حكاية الفتى محمود-إسماعيل الياسري-ذي قار

Wed, 11 May 2011 الساعة : 12:19


تذكره دائما ذلك الرجل العاطفي الخجول...كان حب العراق هاجسه وهواه... ولم يتزوج... ولما سألته لماذا ؟ قال لي .. إن العراق زوجتي وحبيبي وصديقي وكل مناي!، ولم يعرف إن العراق يوم سينكره! .. وينسى حكايته عندما كان فتى يافعا كل أحلامه ان يرى بلاده حرة، تخرج محمود من كلية التربية ، وعين في احدى المدارس كمدرس لمادة الجغرافية وعلم تلاميذه ان العراق بلد واحد ، وخارطة العراق من الفاو حتى جبال حصاروست ، فارسموها على قلبكم، لان العراق سيبقى، وان النظام سيرحل، ولكن صوت محمود، أخاف النظام، فاودعه السجن ....وظل سجينا سنوات طوال ....وعندما فتحت زنزانته ....واطرق سراحه....فر هاربا من حكم صدام ....وظل يهاجر بين المدن يبحث عن وطن يستظل بظله .....وظل سنين وهو مطارد.....وقتيد محمود بملابس نومه من خارج العر اق .... وأودع السجن ثانية .. وظل سنين بزنزانته الى ان افرج عنه ، وعاد إلى مدرسته بعد ان انهكته السنين .... وظل يدرس تلاميذه حب العراق... حتى احيل على التقاعد بعد ان تجاوز الستين عاما ...ولكن المضحك في الامر لم يعطى محمود راتب تقاعدي! لان ليس لديه اكثر من خمسة عشر سنه وان كل خدمته هي اربعة عشر سنه وستة اشهر، ويحتاج ستة اشهر لكي يحصل على راتب تقاعدي ...وراجع محمود مرات ومرات مديرية التربية، ولم يعط الجواب الصحيح، سوى انك ليس لديك خمسة عشر سنه...وثار محمود وغضب حتى اصيب بسكتة قلبية.. ومات ولم يحصل على التقاعد رغم خدمته وسجنه ...بينما يحصل عضو في البرلمان لديه خدمة ستة اشهر، او عضو في مجلس محافظة خدمته ستة اشهر، على راتب تقاعدي هو اضعاف ماكان يتمناه محمود .....فايهما اجدر ان يكرم من كان حب العراق هاجسه حتى نهاية عمره... ام من يخدم العراق لمد ستة اشهر ....ليرحمك الله ياسيدي وصديق العزيز( محمود ) ونبقى نحب العراق ونرسم خاطته في قلبنا كما كنت تبغي

 
 
 

Share |