جهاد النكاح .. واقع لايقبله العقل/ طاهر مسلم البكاء
Tue, 8 Oct 2013 الساعة : 0:56

هل يمكن ان نصدق ان عربا ً يدينون بالأسلام يقبلون بمثل هذا الزنا على انه جهاد ،وفي هذا الوقت الذي ينتشرفيه التنوير وتتوسع معارف الأنسان ،وفي مكان كان أكثر احتكاكا ً بالغرب ، ولكن عندما نراجع ما ظهر من بدع وتزييف لحقيقة الدين الأسلامي من مثل جهاد الأرهاب الذي يمارس اليوم على نطاق واسع من البلاد الأسلامية ،حيث يقتل الأنتحاريون عشرات الأبرياء من المدنيين الذين يدينون بالأسلام ومع ذلك يدعي هؤلاء الأرهابيون ومن وراءهم انهم يخوضون جهادا ً ! فعندها لانستغرب ان تبرز مثل هذه البدع أو غيرها مستقبلا ً .
ما داموا ينجحون على الأرض ويجدون شبابا ً يغرر بهم ويستخدمونهم ادوات لأفكارهم ، اذن هم ليسوا اشخاصا ً يعملون منفردين بل ان لهم مراكز بحثية ومراكز تخطيط وقيادة وتمويل واهداف محددة وأول هذه الأهداف هو النيل من مبادئ الدين الأسلامي الحنيف ومن كرامة المسلمين والنيل من وحدة وقوة بلدانهم لأهداف تخدم الصهيونية العالمية .
كيف يقبل التونسي ان يرسل ابنته أو أخته الى متاهة بعيدة عن الشرف وخالية من الكرامة مهما كان الدافع ومهما كانت الحاجة ، وكيف تقبل وزارة المرأة عندهم بهذا وجمعيات الدفاع عن حقوق المرأة وهي منتشرة في بلاد المغرب العربي ،والمرأة في مشرق العرب تحسد أختها في المغرب على ما بلغته من حرية وثقافة وتنظيم ،وعلى حد علمنا لم نسمع اصواتا ً تبين اراء لهذه الجهات التي تعتبر مسؤولة عن المرأة ،ويقال ان وزارة الشؤون الدينية اصدرت بيانا ً تدين فيه اًلفتوى وأعتبرتها غير ملزمة للتونسيات ،ويعتقد ان الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة تغظ الطرف عن هذه الممارسات اللاإخلاقية بدوافع سياسية .
ما الدوافع الحقيقية :
قلنا انه لايصدق عاقل ان نساء متنورة وعلى درجة من الوعي والجرأة يمكن ان ينطلي عليها حكاية الفتاوى التخريبية تلك ، وهي تدرك تمام الأدراك عمق الخطر والمستقبل المجهول الذي ينتظرها ويمس شرفها وسمعتها ،هذا فيما لو نجت وعادت بسلام الى بلادها ثانية ،ولكن بسماع اراء بعض ممن خضن هذه التجربة يتبين ان أولئك المتصيدين كانوا يعملون على أكثر من اتجاه ،فالفتاوى ما هي الا ّ غطاء أعلامي ،حيث ان الواقع يبين مساومات متنوعة وترغيب بالمال أوبتحقيق حاجات ملحة في حياة أولئك النسوة مثل وعود بالحصول على وظائف لهن أو لأفراد من عوائلهن أو مراهقة سافرة بأسم التدين حيث نقل عن فتيات انهن استجبن لنداء زملاء لهن في التيار السلفي في الأنخراط بجهاد النكاح أو ما شابه ذلك .
جهاد مهين مجهول المصدر وشباب ضائع :
هل أصبح الشباب اليوم يؤخذون فتاواهم من جهات مجهولة ،ام انها جهات واضحة ولكن الجهات التي تبرزها وتقف وراءها غير مكشوفة ؟ ان الجهاد كما محدد في الأسلام له ضوابط مشدد بقيود كبيرة وهو لنشر الأسلام أو لأسترداد حقوق مسلوبة او للدفاع عن النفس والعرض ،ولكن ان تقاتل اخوة لك في الدين وتشترك في تدمير بلد مسلم وتهجير الملايين من اهله، لهي جرائم كبرى دينية وانسانية لايقبلها عاقل ، وما جهاد النكاح المجهول المصدر الاّ طعم يصطاد به الشباب نحو متاهات ومغامرات سرعان ما يخسرون فيها الدنيا والآخرة .
المرأة كرمها الله :
اعطى الأسلام كرامة وقدر للمرأة بعد ان كانت في الجاهلية سلعة تباع وتشترى وكرمها بعمل عظيم وهو الأمومة واعداد الأنسان وبناء الأسرة ، فبدون المرأة لاتكون هناك اسرة وهذا ما يعيشه مجتمع الأباحية في الغرب الآن من تفسخ وغياب للقيم وانتشار للجريمة ،ولم يكلف الأسلام المرأة بالجهاد بل جعله امرا ً يعود لرغبتها وحسب ما تتمكنه بما يحفظ كرامتها ، وما ينتشر اليوم من امثال هذه الفتاوى المجهولة والتي بدون ادنى شك تطلق من جهات تريد النيل من الأسلام ومن قوة وعزة المسلمون والنيل من شرف وكرامة المرأة المسلمة .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} [الحجرات : 13] .