النواحون يقودون الثقافه /نعيم كر م الله الحسان
Wed, 9 Oct 2013 الساعة : 7:55

لم يجمع المختصون على تعريفا محددا للثقافه سواء إن كان لغة أو إصطلاحا بعدما شاع هذا المفهوم شيوعا أكثر من أي مفهوما آخر في عالم اليوم
ولكن حين الرجوع للمصادر أو المهتمين بحركة النمو البشري وتطوره نرى أن هناك توافق على أن الثقافة تعني صقل النفس والمنطق والفطانه
كما أنها أستعملت للدلاله على الرقي الفكري والأدبي والإجتماعي للأفراد والجماعات فهي نظرية سلوك وحركه ونمو وتطور نحو الأعلى بشكل يعزز تفرد الكائن البشري في صياغة الحياة الأكثر بعدا عن السلوك االمتخلف واللامنطقي
وقد أقر مؤتمر بوينس أيرس للفلسفه المنعقد عام 1982على وحدة الطبيعه البشريه وتعدد الثقافات وقد حضر المؤتمر قادة الفكر في العالم والمهتمين في مجال البحث الفلسفي والإنثروبلوجيا
وبهذا يتوضح أن لكل أمه ولكل مجتمع ثقافه خاصه تشترك وتتفاعل مع الثقافات والمجتمعات
الأخرى وتتأتى هذه الثقافه من عقيدة الأمه وتفاعلها مع الأفراد بالإضافه للمنتج العبقري للعقول المبدعه في الأـمه
وبهاذين الرافدين يتشكل الوعي والعقل والسلوك الجمعي
فإذا كانت العقول الواعيه التي تشعر بالمسؤليه بقدر لايضاهى والتي تحمل عقلا موسوعيا متفهما ومبدعا وتدرك المقاصد العليا للشريعة والعقيدة وأهداف مستقبل صياغة الأمه هي المتصديه والمطاعه فسوف يكون المجتمع قد وضع على سكة التطور والرقي وبلوغ الأهداف الخادمه لمصلحة المجتمع
وأما إذا أصبحت تلك الطليعه المشار إليها منزويه وبعيده عن التأثير ومهمشه ومقصاة عن تصدر زمام مخاطبة المجتمع وتوجيهه وصياغة ثقافته وعقله وإدراجه على سكة البشر المتطلع الى الأرقى وتبيان جوهر عقيدته ومراميها الحقه وإخراج الحق واضحا دون رضوخ لقادة التجهيل
فالنتجيه سوف تكون كارثيه من خلال شيوع الخرافه والتجهيل والعوده الى زمن الحبو البشري
فنحن اليوم نرى في العراق المعروف بالقدره على إنتاج الفكر وقادته شيوع ظاهرة النواحين الذين يقودون المجتمع ويوجهونه بما يملي عليهم عقلهم المحدود والقاصر في فهم المصالح الحقة للمجتمع
يستخدم هؤلاء المقدس والعاطفه تجاهه ويحشون السامعين بمفاهيم هي من وحي تصوراتهم لامن الينبوع الحقبقي لعقيدة الأمه
فنحن لم نسمع إحتفاءا بالعلم أو المفكرين أوبوسائل تنمي المجتمع وتقضي على معاناته بقدر ما مشغولين بالإحتفاء بالنواحين وبكائياتهم المطوله بمناسبة أو غير مناسبه
ومع شيوع ظاهرة تكاثر النواحين أصبح العراق بلد يجيد النياحه الإحتفاليه بإمتياز وأصبحت ظواهر البكاء الجماعي سمة العراق الجديد وكأن العالم ليس فيه شئ آخر وبطرق تشاكل سلوكيات الأقوام البدائيه تنقل عبر الفضائيات يقودها أشخاص لايقدرون جوهرومصلحة العقيده الحقه جذلين فرحين ينفخون في حرائق التاريخ ولايقدرون المسؤليه تجاه الإعتقاد الصحيح