أسلام يبحث عن موطنه !/علي رضا
Wed, 9 Oct 2013 الساعة : 7:16

بعد فشل واضح للحكومات الأسلامية في دول الربيع العربي و ما بين أصوات تطالب بفصل الدين عن سياسية, أصوات من المجتمع حتى بعيداً عن أي مدرسة فكرية علمانية
تتعالى في الأونة الاخيرة , الأصوات المطالبة بفصل الدين عن السياسة ! فصوت مثقف دائماً ما يكون مثاله المشهد الاوربي بفصل الكنيسة عن السياسة و كيف تطورت اوربا بعدها على الرغم أن لا الزمان و لا المكان يمكن مطابقته مع الوضع الحالي, لانه بذلك يناقض بمبدأ الديمقراطية التي تعطي الحق لكل فرد حق الترشح و اذا فاز فأنت مجبر على احترام رأي الاغلبية
و الرأي الشبابي و الذي يكون في الغالب مكتف بترديد الكلمات و سلخ الوقائع دون وعي و تحليل مكتف بقياس بعض التجارب في محاولة لاسقاطها على واقع في الحقيقة هو بعيد كل البعد عن المشهد الاوروبي
ربما هو محق لكن لا نستطيع ان نصور الفكره بتجربه الاخوان في مصر لانهم كانوا يهدفون لمشروع أوسع يهدف ألى السيطرة بأسم الدين لكنهم أخفقوا لانهم بيوم و ليلة كشفوا عن نواياهم و لا يمكن ان تتقبل الناس هذا المشروع , فحلم التوسع السلفي بأسم نشر الدعوة و الخلافة الاسلامية فشل به الامويين رغم سيطرتهم المالية و الكهنوتية و لا يمكن في الوقت الحالي تقبله, اذ لا يمكن للفرد ان يلغي هويته الوطنية لينصهر في مشروع ذو سلطه مطلقه
ايضاً لا نستطيع أن نقيس اسلام الدولة في حزب الدعوة عندما وصل للحكم في العراق و حتى الان حيث من المغالطة أن ننسب فكر حزب الدعوة الحالي للمفكر الراحل محمد باقر الصدر فهذه أكبر أساءة له , فكتبة الخاصة في بناء الدولة في واد و حركة الدعوة الحالية في واداً أخر ! فمثلاً كان الصدر قد حدد ضوابط و أليات معينه , كان ضد ما اسماها "بالصنمية" أو الاتباع المطلق فهو يقول أن علينا كمجتمع أسلامي أن لا نتقوقع على أنفسنا بل علينا الانفتاح على كل الحضارات و الاستفادة من كل التجارب دون أن يؤثر هذا على مبادئنا الاسلامية و الشرقية و أيضاً علينا أن لا بأسم التحضر نلغي هويتنا و نكون متبعين و بطن للرأسمالية العالمية و هذا تماماً عكس الواقع , فنحن اليوم نأخذ أفشل ما في تجارب الغرب لنزرعه في سياساتنا و مجتمعنا و أصبحنا من جانب بطن لكل التحضرات التافهة من سلع ! و لم نستفد حتى الان من أي تجربة حية و لم نبدء بواقعية مع الحاضر كي نبني مستقبل بصورة صحيحة
الطبيعي أن هناك فرق بين الاسلام السياسي و سياسة الاسلام, و لا يمكن أن نعتمد فشل تجربتين بالاساس لم تطبق معنى سياسة الاسلام, و لا حتى فكر الحركة ذاتها, على مشروع الدولة, و أن هناك تجارب قومية أساءت للفكر القومي كتجربة حكم البعث في العراق و ايضاً فشل التجارب الليبرالية في بعض البلدان , أذ لكل تجربة نصيب من النجاح و نصيب من الفشل فنحن لا يمكن أن نتناسى تجربة الصين الاشتراكية الناجحة و في الوقت ذاته لا ننسى أن ذات الاشتراكية قد قضت على الشعب الكوري الشمالي و الكوبي و فرضت عليهم كبتاً للحريات و حتى حق الحياة
و هنا حتى لو طبقت بالفعل التجربة الأسلامية في الحكم فمن ألطبيعي أما أن تفشل او تنجح و اذا كانت الديمقراطية تؤمن للملحد حق الوصول للحكم في مجتمع متدين فكيف لا ترضى لوصول حاكم متدين للجمتع نفسه !