مراجعة النفس/صبيح الكعبي
Wed, 9 Oct 2013 الساعة : 8:04

النفس لها عدة توصيفات ومراتب عند الخالق سبحانه وتعالى ولذلك فان سرها مخبؤ
بين طيات علم لايعرف كنهه ويفك رموزه ويقف على حده الا من خلقها وسواها ووضع لها حدود لتصرفها وخطوط لاتتعداها وطمأنها بالتوبة والمغفرة والاستغفار
ان هي اساءة وخرجت عن الطريق السوي وجعل مسؤولية مراقبتها العقل ,
والنشأة الصحيحة في بيئة صحية متوفرة فيها عوامل الخير ليكون عنصرا فاعلا
ومنتجا لمجتمعه و رمزا للخير والمحبة ليشع ضيائه وسط بيئته ومكان معيشته ,
والانسان خطاء وخير الخطائيين التوابين , وفي محنة البلد ومعوقات سيره وتنامي
اساليب الجريمة والخراب فيه , نجزم ان عناصر الخير موجودة فيه وبكثرة اكثر مما
نتوقعه او نحصيه وقد ينجر الانسان في موقف ضعف وردة فعل واستعراض قوة
او حقد وضغينة يرتكب في ساعة غضبه أعمال تخرجه عن انسانيته ويتلبس في
عقله لوثة جنون غير محسوبة مما يتسبب بالحاق اذى وارتكاب جرم و محاولة
سرقه يستمد قوته فيها من المخزون السيء في نفسه يكون قد لحقه من عرق دساس كما اثبت ذلك علم الوراثة و التربية السيئة و النشئة غير الصحيحة و الحاجة
المادية والفقر والعوز وقصر اليد او مريض لايستطيع جلب ورقة شفاءه , عوامل
غير خافيةعلى الجميع يكون فارسها بذرة الشر فيه وارضيت خصبة للاذى في نفسه
لعقد تربوية نشأة معه وترعرت فيه وكبرت في نفسه الاانها كانت مضمورة ومخبؤة
بين طيات نفسه لم تتوفر الظروف لافاضتها من اناءه المكسور في زمن ماض , وما أن تهيأة له الظروف افاضت لتسبب الاذى للاخرين بقصد او غير قصد فعلا او قولا وما نراه الان في بلد يوصف بانه مهبط وحي واختلاف ملائكة وقبور عظماء
وارض طيبة ومنبع خير واوتاد عمق فيها من لذيذ والغث والسمين مايعجز الانسان عن احصائه فلماذا هذا التراشق بالالفاظ والتناحر بالافعال والاعتداء بالضرب و جرائم وموبقات وتسلط النفس الشريرة بكل مااوتيت من قوة وجبروت لتأخذ حق الاخرين بطرق لاحدود لها وقتل لم يسبق له احد وتفنن في الجرم وكيل التهم
والتسقيط والتهميش وظلم لم نعرف له طريق ولم يسلم منه احد ؟ فالى اين نسير
وباي مركب نعبر والى اين نبحر وعلى اي شاطىء نرسي , نجزم ان الكل خاسرين
ولاأحد يربح الرهان , الكلام والتسقيط والتهميش ومصادرة الاراء والانا عوامل من شأنها ان تبعث الحقد والضغينة في النفس والاستحواذ يولد القتل , مزيدا من التروي
والتفكير ورجاحة العقل ونبذ الخبث والؤم واحترام الاخرين والخوف من الله عوامل
تصاحبها المصداقية والتعامل بشفافية كفيلة بان تعطي للنفس وقفة وللسير محطة
وللنفس محاسبة و عقلانية لنرى الى اين نحن ذاهبون وباي طريق سائرون مراجعة
الذات مهمة لمن يتصدى للمسؤولية وقراءة التاريخ بدقه وسير الاولين كفيلة ان تعيد
لنا العقل ونحسن التصرف لان المقابر مملؤة بمن هو افضل منا واصلب عوداواقوى
شكيمة وملك الشرق والغرب تركها لمن هو دونه وتوسد الثرى ليستنجد بمن
هو اقوى واعظم ليقول ارجعوني لعلي اعمل صالحا , ولا من مجيب كفى بنفسك
اليوم حسيب , الخطاب والامثال لنا الاان الغفلة والسبات الذي نحن فيه كما يقول الحبيب (( الناس نيام متى ماماتوا استفاقوا )) فرصة لمحاسبة الذات قبل فوات الاوان
وبلدنا بحاجة لهذه الوقفة من الكتل سياسية واطراف النزاع والتناحر وحب السلطة والجاه والتفرد والاحزاب بشقيها الدينية والعلمانية لاننا مسؤولون اما الله والشعب
بما يجري فيه من فساد مستشري وتناحر دموي وعنف لايرحم فالى اين تتجه بوصلة
سيرنا واي طريق سالكين , الفرصة امامنا والايام تجلي الحزن وتنسي الالم وتشفي
الجروح واول واخر نحن اخوان في الدين او متشابهين في الخلق .لنبدأ من الان
وخير الامور المصارحة فيما بيننا لان الدم الذي يسيل الكل مسؤولة عنه والفقير
والمعوز واليتيم والارملة والشيخ الكبير والمرأة العجوز نحن نسأل عنها يوم لاظل
الاظله , ليست نصيحة امام جامع او مرجع ديني او داعية اسلامي انما انسان يحمل
شعور الانسانية وهو جزء لايتجزء من واقع العراق المرير .يكفينا دم وقتل وتفجير
بلدنا جميل وقد حباه الله بخيرات كثار اقلها الماء والخضراء والوجه الحسن وهاهي
الاعمار تنتهي والسنوات تسرع ونحن في مكاننا نراوح ((أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) صدق الله العظيم
الكاتب والاعلامي
صبيح الكعبي