استراتيجية مكافحة الارهاب وكشف المجهول/المحامي عبدالاله عبدالرزاق الزركاني
Fri, 4 Oct 2013 الساعة : 7:50

ليس هناك موضوع أكثر خطورة من الإرهاب والتطرف حيث أصبح يشكل مصدراً من أهم مصادر التهديد للأمن الوطني العراقي وقد اتسعت دائرة الأعمال الإرهابية المخطط لها والمنظمات الارهابيه التي تسعى إلى تحقيق أغراض سياسية وتمتد عبر الحدود الوطنية منتهكة أمن وسلامة المواطن العراقي وحقوقه ومما يزيد من خطورة الإرهاب استخدام مرتكبيه أكثر الأسلحة تدميراً بالمتفجرات الداميه بالإضافة إلى قيامهم بأعمال انتحارية قذره وهذا ما يزيد التحدي أمام رجال الأمن للوصول إلى الحقيقة في سبيل التصدي للدعم السياسي الذي يتلقاه الارهابيةن . وفي ضوء المتغيرات الحتمية لنواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وما يرافقها من سوء الخطط والحاضن المحلي الذي يخفي معالم حركة وجرائم الارهابين والدولي يرافقه اعتماد ألاجهزه الأمنية على الوسائل القديمة لكشف غموض الجرائم حتى من ناحية الصلاحيات القانونيه مع عدم كفاءة بعض الاجهزه .
وعليه فقد جند الارهابين جميع إلامكانيات المادية والبشرية والاعتماد على أساليب جديدة للخرق الامني في سبيل الوصول إلى الهدف الجنائي لتنفيذ الجرائم الا ان المؤسسات الامنيه عليها اولا التركيز على الآثار والأدلة المادية الملموسة والمحسوسة اي علوم الأدلة الجنائية ليس فقط بصمات أصابعه وطبعات مايتركه الجنات في مسرح الجريمه وخاصة الشعر وألياف ملابسه كل هذه وغيرها تمثل شهوداً صامتين ضده إنها الأدلة المادية التي لا تنسى ولا ترتبك بالأحداث كما إنها حاضرة دائماً وليست غائبة كما هو الحال في الشاهد البشري. إنها الأدلة الحقيقية التي لا يمكن أن تخطئ ولا تقسم يميناً كاذبة، ولا تغيب عن الحدث فقط في تفسيرها تحدث الأخطاء اي الفشل البشري في البحث عنها أو في دراستها أو في فهمها هو الذي يقلل من قيمتها
لان التركيز من قبل الأجهزة الأمنية على الأدلة المادية كافياً بحد ذاته للوصول الى خيوط مرتكبي الجرائم الارهابيه الامر الذي يتطلب متابعة التطورات التقنية الحديثة أولاً بأول واستغلال تلك التطورات في خدمة الأمن والعدالة الجنائيه وعن طريق تجنيد القوى البشرية المؤهلة تأهيلاً علمياً لاهمية الآثار في مسارح الحوادث بالإضافة إلى تأمين الأجهزة والتقنيات العلمية الحديثة وتدريب القوى البشرية المؤهلة عليها عن طريق إدراك ومعرفة ألاساليب العلمية الحديثة التي تساعد على تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية.
ومن تلك الأساليب على سبيل المثال أسلوب تحديد نوع ووزن المادة المتفجرة وأسلوب استخدام أشعة الليزر للبحث عن الآثار وأسلوب رفع البصمات من على الجثث بواسطة أشعة الليزر وأسلوب إعادة هيكلة وتحديد نوع وموديل السيارة المستخدمة في التفجير، وأسلوب الفحص والربط بين المقاذيف والمظاريف الفارغة المعثور عليها في مسارح حوادث تفجير مختلفة وتحديد إذا ما كانت راجعة إلى سلاح معين وذلك عن طريق الاجهزه المختصه واعتماد إظهار السمات الوراثية عن طريق تقنيات الحمض النووي لان اتباع المعرفة الجنائيه وفقا للأساليب العلمية الحديثة المبنية على التعامل مع محتويات مسرح الحادث التفجيري والبحث فيها وتوضيح أنواعها وأهميتها ومعوقات تطبيقها يؤدي الى الاستفاده من جميع الجهات التي يمكن أخذها في الحسبان وتطبيقها فور الانتقال إلى مسرح الحادث التفجيري الأمر الذي سيؤدي إلى تحديد مرتكبي تلك الحوادث ومن ثم الحد من عملياتهم الإرهابية وخطرهم على المواطن .
كما ان العمليات الإرهابي أخذت تفرض نفسها على المنضومه الاجتماعيه وتهدد أمن واستقرار المواطن إلاَّ أن تلك العمليات الإرهابية والحاضن ركز على أمن واستقرار العراق بفعل الفتاوى الضاله من الابالسه المتاجرين بالدين وهم الاخطر بحكم ازدواجيتهم مع العملبات التفجيرات الإرهابية وأشنعها اعتداءا على الانسان العراقي وخاصة في تفجير المواكب الحسينيه الراجله .
ومما يزيد من مخاطر الإرهاب وانتشار عملياته بفعل ما طرأ من تطورات على الساحه السياسيه العراقيه في سائر المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي استغلت لاغراض الهدم والتسليح وترويج الأفكار والمعتقدات الضاله وهو ما سهل تنوع أهداف عملياتهم الإرهابية وزيادة احتمالات وقوعها وزيادة خطورتها ونتائجها السلبية وسهولة ارتكابها وأهم من كل ذلك صعوبة تحديد مرتكبيها وتعقبهم وتقديمهم للعدالة. يضاف إلى ذلك السبب المهم وراء تزايد مخاطر العمليات الإرهابية وصعوبة تحديد مرتكبيها سبب آخر وهو طبيعة مسرح الحادث التفجيري فهو يعتبر من أعقد مسارح الحوادث معاينة وفحصاً للعديد من الأسباب التي من أهمها جسامة الآثار التدميرية الناتجة من تلك التفجيرات الوفيات والإصابات التي تصاحب حدوث التفجيرات والارتباك الشديد في الأوساط ذات العلاقة فور وقوع التفجير منها الحريق الذي غالباً ما يصاحب حدوث الانفجار.الجمهور الفضولي لمشاهدة الأحداث عن قرب. وسائل الإعلام المتنافسة على السبق في نشر الخبر. والاهم تعدد الجهات التي تباشر التحقيق في الحادث التفجيري فور وقوعه ومنها على سبيل المثال قوات الطوارئ، الأمن الخاصة والامن الوطني ، والدفاع المدني، والمرور، والمحققون، والدوريات الأمنية، ووزارة الصحة، وشعب المتفجرات، والهلال الأحمر، وفرق الأدلة الجنائية.
وهذه تحديات واقعية تعترض سبل الجهات المختصة في الحد من العمليات الإرهابية ولا سبيل إلى التغلب عليها إلاَّ باستخدام الأساليب العلمية الحديثة من دون تعدد الجهاد التحقيقيه وهذا ما يؤدي إلى كشف الأدلة العلمية التي توجد الصلة بين الإرهابي وجريمته. فكل من يتعامل مع مسرح الحادث التفجيري ينبغي أن يكون ملماً بتلك الأساليب العلمية الحديثة ودورها في تحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية ومتطلبات تطبيقها لأن الاعتماد على الطرق التقليدية أو العشوائية في إدارة مسرح الحادث التفجيري والتعامل مع آثاره لا تواكب ما توصل إليه الإرهابيون من استغلال للتطور العلمي والتقني في تنفيذ عملياتهم الإجرامية كونهم ملتزمين من عدت جهات فان ذلك يرتب الاضرار بالعراق وشعبه بالاضافه الى قيام عدد من الأفراد المكلفين اصلا للسير على مسرح الجريمة لطمس الادله المهمة من دون توثيقها. ونحن بدونا كخبراء جنائين ندعو دوما الى تحديث جهاز الأمن وتطوير أساليب عمله مثل توفير احتياجات جهاز الأمن بمفهومه العام من المعدات والتقنيات الحديثة في الكشف عن المتفجرات والتعامل معها. وكذلك اعتماد البحث العلمي ومتابعة التطور العلمي لتوظيف التقنيات الحديثة في العمل الأمني باعتبار اهمية الأساليب العلمية الحديثة لمعرفة مرتكبي حوادث التفجيرات الإرهابية تكمن في إثبات أهميتها ومتطلبات نجاحها وجعلها في متناول أيدي كل من يتعامل مع مسارح حوادث التفجيرات الإرهابية وهو ما سيجعل من يتعامل مع مسارح حوادث التفجيرات الإرهابية على علم ودراية بتلك الأمور ومن ثم أخذها في الحسبان فور الانتقال إلى مسارح حوادث التفجيرات والتركيز عليها وتطبيقها في كل حادث تفجير إرهابي الأمر الذي سيؤدي دوراً مهماً في تحديد مرتكبي تلك الحوادث ومعرفة انتمائهم وأهدافهم وحلقاتهم التنظيمية ومصادر تمويلهم والسيطرة قبل وقوع الحدث وهذا سيؤدي الى درء عملياتهم المستقبلية من ناحية النظرية والعلمية وسيحد من أعمال العنف والتفجير التي سادت في الآونة الأخيرة وبالامكان الوصول إلى مرتكبي التفجيرات الإرهابية وهذا الامر يتطلب إطلاع المسؤولين والقادة على نتائج الإحاطة بالعديد من الأمور ذات العلاقة بالتفجيرات الإرهابية وتحديد مرتكبيها ومن ثم معالجة ما هو سلبي منها وتعزيز ما كان إيجابياً ومن ثم التطبيق على أرض الواقع لتحسين الأداء وفقا للخطط والبرامج التوجيهية والتدريبية بما يحقق مصلحة الأمن في معرفة مرتكبي التفجيرات الإرهابية من أجل الحد منها.
وبشكل عام فإن التعرف على تلك الأساليب العلمية الحديثة سيكون له فائدة ليس فقط لجهات التحقيق والقضاء والخبرة والقادة وإنما أيضا لجميع أفراد المجتمع لما سيؤدي إليه من تحقيق للأمن والاستقرار والعدالة بغية التوصل إلى أساليب مستقبلية ذات صلة بتحديد مرتكبي التفجيرات الإرهابية ولمكافحة تلك الجريمة المخله بالشرف الانساني وذلك عن طريق إقامة دليل الإدانة على الجاني وتستخدم في ذلك الأجهزة العلمية الحديثة التي تعتمد في تطورها على العلوم والفنون ومن أمثلتها التصوير الجنائي وأجهزة قياس السرعة وأجهزة مقارنة البصمات والأسلحة النارية والمقذوفات النارية كونها الأجهزة الحديثة التي تتعامل معها أيدٍي مدربة وخبيرة تستطيع استخدامها الاستخدام الصحيح للكشف عن الجريمة. ولابد ان يكون لدينا المعمل الجنائي باعتباره من الوسائل العلمية المستخدمة في كشف مسرح الحادث بواسطة أجهزة الفحص بالأشعة فوق البنفسجية وأجهزة التكبير واستخدامات الاختبارات الكيميائية اللونية. أما الأساليب العلمية في المعمل الجنائي فمنها الوسائل المستخدمة في قسم البصمات والانطباعات والوسائل المستخدمة في قسم الكيمياء الجنائية والوسائل المستخدمة في تحليل السموم والوسائل المستخدمة في قسم الأسلحة النارية وآثار الآلات والوسائل العلمية الكاشفه في قسم التصوير الجنائي المؤديه الى معرفة الأدلة التي قد أحدثت تغييرات جذرية في وسائل الإثبات الجنائي ولم تكن معروفة من قبل اعتماداً على النظريات العلمية والممارسات العملية الميدانية التي ظهرت بما لا يعطي مجالاً للجدل في حقيقتها أو الطعن في صحتها ولا بد ان نشير ان الأساليب العلمية القاطعة الدلالة هي البصمات المتمثلة في البصمة الوراثية وبصمة المخ، وبصمة الصوت بالإضافة إلى تحليل الدم ومضاهاة الخطوط اليدوية وتحليل الأحبار بما فيه الطرق الاجرائيه والذي يقصد بها الأساليب والطرق العلمية التي يتم استخدامها للتعامل مع مسرح حوادث التفجيرات الارهابيه، ومحتوياتها وفحصها باستخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة للوصول إلى الجاني مع الاشاره الى ان المواد الكيماوية التي تستخدم في التفجيرات ( مركبة أو مختلطة) تتأثر بالحرارة أو الصدمة أو الاحتكاك وهو ما يسبب خللاً في جزئياتها و تفاعل كيميائي فتتحول إلى كميات هائلة من الغازات والضغط والحرارة العالية محدثة قوة تدميرية عارمة لان التفجيرات الإرهابية لان الاستخدام لتلك المواد المتعمد ذات الطاقه التفجيريه الهائله بقصد الرعب والتهديد بها ضد أهداف حيوية و أشخاص أبرياء من أجل تحقيق أهداف سياسية واجراميه وإيجاد حالة من عدم الاطمئنان وزعزعة الثقة بالسلطة القائمة في صورة حرب غير مرئية ليس لها علاقة بالاستراتيجيات العسكرية التقليدية وهي أسلوب مشترك وعام لجميع الجماعات والمنظمات والعصابات الإرهابية تستخدم فيه العبوات الناسفة؛ لسهولة استخدامها والحصول على الآثار والنتائج المطلوبة فوراً او أي مادة متفجرة باعتبار الإرهاب استراتيجية تتسم بعنف تدفعها أيديولوجية التكفبر والحاضن السياسي المشبوه وصممت لإدخال الرعب في فئة من مجتمع لتحقيق مكاسب سلطوية وطائفيه بدعاية الحاق الضرر بالمنضومه الاجتماعيه بصرف النظر عن الجهة المستفيدة سواء كان المنفذون يعملون لمصلحتهم أو مصلحة الغير المهم اثارة المواطنين والإحساس بالتهديد والخوف بأي صورة وذلك بالاستخدام غير المشروع للعنف والتهديد والرعب وتعريض ألارواح البشرية للخطر أو يهدد امن الدوله ومواطنيها تنفيذاً لمشروع إجرامي، فردي أو جماعي وكذلك الاضرار بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها ونود الاشاره أن الجرائم الإرهابية لا تعتبر من الجرائم السياسية كما نصت الاتفاقات الدوليه تطبيقا لمبادئ القانون الدولي .88888888
عليه لايمكن التوقف في حدود المسار القانوني من دون الدراسه والبحث في الطرق المستخدمه في مكافحة العمليات الارهابيه وخاصة مسرح الجريمة المكان الذي وقع فيه الحادث الارهابي لذا لابد من الوصول الى الطرق المؤديه لعموم الوساءل المستخدمه بما فيه الفاعل والشريك والحاضن لكي تدرس جميع الأدلة المادية التي تساعد على ربط الجاني بالجريمة ومعرفة ألاثر المادي لان مرحلة الأثر هي مرحلة سابقة على مرحلة الدليل؛فما يكشف في محل الجريمة أو في الأماكن ذات الصلة بالجريمة إنما هي مجرد آثار وقد نسميها مفاتيح الغموض فإذا ما نجح الخبير الجنائي في الاستفادة منها واستقراء مدلولها واستنباط مكوناتها تصبح قرينة على دليل جنائي وكما هو معروف الإرهابين يستخدمون المتفجرات والسموم وكل ما هو مؤدي لقتل الانسان لذا لابد ان يكون هناك
التنسيق نموذجي بين المحقق والخبراء في مسرح الجريمة مع توضيح الأثر الإيجابي لهذا التنسيق إذا ما تم في إطاره العلمي والعملي النموذجي الصحيح سيؤدي إلى نتائج عدة من أهمها سرعة كشف غموض الجرائم وسرعة القبض على الجناة والحد من معدلات الجرائم وتحقيق الأمن والاستقرار .
ان كشف مرتكبي التفجيرات الإرهابية يعني بالضروره التركيز على البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخدامها في النسب الجنائي لحجيتها في قضايا القيود الشرعية والفنية التي يجب مراعاتها في استخدام التقنيات في مجال إثبات النسب وفي المجالات الجنائية بغية تشخيص الجاني من خلال البصمة الوراثية كونها البنية الجينية التفصيلية التي تدل على ذاتية الشخص ومن الناحية العلمية فهي طريقة تكاد تكون وسيلة لا تخطئ ويجوز الأخذ بها لمعرفة الجناة وإيقاع القبض عليهم في تحديد مرتكبي الجريمة وخاصة بصمة الحمض النووي، وأهميتة للدلالة على ذاتية الشخص. أن الإرهابيين هم أكثر فئات المجرمين استفادة من التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى أن المنظمات الإرهابية محكمة التنظيم، وعلى المواطن ومؤسسات مكافحة الإرهاب أن تعي أن المعلومات تمثل خط الدفاع الأول ضد الإرهاب. إلا أن النجاح المتواصل لأسلوب البصمة الوراثية وفاعليته في تحقيق الشخصية أثمر بشكل إيجابي في مكافحة الجريمة على كل المستويات ولها أكبر فائدة حققها أسلوب البصمة الوراثية ولابد ان تحفظ ملفات لدى الأجهزة الأمنية تحتوي على البصمة الوراثية للإرهابيين لان
الإرهاب خطر يهدد أمن المواطنين وأن العبوات الناسفة وما تحمله من متفجرات هي أكثر الوسائل استخداماً لدى المنظمات الإرهابية، الأمر الذي يتطلب فهم ودراسة ما تتناوله لمواجهة العمل الإرهابي والحد منه وشكرا.