لله وحده و إنا لهُ و إنّا إليه راجعونَ.
عزيز الخزرجي