لا تمر علينا مناسبة لاحد الائمة عليهم الاسلام الا وكنا في مظهر اللطم والبكاء والعويل والتوجه الى قبور الائمة عليهم السلام للزيارة الكرنفالية ، ولكن – ونحن مع فاجعة الامام الجواد عليه السلام – لنسأل انفسنا هل حققنا ما يريده منا الجواد ؟ وهل سرنا على ما سار عليه الامام الجواد ؟ وهل طبقنا ما خطه لنا الامام الجواد ؟
بالتأكيد يكون الجواب بالنفي ، لأننا محبين ولم نصل الى تلك الدرجة المرموقة (الشيعي) فليس من المعقول نحن نعيش في ظل الظلم والاضطهاد والحرمان ومن بين شمائلنا وايماننا علي والحسين والكاظم والجواد والعسكريين عليهم السلام ؟ ليتنا تعلمنا ولو الشيء اليسير اننا لا نميل للظالم ولا نحيد عن الحق
ليتنا تعلمنا من الجواد انه الفتى الذي قارع اهل الفساد والسراق ، ولننظر الى حياة الامام الجواد عليه السلام فعندما علم المعتصم خطورة هذا الفتى الهاشمي قرر الخلاص منه بأسرع وقت وفعلا حقق مأربه اللعين فمات امامنا الجواد في ريعان شبابه
ولنسأل انفسنا مليا :- لماذا مات الامام الجواد في عز شبابه ؟ ولماذا مات ؟ وهل كانت الدولة آنذاك اسلامية ام لا ؟
وهل المعتصم كان يصلي ويصوم ويحج ام لا ؟ اذن لماذا استشهد الامام عليه السلام ؟
والجواب واضح وجليا لأنه كان يرفض الظلم والفساد المالي والاداري والسراق والدخلاء لأنه كان صوت المحرومين والمعوزين ، لأنه لم يكن سياسيا ولم يكن يهادن على المصلحة الشخصية او يريد المنصب او الوزارة المعينة .
قال الامام محمد الجواد عليه السلام (( وأيم الله ! لولا تظاهر الباطل علينا ، وغلبة دولة الكفر ، وتوثب أهل الشكوك والشرك والشقاق علينا ، لقلت قولا يتعجب منه الأولون والآخرون . ثم وضع يده على فيه ، ثم قال : يا محمد ! اصمت ، كما صمت آباؤك * ( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ) ..))
نعم صمت الامام كما صمت آباؤه عليهم السلام لأنه لم تكن الامة تدرك اهميته ولم يكن هناك الثلة المؤمنة التي تأخذ على عاتقيها تطبيق التوجيهات الشرعية ، وهذا يعني ان الامام الجواد سواء في حياته او اليوم لم يكن يحظى بمن يفهمه ومن هو الشيعي الحقيقي .
الامام الجواد لا يريد منا ان نلطم وننوح ونبكي والظلم يحيطنا ولم يبق شيء الا ودخل له
الامام الجواد لا يريد ان نصلي ونصوم والفساد مستشري في كل مكان
الامام الجواد لا يريد منا ان نزوره ثم بعد ذلك ننتخب المفسدين وقوائمهم الفاسدة
الامام الجواد لا يريد منا ان نرى الجور ونسكت
الامام الجواد يريد لنا العزة والكرامة
الامام الجواد يريد ان نهنئ بخيرات هذا البلد الغني فليس معقولا ان تعيش الكثير من العوائل على القمامة و(قواطي) المشروبات الغازية
الامام الجواد يريد لكل عراقي الحق والخدمات والامن والامان
الامام الجواد يريد يكون بلدنا يضاهي البلدان المتقدمة فهو لا يريد اللطم فقط وفقط