
روحاني.. الحقيقة والسراب/حيدر الجابر
Mon, 7 Oct 2013 الساعة : 23:35

بدا الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني رقيقاً رومانسياً وهو يتلو خطابه المنفتح جداً في الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل أيام، خطاب بعث الروح من جديد في أمل تسوية تخلّص الشرق الأوسط من واحدة من أعقد قضاياه الشائكة، وتطوي صفحة وتفتح أخرى، أملاً في أن تكون بادرة خير لتغيير واقع المنطقة التي أدمنت الأزمات والموت والفقر. الأمل تجدد بعد الخطاب الهادئ الذي ذكّر بخطابات سلفه نجاد العنيفة، التي ترفض الحلول الوسط، تهدد وتتمرد. الدكتور حسن روحاني، المتنوّر الذي اكتسح صناديق الاقتراع، محمولاً على أكفّ الإصلاحيين، يطرح «أسلوباً» أكثر عقلانية، وأقل ضجيجاً. لكن هذا غير كافٍ. لماذا يتغابى المجتمع الدولي تجاه السلاح النووي؟ حلّ أزمة النووي الإيراني في تل أبيب، لا في طهران ولا في نيو يورك. تسلح إيران أو أي دولة أخرى هو رد فعل للنووي الإسرائيلي الذي يجثم على صدر المنطقة المتوترة، التي ترتبط قضاياها كلها، من العراق إلى سوريا إلى اليمن والسودان ومصر ولبنان بفلسطين بواسطة خيط خفيّ لايراه إلا من يتصف بالإنصاف. الخطاب المعتدل الإيراني لايعني تغيّراً في الجوهر، البرنامج النووي سيمضي قدُماً، والدعوة «الروحانية» الشفافة للحوار ستكشف عن موقف إيراني ثابت لايتغير. سيصاب المفاوضون بخيبة أمل، لأن السياسة الإيرانية لا تتبدل بتبدل الوجه، ولا بتغيير لهجة واختيار مفردات جديدة. الساسة الإيرانيون مثل حائكي السجاد الإيراني، والسياسة الإيرانية مثل حياكة السجاد الإيراني، تحتاج إلى طول صبر وأناة، ورتابة وهدوء، بلا ضجيج ولا ضوضاء، يسير العمل على قدم وساق. وفي الحالتين النتيجة مبهرة: سجادة إيرانية تُضرب بها الأمثال، وبرنامج نووي لاتستطيع إسرائيل تدميره، ولا أمريكا إيقافه. المجتمع الدولي يهين نفسه إن لم ينظر إلى المسألة الإيرانية بجدية وعمق. لم تتغيّر السياسة الإيرانية منذ بني صدر وحتى نجاد، مروراً برفسنجاني وخامنئي وخاتمي، ولن تتغير في عهد روحاني. الثوابت تبقى ثوابت، والأمن القومي ـ وهذا ما لانفهمه، نحن مواطني، الدول الفاشلة ـ ليس زيادة أسعار الوقود أو إلغاء البطاقة التموينية أو الزوجي والفردي. إيران اليوم تلعب في دوري المحترفين العالمي، وهي تشق طريقها بنجاح. جريدة المؤتمر |