كم مردوخ في العراق/ المهندس علي العتابي

Tue, 1 Oct 2013 الساعة : 23:44

فتحت الأبواب للقنوات الفضائية و الوكالات الاخباريه و ألصحافه المسموعة و المقروءة  على مصراعيها لممارسة حرية الإعلام و و التنوع الثقافي و مواكبة الركب الإعلامي العالمي الذي أصبح يؤثر بصوره واضحة و متجلية في قرارات الحكومات و المتابعين لها من ألعامه و لا يخفى على الكثير ممن يتابع الحروب المستمرة التي تشنها الولايات المتحدة الامريكيه طالما تبدأ بحرب إعلاميه و حملات تحشيد إعلامي تصل من خلالها إلى ترسيخ شرعية الهجمات و الغارات التي تقتل و تشرد الملايين من الأبرياء و تحتل دول و تسقط حكومات و الأسباب واضحة للجميع و باتت   عملية توأمة السياسة الخارجية و الجهد الإعلامي تشكل محورا" لتذليل العقبات التي تواجهها في مجلس الأمن و الأمم المتحدة  لاكتساب الدعم الدولي و تمرير القوانين   التي تكرس الجهد الحربي لتوجيه الضربات الصاروخية تحت الغطاء الشرعي لمجلس الأمن و الحوادث المفتعلة كثيرة و لا تتجاوز في عمرها الزمني بضع سنين  فبالأمس شنت الحرب على العراق ليس حبا" بشعبه و كلنا يتذكر كيف خذلت أمريكا المعارضة العراقية أبان ألانتفاضه الشعبانيه  والتي أسقط المنتفضون في يومها أكثر من أربعة عشر محافظة حيث  أن لغياب الدعم الإعلامي و التحشيد الدولي و فضح جرائم الاباده الجماعية التي كانت تمارس بحق العراقيين صنعت من الطاغيه الحاكم للعراق أنموذج لمحور الممناعه الذي  يتصدى لامريكا الشيطان الاكبر حيث خدع الاعلام السلطوي أنذاك كثير من العقول العربيه ليصنع من صدام القائد الظروره الذي بأنهيار نظامه ستستباح كرامة الاسلام و نفسه هذا الاعلام الذي يسوق و يحشد و يدعم الذئاب البشريه و مصاصي الدماء المقاتلين الخارجين عن كل الاطر السماويه و الوضعيه  و هم هؤلاء المجرمون المنتمون الى القاعده و جبهة النصره و الجيش الحر الذي يحاول أن يجمل الشكل القبيح لهؤلاء المجرمين و يجعلهم ثوار أحرار لكي يكسبوا دعم الشعوب التي تنخدع بالشعارات و تتخندق في القالب الطائفي لكي  تشغل العالم عن القضيه الاهم و المصيريه و التي كانت السبب وراء سقوط الكثير من الانظمه و بقاء كثير منها حيث تم أشعال الحرب الاعلاميه الطائفيه التي تؤجج المشاعر و تدعو الى الثوره على الطائفه الاخرى و تكفيرها و اعلان تبعيتها الى الفرس و المجوس لتجويز قتلهم و سبي نسائهم و تهجيرهم و التنكيل بهم و نعتهم بالصفويين و باتت القنوات المأجوره المعروفه بولائها للانظمه الهدامه التي تحاول تدمير العراق تبث الفتن و الكذب و تصور العراقي بالارهابي و باتت تجمل من صورة قاطعي الرؤوس و تسميهم مقاومه لا بل تبنت قضية إخراج قيادات القاعدة من السجون بحجج حقوق الإنسان و المنظمات العالمية التي تطالب بحقوق الجلاد و تنكر حقوق الضحايا .....نعم ذلك هو مردوخ الذي يجير مؤسساته الاعلاميه لخدمة القضيه الصهيونيه و اصبح يشتري المؤسسات و القنوات العربيه و التركيه لكي يسخرها لخدمة مصالحه و تنفيذ اجندات بعيدة الامد هو نفسه مردوخ العراقي المتستر بعبائة الاعلام الحر و الذي يجعل من قناته الفضائيه و قلمه لخدمة الجلادين و إشعال الفتن يجب ان يعي الشعب العراقي  حجم المؤامرات التي تحاك في الداخل و الخارج لآسقاط الهويه العراقيه الاصيله و تمزيق النسيج الوطني كما يجب أن يكون للحكومه الدور الاول في تهذيب الحركه الاعلاميه و لا أقصد فرض القيود على الاعلام و لكن لابد من وجود خطوط حمراء يجب ان تكون محرمه مثل الدعوة للطائفية و نشر العنف و ثقافة القتل و تمجيد الإرهاب كما يجب أن يعي الإعلامي العراق و المثقف حجم المسؤولية و يأخذ بزمام المبادرة لكي يكون صوت العراق الحق المنادي بمطالبه و الداعم للحق و المحارب للفساد و اختم قولي هذا بقوله تعالى  مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

Share |