لعنكم الله لستم شجعان/المهندس علي العتابي
Wed, 9 Oct 2013 الساعة : 7:47

على مر العصور التي شهدها الإنسان منذ أن خلقه الله إلى يومنا هذا توجد معايير للقتال و قوانين تطورت فيما بعد لتصبح معايير دوليه تعتمد في الحروب و الاشتباكات و تسمى قوانين الاشتباك (rules of engagement) و قد نظمت الأمم المتحدة و غيرها من المنظمات العالمية اتفاقيات و معاهدات ملزمه لجميع الإطراف المتنازعة تلزم هذه الجيوش المتحاربة باحترام حقوق الجريح و الأسير منها اتفاقية جنيف و التي أقرت حقوق الجرحى و الأسرى و حماية المدنيين حيث تم أقرار هذه الاتفاقية للمرة الأولى عام 1864 و أصبحت فيما بعد أربع اتفاقيات أخرها عام 1949 و من ثم تلاها تعديلات عده و افتتاح منظمات عالميه مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر و استمرت هذه التعديلات إلى أيامنا هذه لكي تحد من المخاطر التي تصيب المدنيين في حال حدوث نزاع مسلح يسبب الخطر للمدنيين ..أول من بادر لإنشاء هذه المنظمة هو هانري دونو السويسري الجنسية الساكن في مدينة جنيف لما رآه من مجازر و جرائم في معركة سولفينو و الذي ألف على أثر هذه المعركة كتابه الشهير (ذكرى من سولفينو ) حيث طالب من خلال كتابه هذا إلى أنشاء هيئة أغاثه في كل دوله و ضرورة معالجة الجرحى مهما كانت جنسياتهم أو انتمائهم,هذا من جانب إما من الجانب الأخر و الذي يعتبر أكثر إشراقا" و أقدم زمنيا" و أكثر تكريس لمبادئ حقوق الإنسان هو ذاك القران الكريم و الرسالة المحمدية ذات السيرة العطرة التي نزلت رحمة للعالمين كما ورد في القران الكريم قال تعالى )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ( أي أن الإسلام دين الرحمة و دين العدل و دين الخلق ذاك الإسلام الأصيل الذي أرسى قواعده نبينا الكريم و أمامنا علي عليه السلام عندما قال (الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) و التي تعتبر بحد ذاتها كمقوله دستور و منهاج عمل لجميع برامج السلم الأهلي و الأمن الاجتماعي و أحياء للتنوع الديني و المذهبي و التعامل على أساس احترام حقوق الآخرين حيث كان رسول الله (صل) يوصي السرايا المقاتلة قبل أن تشد أزرها للقتال بهذه الوصية ألمعروفه (سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، لا تغلوا و لا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخا فانيا(2) ولا صبيا ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرا إلا أن تضطروا إليها
و أيما رجل من أدنى المسلمين) نعم ذلك هو ديننا الحنيف دين يدعو إلى المودة و الرحمة و العدالة...لقد شهد الإسلام كدين و المسلمين كشعوب هجمات فكريه شرسة و وحشيه حاولت النيل من أركانه و إبادة الفكر الإسلامي داخل المسلمين لكن بضخم هذه الهجمات كان هناك العديد من المتصدين لهذه الأفكار و التي تحاول أن تحول الدين الإسلامي من منظومة عمل للحياة إلى كتاب يركن على الرف لا قيمه له. ولم يشهد التاريخ الإسلامي هجمة أشد و أشرس من تلك التي تكرس الطائفية في العراق و التي تنهل خططها من أبناء صهيون و يتم تنفيذها على يد مجاميع تدعي انتمائها للإسلام تقتل و تفجر و تنتهك الحرمات و نهدم الجوامع و تقتل الطفولة و تبث الخوف في نفوس النساء و ترتشف دماء العراقيين كأنها تنهل من ماء معين وسط عجز حكومي و صمت دولي يجعل من العراق فريسة سهله للإرهاب العالمي ..آلة الموت أليوميه التي تطال الأبرياء و الشيوخ والتي تحاول أن ترسم شبح الإرهاب على محيا الإسلام حيث نجح أبناء صهيون فيما خططوا له بسنوات قليله على يد هذه الجبهات المجرمة من القاعدة وأعوانها لتحقق منجزا" عجزت عنه لسنوات على أيدي عملائها القدامى .. نعم نقولها لكم أنت جبناء لأنكم تستهدفون الأبرياء و تقتلون النساء و تذبحون الأطفال لا دين لكم و لا شرعيه لكم و خير ما اختم به و اللبيب بالاشاره يفهم خطبة الامام الحسين و اوجهها لمن يتأمر على العراق و العراقيين و يقتلنا (( قالها الحسين (ع) : ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون)).