الحجامة واليتامى/المهندس زيد شحاثة

Wed, 9 Oct 2013 الساعة : 6:44

لم يكن أي من قادة الدولة والحكومة وحتى المعارضة قبل 2003 يعملون إلا بفكر معارض,يهدف لتهديم الخصم وإضعاف قوته,ولان هذا الخصم كان حكم البعث وحكومة صدام,وكانت الطريقة الوحيدة المتاحة لمحاربته هو بالعمل على هدم أركان نظامه و أداوته, ولكن بعد سقوط هذا النظام على يدي قوات التحالف, تولى من كان معارضا لنظام صدام السلطة,وتعاقب أكثر من واحد منهم,ولمختلف المفاصل والمستويات, ولكن هل وفقوا في أن يحكموا بفكر وعقل جديدين؟
لازال معظم من يدير الدولة ,يعمل بفكر المعارضة, فكر يهدف لإثبات خطأ المنافسين والخصوم السياسيين, ويعاملهم معاملة الأعداء, و من العدل القول هنا أن المعارضين كذلك, لازالوا يعملون بنفس الفكر وان بدرجات مختلفة.
فهل يمكن أن نبدأ تحولا لبناء دولة مؤسسات, لا دولة الأحزاب ,دولة المواطن,لا دولة القائد؟
وكيف سنبني تلك الدولة, والعقل السائد القائد هو معارض المنطق! وكيف سنجد القائد الذي سينجح أولا في أن يفكر بعقلية البناء لا الهدم,عقلية التقويم لا المقاومة ,عقلية المعارضة البناءة لا الهدامة,وهل يوجد أصلا هكذا قادة في طبقتنا السياسية؟
بظني نعم ,هناك عدد من مشاريع القادة,التاريخيون, الذين أن وفقوا وثنيت لهم الوسادة,لكانوا قادة يصنعون تاريخا جديدا للأمة العراقية,ويعيدون لها أمجادها,ويعيدون العراق إلى موقعه الحقيقي,موقعه الحضاري بين الأمم,مشاركا فاعلا في التطور والتقدم الحضاري,ولكن هل سيسمح لهم ديناصورات السياسة بذلك!!
وقبل الإجابة عن السؤال لنسأل أنفسنا,استكمالا لتوضيح الصورة,من هو صاحب القرار في اختيار القائد؟
هل يختلف اثنان على أن المواطن العادي البسيط, رغم كل التلاعب المحتمل أو الكلام عن تغيير قوانين التصويت بحيث تفرغ إرادة الموطن من قيمتها,هو صاحب القرار؟
فان كان الجواب بالإيجاب,فلما النوم أذن !العدم الرغبة بالتغير؟أم الاستكانة إلى واقع مر!أم موت جذوة الإنسان العراق!
لن اصدق أن العراقي يموت روحا وهاجة,بل هو التكاسل والاتكال على الأخر, وانتظار التغير أن يحققه الآخرون لنا.
ولكن انظروا إلى أين أوصلنا ذلك!!
هل سنختار قيادة برؤيا,أو نتفرج عليهم يتعلمون الحجامة!

Share |