(نحو الأمية...هل هو شعارنا القادم ؟)/علي الشويلي

Sat, 5 Oct 2013 الساعة : 19:22

في كل دول الإنسان يوجه التفكير إلى كيفية تطوير وتكبير دائرة الاهتمام بالطفل باعتباره مؤسس المستقبل الذي ترسم له العقول خرائط التطور والأفضلية,
(ونحنُ في واد وكل العالم في واد),
رغم ما نسمعه يومياً عن وهج المليارات وخزائن الدنيا النفطية المفتحة في عراق الغرابة....نجدُ أن الاهتمام بقاعدة البناء العراقي تكاد تتهدم بثلاث فؤوس ,
الأول المدارس الطينية والبنايات البالية والمساحات المختنقة حتى بجدرانها , وان خُصص مبلغ هائل لترميم مدرسة ما نراه أولاً في ذهن القائم بالترميم (الصبغ) وكأن مشكلتنا التلوين ,
وكأن علاج السرطان بشراء قميص جديد لمن يعانيه , أو أنه المفعول السحري لإزالة كل شيء قديم ,
وعدم إيلاء الحدائق أو الخضار بصورة عامة اي أهمية مؤشر خطير يجب أن يحاسب عليه كل من له صله ولا يعاتب ويلاحظ فقط...يجب أن يأخذ الدور الرقابي والتفتيشي الذي نصت عليه قوانين التربية والتعليم دوره...وإلا ما حاجتنا لألف من المراقبين والمشرفين التربويين وغيرهم وهم لا يرفعون ملاحظاتهم للجهات المعنية ويؤكدون عليها بطريقة اللإلحاح والضغط والمتابعة ,
وهناك أمر خطير المناهج المتبعة للرقي بعقل الطالب في أوائل بناء فكره وروحه ودولته الداخلية
كل الدول تتبع خارطة تغيير كل عقد في منظومتها التربوية فما لنا لا نحرك ساكناً ,حتى عندما حركنا خطواتنا نحو البناء تَحركنا للوراء بدرجة كبيرة ....تَحركنا لتغيير بعض الأشياء فاللون البنفسجي لا يعجبنا سنضع لوناً ورديا مثلاً !!!...أو لا تعجبنا صورة الهدهد فلنضع عصفورا أو زرافة على حائط الصف أو منشأ الدفتر هذا غير جيد فلنغير دولة الاستيراد !!!!...عجيب هل هذا هو التغيير ؟ ....هل هذا هو البناء المتقدم للفكر التربوي ....هل هناك إحصائية عن نسبة فشل الطلاب في الاعداديات والمتوسطات إنكليزياً مثلا....هل سأل أحد المسئولين نفسه (لماذا)
وفوق هذا كلّه يُتهم الطالب بعد الفهم والإدراك لكي يخلقوا مجتمعاً ذو ردة فعل نفسية فحين يُتهم الطالب بالفشل والتخلف العلمي فأنه اكيد سيكون (مجتمع دفاع) وتخيلوا مجتمع شاب مراهق يقع بين طلب الاباء بلتميز بدون توفير الادوات اللازمة وتهاون بعض التدريسيين واتهامهم له بالفشل والغباء .
أين الخطوات الواضحة في تطوير الحركة التعليمية ؟؟
هل سيدخل الحاسوب ؟
هل سيدخل التعليم التكنولوجي والرؤية العلمية والأدوات الحديثة بكل اشكالها ونُظم الترفيه الواعية الحداثوية ونُظم التعليم المُمنهجة حسب خطوات واضحة بما أننا نملك أسطورة(المليارات)؟
والفأس الثالث الأكثر ضرباً في جذع الإنسانية هو المدارس الاهلية والتدريس الخصوصي ....*
وهنا حقيقة يوجد أمر خطير ومهم......هل الحكومة مسئولة عن المعلم الذي يمتهن أكثر من مهنة تعليمية وفق مقولة
(أن الإنسان يُخفق في أدارة أكثر من عمل مهما كان قوياً ومتمكناً من أدواته وذلك لأنه بطبيعة حاله يكون مضطراً للانشغال بأموره الحياتية الأخرى في عصرنا الحالي ) ؟
وعلى ما أتذكر أن هناك قانوناً يحاسب الموظف الذي يمتهن أكثر من مهنة ....فكيف أصبحت الإدارة ذاتها توكل للمعلم أو المدرس اكثر من دوام ووظيفة.....هل هو إنسان أم رجل خارق ؟
وهل أن المعلم الذي يشكو كل يوم من 6 حصص مع الأطفال المتعبين في الابتدائية أو مع المراهقين في المتوسطة والإعدادية لأنه يمارس التربية والتعليم في آن واحد يستطيع أن يؤدي عملاً في ثلاث مدارس أو أربع كما نرى اليوم ؟ وربما لديه عمل خارج الوضع التعليمي اساسا...كأن يكون سائقا أو صاحب محل تجارة ؟
وعندما يكون هناك تدريساً خاصاً ومدارس أهلية هل لهُ قدرة على أن يُعطي شيئاً من روحه ومزاجيته التي تتعود على ترف المال الخاص, والمعاملة الملكية في الدرس الخصوصي بما يقدم من مشروبات ومأكولات في بيت طالب الدرس الخاص ...وقد يصبح بعض المعلمين والمدرسين في دوامة المقارنة بين ما تقدمه الدولة من راتب وبين ما يحصل عليه من عدد قليل من الطلبة من جاذبية مادية...؟
أخيراً لماذا كان يحاسب التدريسي في سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته إذا علمت التربية أنه يعطي دروسا خصوصية ؟!؟
*
علي الشويلي 

Share |