فنُّ الكتابة و الخطابة - القسم الثاني(6)فنُّ آلكتابَة و آلخطابَة – ألقسمُ آلثّاني(11)/عزيز الخزرجي

Tue, 1 Oct 2013 الساعة : 0:35

ألمجالُ آلخامس:
رابعاً: ألمهاراتُ آلّلازمة للمراسل و آلمُذيع:
1- ألذّوق و آلأستعداد؛
أهمُّ صفةٍ يجبُ أن تتوافر في آلمُراسلين و آلمُذيعين هي ميلهم و عشقهم و علاقتهم ألرّوحية و آلقلبيّة بعملهم, و في هذه آلحالة يُمكنهُم ألأبداع و آلتّقدم و تحقيق ألرّسالة ألأعلاميّة على أحسن وجه, يُضاف لذلك ألأستعداد ألذّاتيّ في آلجّوانب ألفنيّة و إنتخاب ألمُصطلحات و آلكلمات و آلحسّ ألخبريّ و آلتّحمل و آلصّبر و آلنّظرة آلدّقيقة ألفاحصة و تجنّب ألأنفعالات و آلأحساسات ألمُفاجئة, و مُحاولة نقل ألأحداث و الوقائع كما هي .. لا كما يُريدها هو أنْ تكون.
2- ألسّرعة:
من آلخصوصيات ألهامّة ألأخرى؛ ألسّرعةُ في إتخاذ ألقرار و نقل آلخبر مع ملاحظة ألضّوابط و آلقوانين ألآنفة الذّكر, فآلمستعمون بحاجة إلى سماع ألأخبار أوّلاً بأوّل لأتخاذ ألموقف ألضّروريّ ألمطلوب و آلصّحيح لتبعاتهُ و آثاره ألمُحتملة و بآلتالي ألتعامل مع آلحدث بحذرٍ و بإيجابيّة, و بسبب تعدّد و كثرة ألقنوات ألأخباريّة في عالم أليوم؛ فأنّ آلتنافس بينهم قد إزداد بشكلٍ طبيعيّ, و لم يَعُد آليوم صحيحاً ذلك آلمَثَلُ القائل؛ بأنّ آلأخبار كآلخضراوات يجبُ نشرها و آلأستفادة منها لأنّها ستُفسَدْ بعد يومٍ أو أيّامٍ و تُرمى في سلّة ألمُهملات, لأنها فقدتْ ألطراوة و ألأعتبار و ألسّبق ألصّحفي!
على المُراسل أن يعي بأنّهُ يعيش في عالَمٍ مُعقّد تداخلت فيه آلأحداث و الوقائع و الأمور, و لم يعُد مكوناته منفصلة عن بعضها!
لذلك نرى و بسبب تعدّد وسائل آلاعلام و القنوات ألفضائية و آلطّبعات ألمكررة للبعض منها خلال آليوم والواحد بجانب ألتطور و آلنمو ألأضطراري ألواسع للوسائط ألخبريّة و آلأليكترونيّة؛ فأنّ زمن إحتراق ألخبر قد تقلّصَ من عدّة أيّام إلى عدّة ساعات أو دقائق و ربّما إلى عدّة ثوانٍ, لكنّ مفاعيلها و آثارها قد تستمر و قد تظهر مستقبلاً.
3- ألعملُ ألمُنظّم:
على آلمُراسل أن يجعل لكلّ مكانٍ مقرّاً لعملهِ .. و كلّ شيئ موضوعاً لرسالته, و كلّ حدثٍ مادةً لعطائه .. و لو فرضنا أن مكان عملنا هو آلدائرة أو الوزارة ألمعنية؛ فهذا يعني أنّنا لسنا مُحترفين في عملنا, بل مجرّد موظفين عاديين لا يمكن أن نُبدع أو نتألق يوماً ما, لكوننا مع تلك الحالة لا نحصل على الأخبار ألحيّة و بآلتالي عدم القدرة على ضبط آلحوادث من منابعها و على أرض الواقع, فآلمراسل كآلشّرطي عليه أن يُتابع و يُراقب كلّ شيئ!
4- ملاحظة ألوقائع و آلحقائق كما هي:
يجب ألحفاظ دائماً على إستقلاليتنا في آلنقل و آلتدوين و ترتيب ألخبر, و لم يَعُد جديداً للمتابع ألحاذق و هو يلاحظ و بشكل عاديّ ألكثير من آلقنوات ألخبريّة و هي تُحاول و بفنون مُتطورة من عرض آلأنباء و آلأحداث و تعريفها بإتجاهات خاصة و مقصودة تصبُّ في منافعهم و أهدافهم الماديّة ألتّسلطيّة, و تحتاج الأستقلاليّة و آلمهنيّة؛ ألتّحرّز من آلعصبيّات ألمذهبيّة و آلعنصريّة و آلحزبيّة على طول ألخط, فآلمُخاطَب و بمجرّد إطلاعهِ على نوايا آلقناة و إحساسهُ بعدم إستقلاليتهُ سوف يسحب ثقتهُ و لا يثقُ به مُجدّداً.
ألمسألة آلأخرى ألّتي تُضعف موقف المراسل و بالتالي ألقناة التي يعمل من خلالها هي آلنّظر إلى آلواقعة أو الحادثة أو الخبر من زاوية واحده و نظرةٍ محدودة, و عدم الأنتباه إلى وضع و حاجة ألمستمعين!
إنّه صحيحٌ جدّاً وكما أشرنا سابقاً بأنّ فنّ آلكتابة يُحتمُ علينا ألأختصار و آلخلاصة في آلنّقل و صياغة آلخبر و آلّذي يعني عدم إمكانيّة نشر تفاصيل جميع ألوقائع و آلأحداث و إلقاء الضوء عليها من جميع الجوانب و الأحتمالات؛ لكن مع هذا .. علينا آلّسّعي للأجابة على جميع ألأسئلة ألأساسيّة و الهامّة ألتي تُخالج ذهن ألمشاهدين مع حفظ ألشّمولية و أصل آلموضوع أثناء آلطّرح لتجنّب تشويش و تشريد ذهن ألمُشاهد.
5- ألحصول على آلمعلومات ألكافية:
أساساً يجب على المُراسل أن يكون مُثقّفاً, و ذو إطلاع واسع بما يجري في آلعالم كَكُل, ولهُ خلفيّةٌ علميّةٌ غنيّة, و هذه ألمواصفات ستجعلهُ مُتمكّناً أكثر و فاعلاً بشكل قويّ على آلمناورة و آلطرح و آلأعداد و آلتنظيم.
فقد يصادف إجراء لقاء مُعيّن مع سياسيّ أو إقتصاديّ أو عالمٍ من آلعلماء من قبل مُراسلٍ ضعيف غير مُتمكّن لضعف أدائه و قلّة وعيه و معلوماته و بآلتالي عدم قابليته على مسايرة الطرح و المعلومات التي تظهر من خلال ألبيانات و آلموضوعات المطروحة, فَيُسبّب فشل أهداف ألّلقاء أو على أقلّ تقدير؛ عدم تقديم ما كان يأمله ألقناة للمشاهدين لتحقيق غايات معرفيّة أو علميّة أو إقتصاديّة أو سياسيّة مُعيّنة!
و علّه العلل كما أشرنا ترجع إلى ضعف و عدم إمكانية المراسل من درك و فهم أبعاد و غاية الموضوعات التي يطرحها المقابل و بآلتّالي عدم قدرتهِ – أيّ ألمُراسل - على طرح الأسئلة الجيّدة ألمُنتجة ألتي تُحقق كشف ألأمور ألغامضة و آلوقائع و الأسرار ألمجهولة ألّتي تهمُّ ألمُشاهد, و في النتيجة فشله في إعداد خبرٍ بارزٍ جديدٍ و مؤثّرٍ!
ألحلّ ألأمثل لهذه ألمشكلة هي كسب ألعلوم و آلمهارات و آلمُتابعة ألجّادة و آلدّائمة للموضوعات ذات ألعلاقة أو تلك التي ترتبط بآلموضوع ألرّئيسيّ, و لذلك يقولون بأنّ الصّحفيّ يجب أن يكون بحراً بل مُحيطاً بآلكامل, بل الصّحفي الجيّد هو لولب ألأمن و الفكر و الثقافة و آلتّطور في بلد من آلبلدان!
بآلطبع ليس سهلاً - بل من الصعب جداً - أن يلمّ آلأنسان بجميع ألعلوم و آلوقائع ليكون كفوءاً و مُتمكنناً في عمله لأداء رسالته على أحسن وجه؛ لذلك نوصي لئن يزيد ألمُراسل من معلوماته على آلدّوام و يُوسع في آفاقه و رؤآهُ في جميع ألمجالات و آلأختصاصات ألمُمكنة خصوصاً ألفكريّة و آلأجتماعية و آلأقتصاديّة, و يفضل ألتّخصص في باب واحد أو عدّة أبواب معاً قدر ألمُستطاع بجانب معارفهِ ألكلية ألعامّة في سائر ألعلوم ألأخرى, فآلأعلاميّ آلجيّد هو أن يعرف شيئاً أو أشياءاً عن كلّ شيئ.
6- ألأختصار و آلبساطة في آلكتابة و آلألقاء:
ألصّفةُ ألأخرى ألهامّة للمُراسل ألنّاجح هي ألكتابة و آلعرض ألبسيط .. ألسّلس و آلمختصر!
أحياناً قد يكون موضوع ألخبر إختصاصياً, و هنا يُفترض على الكاتب إستخدام ألمُصطلحات ألأختصاصيّة و آلجُّمل ألفنيّة ألمُتعلقة بذلك .. لأنجاح ألخبر و تحقيق الهدف من عرضه, و بذلك فقط يكون ناجحاً في العرض .. لأنّ مخاطبيه هم من آلمتخصصين, و سيفهمون كلامَهُ و مُصطلحاتهُ, لكنّ آلأمرَ يختلفُ لو كان المخاطبون من عوام ألنّاس و آلسّواد الأعظم, و حتّى آلطلبة الجامعيين, حيث يتطلّبُ هنا إعداد صيغة خبريّة بإمكان ألجّميع فهمهُ و دركهُ.
و لو كنتَ كاتباً صُحفياً جادّاً لأمكنك آلأطالة أكثر قليلاً في مقالتك ألمكتوبة, لأنّ ألمُخاطبين بإمكانهم قرائتها بتأملٍ و عنايةٍ و حتى إعادة قرائتها عدة مرات, أمّا في آلرّاديو و آلتلفزيون فيختلف ألأمر و لذا يَجبُ أنْ يكونَ آلخبرُ أو ألتّقريرُ قصيراً و ذو معنىً واضح و عباراتٌ سهلةٌ لا يحتاج آلسّامعُ إلى عناءٍ كثير لفهمها, لأنّه يتلقاها مرّة واحدة.
عزيز الخزرجي 

Share |