مجزرة حقيقية واعلام ميت/سيد احمد العباسي

Thu, 10 Oct 2013 الساعة : 0:13

في الوقت الذي تمزق عصابات القاعدة الاجرامية وآكلي لحوم البشر أجساد العراقيين بتفجير السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة اضافة الى العبوات .

نجد هناك صمت اعلامي عجيب غريب ولاصمت القبور الا مارحم ربي .

بعض القنوات تنقل مايجري من تفجير وليس الكل . وحتى لو تم النقل تكون الصورة ليست بالدقيقة والطويلة . وانما ثواني لاتتناسب وبشاعة المجزرة !!

المؤلم أن هذه القنوات ان كانت الحكومية منها أو التي تسير مع ركب العملية السياسية والتي تعود الى قادة منهم رجال دين ومسؤولين سياسيين لايسلطون الضوء على هذه المذابح المنظمة وتعريف دول العالم بوجود خطر ارهابي وابادة جماعية تهدد البلاد والعباد .

ولاادري لماذا لانمارس هذا الدور التثقيفي الذي يجب أن يكون على الاقل واضح للعيان وخاصة الاعلام المحلي أولا وبعدها ننقل هذه الصور الى اعلام الدول العربية وبعدها توجه الصور الدامية الى بقية دول العالم بنفس السرعة .

هذا الشلل الاعلامي على من نرمي بثقله ؟

هناك حملة شرسة بكل معنى الكلمة تبيد المكون الشيعي في كل محافظات العراق وخاصة بغداد لاأحد يلتفت لها سوى من يهمه الموضوع . ومن الطريف أن هذه الجرائم لايعاد تكرارها لتذكير العالم بفضاعة هذه المجازر . وانما مايهم هذه القنوات التركيز على الدعايات والاسفاف والتهويل بقادتها والى غيرها من البرامج الغير مؤثرة .

وهنا نعتب على قناة العراقية وقناة آفاق وبلادي والغدير وهي من القنوات الرصينة التي لم تألوا جهدا في عرضها مشاهد الموت الجماعي بواسطة السيارات المفخخة .

وهي وان عرضت بعض مشاهد من التفجيرات ولكنها لم تكن بالمستوى المطلوب .

لذلك وجب التنويه أن يكون عرض هذه الافلام بمستوى الحدث وقوته لكي يعرف العالم همجية هذه العصابات وتعريف شعوب تلك الدول بهذه الجرائم لكي تضغط على حكوماتها لكي توقف هذه العمليات الارهابية كل حسب امكانياته .

وبهذه الطريقة نشكل لوبي عالمي من شعوب تلك الدول لمساعدتنا في وقف الارهاب على الاقل نقول لأجيالنا القادمة اننا حاولنا بكل الوسائل منع الارهاب !!

وما دعاني الى كتابة هذا المقال بعدما رأيت صورة الموت والدمار والعنف اليومي في العراق خلال الشهرين الاخيرين تزداد يوما بعد اخر وخاصة بعد انكشاف فضيحة استيراد العراق عام 2007 أجهزة كشف المتفجرات (ID- 651 ) من شركة ( أي تي سي إس ) البريطانية . وبرغم انكشاف عدم فاعليتها لدى الرأي العام العراقي بوقت مبكر الا ان الحكومة العراقية اصرت على استعمالها ما تسبب في مقتل وجرح آلاف العراقيين .

وقد حكم القضاء البريطاني على صاحب الشركة ومورد الجهاز الى العراق بالسجن عشر سنوات . واشار التقرير الى ان الأجهزة بيعت للعراق بدفع رشاوى لمسؤولين محليين تصل إلى 75 مليون دولار . وبيع الجهاز الواحد منها بأربعين ألف دولار . وكان الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي قد صرح بعد صدور الحكم بالسجن ضد رجل الأعمال البريطاني ماكورميك الذي ورد الأجهزة أن الأجهزة ستستبدل . لكن أعلن لاحقا أن كلابا سوف تستخدم للبحث عن المتفجرات . في حين قال مسؤولون وقادة امنيون عراقيون إن بيانات متضاربة من جهات حكومية حالت دون استبدال اجهزة الكشف المزيفة .

واذا بقينا على هذا الحال وهذه التصريحات وكل واحد يرمي التهم على غيره للخلاص من المسؤولية سوف يحترق العراق والعياذ بالله من شماله الى جنوبه !!

والا تعالوا اسألكم جميعا ماذنب الاطفال وهم في مدارسهم يتعلمون القراءة والكتابة ؟ وقد حذرت هذا الاسبوع من استهداف المدارس ووجهت رسالة الى دولة رئيس الوزراء وماذا نحن فاعلون ؟

عشرات الاطفال تقطعت أوصالهم في تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفت مدرسة ابتدائية ومركز للشرطة في تلعفر . وقد فجرا نفسيهما بفارق زمني قصير عند مركز للشرطة ومدرسة ابتدائية بجواره في قرية ( قبت ) !!

وراح ضحية هذا الهجوم الارهابي عشرات الاطفال لايزالون تحت أنقاض السقوف التي انهارت بالكامل عليهم وهي جريمة بكل المقاييس . فأين الاعلام ياعراقيين ؟

ويعرف الجميع أن تلعفر مدينة تسكنها اغلبية من التركمان الشيعة . وقد تعرضت لأكثر من مرة الى عدة هجمات دامية مماثلة لم يسبق لها مثيل بالتأريخ !!!

أين وزير التربية من هذه المجزرة ؟ أين وكلاء وزير التربية الذين لم نسمع لهم صوت وكأن على رأسهم الطير ؟ صحيح أن وزير التربية من غير طائفة . ونحن نعلم انه ليس في العراق ولكن هل هذا يمنع سيادة الوزير من تصريح يدين هذا الفعل الاجرامي الذي قتل الطفولة في مهدها ؟

اقول لو كان لسيادة الوزير ابن أو أقارب في هذه المدرسة ألم يكن يلغي الرحلة ويرجع للعراق ويذهب بنفسه الى المنطقة المنكوبة ويعزي أهلها وأبنائها الطلاب ؟

لذا نعاتب كل وسائل الاعلام على عدم تغطية هذه الجرائم الارهابية والتي هي عمليات ابادة جماعية يحاسب عليها المجتمع الدولي ولكن لاحياة لمن تنادي .

Share |