مصائب... ومصايف!!/قيس النجم

Fri, 4 Oct 2013 الساعة : 7:05

مدينة بجمال عمرانها, ونظافة شوارعها, قد أصبحت مثالاً يقتدى به, رسمت بسمتها من آهات الطغيان, وشقت طريق التألق, حتى صارت كفتاة مدللة, انها أم المصايف
(هولير).
مدينة أخرى بجمال اهلها تتمايل, ومن مج مائها عنوانها, وحر سمائها عنفوانها, وكثرة خيراتها مصيبتها, سمية (ام المصايب) بصرة الخير.
أم المصايف: شمال العراق موقعها, وأحضان الجبال مسكنُها, واشجار البلوط تحاصرُها, خلق الله الجمال بطبيعتها, وجعل وديانها بلون البلور, وقبلة لكل العاشقين, حتى صارت منتجعاً للسياحة وبوابة الترفيه, انها اربيل كردستان العراق الاخت الصغرى (لأم المصايب) بصرة الخير والمحبة, صاحبة القلب الحنون, والحزن المكنون, بصرة السياب والشختوره, وأم العشار وخمسه ميل, بأزقتها المتهالكة, وشوارعها المدمرة, آه كم تحمل أيباء, وكم تعشق نكران الذات, عندما مات النخيل فيها مات واقفاً, خجلاً كي لا يسقط ارضاً, لكونه يحمل كبرياء اهلها, ويعلم إن هناك من يتربص, منذ ذاك الزمان, والبصرة تتحمل الويلات, وتبكي صامتة مكابرة.
بالأمس كانت تشكي ولم يسمعها احد , واليوم تشكي ولن ينصفها احد, وغداً ستشكي ولا يعبرها احد, وسؤالٌ قد يفرض نفسه, من يسمعها؟؟, من ينصفها؟؟, من يعبرها؟؟, حين تناوبوا بأذيتها حكاماً لا رحمت فيهم, وأمست ضائعة بين قساوة الدكتاتورية المؤذية, وتجاهل الديمقراطية الواهمة, حتى اعطت من خيراتها كل أخواتها, دون استثناء, الا هي!! ضلت جائعة متعبة, لا احد يعرف قيمتها, وجروح الامس تغازلها, (غزل شامت متشفي).
كبر الجرح في جسدها, وكبرت كروش القادة, الذين نهشوا من لحمها, وهي تنظر الى كل شريف من أبنائها, عسى إن ينصفها احد, ولكن..
لا حياة لمن تنادي.    

Share |