الشيعة في خواطر الشعراوي (1)/عقيل عبد الجواد
Mon, 30 Sep 2013 الساعة : 0:07

[[ لا تردنّ يد الله بأسبابه لتطلب معونته في ذاته ]] / محمد متولي الشعراوي
( المقدمة )
ان محاضرات الشيخ المرحوم محمد متولي الشعراوي منجز فكري لافت وهو بلا شك يستحق كل استماع فقد اجرى الله عليه لباقة عالية وجمال عبارة وطريقة القاء محببة فمحاضراته بداية رائعة لمن اراد ثقافة دينية ففيها أساسيات فلسفة ومنطق وتبيان سبب نزول وتاريخ اسلامي وتفسير للقران بالقران باروع صوره من خلال خواطر قل نظيرها وفيض الهي تفسيري (هبّات صفائية ) كما اسماها .
وارتأيت بعد ان لاحظت كثرة استعانة الشيخ بمقولات اهل البيت كقمم بلاغية كلامية كأروع ما استطاع ان يستشهد به لانه افضل ما استطاع ان يصل اليه انسان فَكر ان يحوم حول حما مداد كلمات الله فأعادت كلماتهم صياغتها بحكمة بشرية تأخذ بلباب عقل الانسان فمرة تواسيه على فنائه ومرة على ترقبه خطير ماله ومرة تذكره بعظيم مهمته ومرة تسعده برياض التأمل الالهي فتأخذ بيده وتسير به في ارجائها جاعلته منتشيا ً بعبير أفكارهم الشارحة لتفاصيل ما موجود بجنان الحكمة الالهية ولا عجب فهؤلاء هم حكماء امة محمد صلى الله عليه واله .
وكذلك ان اوثق كل ما ذكره الشيخ من آيات قرآنية ذاكرا ً انهم موضوعها وسبب نزولها فكانت آيات تستحق التوثيق لانها مما اعترف به الشيخ ممثل الازهر باعتباره رمزا ً عتيدا ً للطرف المناويء وبذا تُخلد كدليل الهي صلد مفروغ منه علينا الاحتفاء به كما احتفت هي-الآيات- بموضوعها وسبب نزولها – الصفوة من امة نبي رب العالمين – كما تكون دليلا ً ماديا ً وروحيا ً كبيرا ً يؤيد دعوانا في اننا اخترنا الذين اختارهم الله وعلى البقية من امة محمد ان تفعل الشيء ذاته حتى تكون بحق امة محمد وامة رب محمد صلى الله عليه واله
وسبب اخر ان كونك على الحق لا يعني ان تكون جالسا ً على عرش حقيقتك منتظرا ً من مخالفيك ان ياتوك مذعنين ويعترفوا بالحق الذي لديك لكن يعني ان تكون مستعدا ً للأخذ مما لديهم من الحق فكوننا شيعة وعلى سنة رسول الله -مذهب ال البيت- لا تعني احتكارنا لها وان حقيقتها ملك لنا وان كل نتاجنا افضل لانه على سبيل الحق ومن نتاج هذا المذهب . وبتوفر هذا الاستعداد سنكون اتباع حقيقيين للحق والا سنكون اتباع وراثيين ومزيفين للحق لا اتباع منهج والحق منهج وليس وراثة .
ايضا ً -وليس انتصارا ً وبعيدا ً عن الصراع الطائفي ونضال الفرقة الناجية ودعواها - فان هذا التفسير الذي حاول توضيح المنهج الالهي قد ارتكز على ذكر سناء اهل البيت كدليل عملي قل نظيره لبهاء هذا المنهج رغم اختلاطه بمتناقضات الحياة وتجارب البشر فقد اجلوا هذا المنهج بطريقة عجز عنها سواهم فهم في امة نبينا ورثة التصدي والمواجهة وهم من الامم السابقة ورثة روحانية عيسى ويوحنا المعمدان .
مقدمة التفسير – سورة الفاتحة – سورة البقرة
[مقدمة التفسير] :-وهي مقدمة من أربع حلقات ألقاها الشيخ لتوضيح خواطره حول تفسير القران
حلقة (2) /
يقول الشيخ :- ان نِسب العلم تكون على نوعين غير مجزوم بها ومجزوم بها اما الغير مجزومة فهي الشك ان تساوت نسبة الحصول وعدمه (محمد ٌ حاضر ) نسبة حضوره وعدمه متساويتان فان غلب الحضور في المثال فهو الظن وان غلب عدم الحضور فهو وهم .
اما النسبة المجزومة فهي الجهل أي الجزم بشيء لكنه خطأ يخالف الواقع او الحقيقة فالجهل –بخلاف ما هو شائع عنه – هو علم لكن علم بشيء خاطيء وهو عكس الدارج لدينا ان الجهل هو عدم العلم .
والعلم وهو الجزم بشيء واقع وله دليل . اما اذا كانت نسبة جازمة ومطابقة للواقع ولكن ليس عليها دليل من الجازم فذلك هو التقليد"انتهى".
وهو كما نعلم من صلب الفكر الشيعي فهذا الكلام هو موافقة لرأي الشيعة وصحة ما ذهبوا اليه ويؤيد الاساس المنطقي للمذهب الشيعي في تبنيه ((للتقليد )).
حلقة ( 3 ) /
يقول الشيخ :- قال سيدنا الصادق وهو ابصر آل بيت رسول الله باسرار القران :- " عجبت لمن خاف ولم يفزع الى قول الله سبحانه حسبنا الله ونعم الوكيل فاني سمعت الله بعقبها يقول فانقلبوا بنعمة ٍ من الله وفضل ٍ لم يمسسهم سوء " .ويضيف الشيخ الشعراوي :- " ان سيدنا جعفر الصادق قد قرأ القران مستعيذا ً به -الله والقران- ويعني الاستعاذة على حقيقتها فألهمه الله اسرار فيوضات كتابه " انتهى كلام الشيخ .
اكد الشيخ هنا على استعمال كلمة "سمعت" لأنها كلمة ذات بلاغة عظيمة وجمال استخدامي رائع يعكس بحق عمق ايمان جعفر الصادقعليه السلام بالله كنموذج للمؤمن وكذلك دقة وعبقرية فهمه لعلاقة الله بنا فهو يقول سمعت كأنه يقول القرآن ليس كلاما ً مكتوبا ً نقرأه بل هو اكبر واخطر انه خطاب الله الجبار بديع السموات والارض لنا كلمنا به كما كلم هو موسى .
ان هكذا لمحات جمالية وعمق فهم للدين وروعة عبارة لم نعهدها في امة محمد قط الا منهم وهذا يظهر علوهم وتفوقهم وأفضليتهم .وما اعنيه من روعة العبارة لست اقصد به روعة العبارة الشكلية فحسب بل صدقيتها فهم لم يكونوا يتصنعون الفاظ جميلة لأبهار الناس وحسب –حاشاهم- بل هي تجليات الهية يغدقها الله على من امتزجت روحه بالأيمان وانشغلت جوارحه بمنهج الله فأفاض ربهم عليهم بكشوفات صاغوها هم ببلاغتهم فعبروا بها عما في صدورهم من ايمان صادق وحقيقة فهم للدين وهو ما يستحيل تصنعه لذا تراه اقتصر عليهم وانعدم لدى سواهم .
[ الفاتحة ]
حلقة (1) /
يقول الشيخ :- " ان المواجهات والصراعات تكون صنفان اما باطل مع حق وهذه تحسم بسرعة لأن الحق منتصر لامحالة بشهادة القران بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق واذا طالت المعركة فهي لأنها معركة باطل ضد باطل لكن يستحيل ان تحصل مواجهة حق مع حق ابدا ً " انتهى" .
وتأويل كلام الشيخ انه حتى لو ادّعى الطرفان انهما على حق فلا بد ان احدهما كذلك اما الآخر فلا .وفائدة هذه النقطة انها تقضي من الاساس على ادعاء البعض ان عائشة مشمولة بالخطاب -انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت- فلو كانت مشمولة لما حصل خلافها وقتالها مع عليعليه السلام ولمّا صلت صلاة الشكر او تلت أبيات تفصح عن سعادتها عند سماعها خبر مقتله [ المصدر / بن الاثير في كامله وبن سعد في طبقاته ومقاتل الطالبيين لابي فرج الاصفهاني وسواها ] فلا يعقل انهما كلاهما مشمول بآية التطهير وتقاتلا لأن كلاهما له حقه الخاص به . لا بل طبقا ً لمنطق الشيخ فاحدهما كان على حق والاخر ليس كذلك مهما حاولنا التوفيق وبالتالي لا بد من ان يخرج احدهما من دائرة الشمول بآية التطهير فهو حق واحد لا حقان.
وقد كرر الشيخ وجهة نظره هذه وهو على فراش الموت بعد ان طُلب منه حاضريه ان يُسمعهم كلاما ً يتذكرونه على انه آخر ما نطق به فقال حينما فُتحت له بعض حجب الانتقال الى العالم الآخر:- مستحيل ان تحدث معركة او خلاف بين حق وحق بل لا بد ان تحدث بين حق ٍ وباطل "انتهى".
فمعنى كلامه ان الحق والحق لن يتقاتلا لأنهما لن يختلفا اصلا ً .تذكرت حينها خلاف عليعليه السلام مع معاوية وكيف ان الشيخ – حينما كان يضج بالحياة- كان عندما يذكر عليا ً يتبعه بكلمة سيدنا وحين يذكر معاوية كان يتبعه بنفس الصفة . والسبب ان دور العقل البشري – لدى الشيخ ولدينا - ليس الوصول الى الحقيقة كما يشيع أتباع المنطق الارسطوي الشكلي بل ان دوره هو التكيف والتأقلم مع الحياة كما هو دور الناب للفيل والمخالب لدى الاسد والقرون لدى الثور [هذا التوصيف مقتبس بتصرف من كلام المرحوم الدكتور علي الوردي ] . بل ان المسألة لدى الانسان اشد واعقد مما هي لدى الحيوان فَهَم الحيوان الحفاظ على الغرائز الاساسية من السعي للغذاء والهروب من الحيوانات المفترسة والتكاثر ثم رعاية النسل اما لدينا فبالاضافة الى هذه الغرائز الاساسية التي نشترك بها مع الحيوان فأن لدينا امور اخرى نريد الحفاظ عليها وهي الموروثات من قيم وتراث والتي نريد الإبقاء عليها وتكرارها دون تمحيص من العقل .ولذا لم يستطيع الشيخ الشعراوي –ولن نستطيع انا او انت- التغلب على هذا العقل النابي او المخلبي وان حصل وهزمناه فسنهزمه بنسبة وضمن حدود.
حلقة (4) /
يقول الشيخ:- ان كل شيء في الكون منسجم مع حركة وجمال الوجود –ثم يستشهد بقول الامام عليعليه السلام - سيدنا علي قال اذا مات المؤمن بكى عليه موضعان موضع في الارض وموضع في السماء أما في الارض فهو موضع سجوده واما الذي في السماء فهو معراج عمله الطيب اليها ولذا فالموجودات تبكي على المؤمن لأنه انسجم معها وتتألم وتلعن الكافر."انتهى".
يزين كلامه بذكر اقوال عليعليه السلام ان هذا الاستشهاد المتكرر وتزيين الكلام بعلي وال البيت ليوضح انه سيد البلغاء والمتكلمين وسيد العارفين بالله وزعيم المتقربين اليه لأنه عرف الله كما لم يستطيع أي شخص آخر ان يعرفه واستشعر وجوده كما لم يستطع احد اخر استشعار ذلك بنفس درجته التي وصل هو اليها .
حلقة (6) /
يقول الشيخ :- قالت له اذا جاءك الوحي فاخبرني .. فجاءه فاخبرها فأخذته في نحرها بعد ان أبدته فقالت أتراه قال لا " قالت له اذن هو مَلك وليس شيطان – فيعلق- من الذي كان يستطيع ان يفهم هذا الفهم ويُخرج هذا التخريج "انتهى".
هذا الحديث كان بخصوص الصديقة خديجة الكبرى (عليها السلام ) وأستغرب هذا الاقحام لجسد المرأة في هذا المشهد الرباني الافتتاحي لله مع رسوله .
فهل عجزت الصديقة - التي امتدحها الله من فوق سبع سموات لخديجة بيت من قصب بعد ان قرأها جبرائيل السلام عن ربه - ان تستقبل روحها الرسول بيقينها المطلق بالله ويقينها بمحمد وأخلاقه ويقينها بما قاله وكيف اشك وإن للحظة بيقين اول امرأة تؤمن بالله ورسوله على وجه الارض أيعقل ان يأتي هذا من انسانة هي اول مؤمنة بالنبي بعد ربيبه وربيبها علي وكيف بمن يمتدحها الله ويمتدح دورها اليس لها من رقي تفكير ويقين استنباط يغنيها عن ان تفكر بكشف نحرها امام الملك المرسل لكنه التقديس لكل ما ورد بكتاب البخاري حتى وان على حساب الرسول واعمدة الدين الاسلامي خديجة وأشباهها .
ولا شك بأن هكذا احاديث قد وضعت ايام الوضاعين في العهد الأموي - [[ (ان اول كتب السيرة انما كتبت بعد قرنين من عصر محمد دست اثناءهما الوف الأحاديث المكذوبة) المصدر/ حياة محمد لمحمد حسين هيكل / نشر المجمع العالمي لأهل البيت –مطبعة اعتماد 1428 ﻫ / تقديم الكتاب ص 68 ]] - للنيل من الصديقة الكبرى وباقي رموز الدين فينالوا من النبي الاعظم وخديجة الكبرى ليخلطوا الشك باليقين ويقولوا ان الشك داخله وداخلها وجاءت بهكذا حل عبقري لتجاوز هذا الشك ليذكرنا ويركز بنا على جسد أقدس امرأة في أقدس لحظة .
ان الشيخ الشعراوي يثبت من جديد سطوة العقل الوراثي على العقل المنطقي المحقق المدقق فالعقل الوراثي هو الاقوى وهو السيد اما العقل المنطقي فهو الضعيف التابع .
ويضيف الشيخ :- ومن احسن عملا ً ممن دعا الى الله وعمل صالحا ً أي ان لا تتعارض حركة الحياة فتبقى مستقيمة فحظ الاسلام ليس فقط ان الناس تؤمن بل حظه ان حركة الحياة تنسجم مع قضايا الاسلام التي وضعها الحق-الله- واذا حصل ذلك فالناس بعدها احرار امنوا او لا لأن الكافر رغم كفره الذي عني زوال الينبوع العقدي الا ان حركة عدله أدت الى ان تنسجم حركة الحياة كما ارادها الله والمسلم رغم اسلامه الا ان جوره عني الاختلال بمنهج الحياة ."انتهى".
فما اشبه هذا الكلام بمتبنى علماء الشيعة " حاكم كافر عادل خير من مسلم جائر " وهو افضل من متبناهم الذي يرى بطلان الخروج على الحاكم مهما فعل وانحرف –وان هم ذاتهم مؤخرا ً هدموا مقولتهم وخرجوا على حكامهم - مما يظهر اننا سبقناهم ادراكاً لان عقولنا متحررة – منذ قرون- من أغلال الطاعة لولي الامر الجائر.
[ سورة البقرة ]
حلقة ( 1 ) /
يقول الشيخ :- سأل بن عباس الرسول صلى الله عليه واله عن حمعسق فقال : انها نزلت في رجل من اهل بيتي اسمه عبد الله او عبد الاله يسكن على شاطئ نهر فيخرج عليه القوم فيقتلوه وأهله جميعا ً ومصدرها في بن جرير الطبري وبن كثير وان حمعسق وغيرها من الاسرار قد لا يكون ما انكشف من امرها الا سر واحد او معنى من معانيها وان لها اسرار اخرى سنكتشفها او يحتفظ فيها القران بأمر الله فالقرآن لا تنقضي عجائبه "انتهى".
حلقة (6) /
يقول الشيخ في حديثه عن النفاق :- ...ولذلك تجدهم في غزوة احد مثلا ً انهزم المسلمون وفي ظاهر الامر ان المسلمين انهزموا ولكن في حقيقة الامر ان الذي انهزم هم المسلمون المتخاذلون عن منهج الاسلام اما الاسلام فانتصر لأن أوامر رسول الله خولفت فلو انهم انتصروا مع مخالفتها فماذا يكون الموقف بعد ذلك ؟ لهان امر المخالفة وقالوا خالفنا وانتصرنا لكن الله يقول خالفتموه فانهزموا خالفتموه فانكسروا ...لماذا ؟ ليستبقي مهابة توجيه رسول الله في نفوس المؤمنين ..انهم كانوا جند الله وان انهزموا فاعلم ان قول الله وان جندنا لهم الغالبون صادق وانهم تخلوا في معركتهم عن جنديتهم لله ولذلك انهزموا ..
ان المؤمن حين يواجه شراسة الباطل عليه ان يضع امام عينيه انه لا يواجهها وحده ولكن كما قلنا سابقا ً يفعل ويستعين بالله . ويصف الشيخ الذين فروا مضيفا ً :- المتخاذلين والمتخلين عن جنديتهم لله ولم يستعينوا بالله وانهم خالفوا توجيهات رسول الله لضعف مهابتها لديهم لذا امر الله بهزيمتهم حتى يستبقي هذه المهابة لرسوله الاعظم " انتهى".
ان انهزام المسلمين يوم احد اصبح سبة عليهم حيث ان عمرو بن مسعود الثقفي بعد ان ارسلته قريش ليثني الرسولصلى اله عليه واله عن عزمه على الطواف بالبيت قال له فيما قال " لكأني بأصحابك هؤلاء قد انكشفوا عنك غدا ً " . فغضب ابا بكر وكان هذا المشهد في الحلقة (14) من مسلسل عمر وبناء ً على كلام الشيخ اقول التالي اليس من لم يتخاذل في معركة اُحد افضل ممن تخاذل او ليس من لم يتخلى عن جنديته لله وواجه الكتائب ذودا ً عن رسول الله افضل ممن تخلى عن جنديته لله أوليس من استعان بالله في المواقف الصعبة اصدق ايمانا ً ممن سواه ممن تخلى عن استعانته بالله حين تغلب عليه ضعفه الانساني وملأت قلبه رهبة الموقف ولذا وبسبب فرارهم يوم احد اراد الله تجديد العهد معهم ولولا هذا الفرار لما كانت هناك بيعة الرضوان بالتاريخ الاسلامي لكن الله لمس ضعف قلبوهم وأراد ان يشد من ازرهم فيعقد ميثاق شرف مباشر معهم لكنه لم ينفع ايضا ً فأخلوا به وخانوه يوم هوازن وأعادوا ما نهوا عنه من كبيرة الفرار عند الزحف لقد قال الشيخ الشعراوي كلمة او توصيف رائع اصاب كبد الموضوع حين قال - مهابة الرسول - فعلامة الايمان الصادق وشرط المؤمن الصادق هي الطاعة الحقيقية لرسول الله لأنه المرسل من الله والمتحدث باسمه وهو المختار منه .
عند مراجعة تاريخنا الاسلامي لهذه الصفة فلن نجد قط شخص قام بها وحفظها بأكثر مما حفظها "علي بن ابي طالب" لأن صفة الطاعة بلا جدال او نقاش وبلا تردد هي دليل صدق المودة لرسول الله وعلي بحسب تاريخ مراعاته لهذه الصفة هو اصدق الناس مودة لرسول الله بلا أي منازع .
ولننظر الى المثال المضاد لذلك وهو عمر حيث يقول الشيخ :- فيقف عمر بجرأته ويقول له اتصلي على رأس النفاق يا رسول لله وينفعل عمر . قال الشيخ جملته هذه وهو يصيح لينقل لسامعيه الصورة في ان عمر كان يصيح على رسول الله . ويضيف الشيخ :- لكن رسول الله يصر على الصلاة فيحترم الحق غيرة عمر ويأتي ليحسم الامر حتى يعذر رسول الله في رحمته على هؤلاء فيقول الله ( ولا تصلي على احد ٍ مات منهم ابدا ً ولا تقم على قبره ). ويضيف الشعراوي قائلا ً :- امتنع رسول الله بعد هذه الآية عن الصلاة طاعة لله ولو بقي الامر بيده اذن لرحمهم لأنه ما جاء الا رحمة للعالمين"انتهى".
فأين هي مهابة رسول الله وكونها من شروط الايمان بل في مقدمتها وهو ما أوردته انت بنفسك يا شيخ فهل يصح الايمان بالله وصدق العمل الايماني مع قفز حلقة الرسول واظهار الصراخ بوجهه في أكثر من مناسبة بل انه ودّع حياته عليه الصلاة والسلام بمشهد صراخ عمر وضجيجه " انه يهجر حسبنا كتاب الله " .
ان العقل الوراثي للشيخ يسمي خطيئة عمر ﺒ " ينفعل عمر " ويسميها "غيرة عمر" ويصفها ثالثة "بالجرأة" ومع من مع رسول الله .فأين جرأته هذه مع اعداء الله وأين هو من صفة المؤمنين " اشداء على الكفار رحماء بينهم ". لكن يبدو ان عمر قد عكسها لكن مع اول المؤمنين وسيدهم وقدوتهم رسول الله.
ان هذا الموقف وسواه يذكرنا بآيات الحجرات التي أدانت سوء الادب والصراخ على رسول الله ومناداته من وراء منزله وأمرت المسلمين بالتأدب معه وفي حضرته لأنه تأدب واحترام لله فهو أي المسلم في حضرة رسول الله اعظم حضور لله وتجلي له على أرضه .
ومن اساء الخلق – طبقا ً لسورة الحجرات - مع رسول الله ومع هذا التجلي لله فلن يكون كافيا ً ومقنعا ً ان يفسر بالقول انه غضب لله ولدينه فالله لا يطاع من حيث لا اقول يعصى بل من حيث يتم الصراخ على رسوله .
حلقة (19) /
يقول الشيخ :- ( واستوى على العرش ) كل ما يتعلق بالله خاضع لقاعدة ليس كمثله شيء فلا يده كيدنا ولا وجهه كوجهنا فنحن نعلم وهو يعلم ولدينا حكمة وقدرة لكنها ليست كالتي له ويضرب مثلا ً جميلا ً بالجالسين يستمعون لمحاضرته فهم يعلمون كما الله يعلم انهم جالسون لكنه ليس كشمول علم الله وهكذا آيات نفهمها في ضوء ليس كمثله شيء "انتهى".
ان الشيخ يرفض صراحة ان الله يضع رجله بجهنم فهو يرفض دعوى الوهابية وبن تيمية وهو امر يوافق فيه وجهة النظر الشيعية ويسندها طبعا ً هو لم يستطع التخلص مرة اخرى من عقله الوراثي بالحفاظ على الموروث لدى قومه من تشخيص لله القدوس لكنه تملص منه وأطره بأية ليس كمثله شيء وهو وان لم يكن صريحا ً لكنه يبقى رفضا ً لقولهم .
حلقة (23) /
يقول الشيخ :- " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ,نسبح أي التنزيه عما لا يليق بالله فذاته ليست كباقي الذوات وافعاله ليست كباقي الافعال وصفاته ليست كباقي الصفات"انتهى".
ايضا ً هذا رد على دعوى الوهابية بتجسيم الله وبقية احاديث السنة بالتجسيم .وتقديس الله تنزيهه عن السوء وعما لا يليق بذاته المنزّهة .لكن الشيخ رغم رفضه تأويل الكلام بالتجسيم ويحمله على المجاز كما الشيعة- يد الله فوق ايديهم- لكنه لا يرفض شكل التجسيم أي الحكم شكلا ً لكنه يعود ويهدم محتواه وكل ذلك من فعائل العقل الغرائزي احتراما ً منه لموروثه الذي وان لم يقتنع به ويهدمه الا انه يصر على ابقاءه شكلا ً .
حلقة (24) /
يقول الشيخ بخصوص استكبرت ام كنت من العالين:- هم ملائكة لا يعلمون عن ادم وشأنه همهم وواجبهم تسبيح الذات وهم اعلى الملائكة "انتهى".
هذا الكلام او التفسير يؤكدان قانون الافضلية كأحد القوانين التي راعاها الله وفرضها علينا وله حيثيات ومنها ان الله لا يعطي السر لم فضل احدا ً على احد بل هو شأنه ويجب الطاعة فالعبرة ليست بالعنصر بل بالمعنصر على حد التعبير الرائع للشيخ الشعراوي والله وحده هو القادر على ان يخلق من الادنى-من وجهة نظرنا- ويعليه ليفضله على الأعلى ومعه يبطل القياس ولذلك نحن نصرح بالتفضيل باعتباره سُنة الهية في حين ان الطرف الاخر يفضل أيضا ً لكن على استحياء وتحت الطاولة فعلنا ً يقول انا لا افضل لكن حقيقة مذهبه كمذهبنا قائمة على التفضيل وهو ما لا استغربه لانها صبغة الله فينا وأرادته ماضية علينا في هذه الحياة ولدى ملئه الاعلى لكن المستغرب ان ننكر ذلك . فنحن فضلنا ال محمد وجهرنا وهم فضلوا ابو بكر واعتبروه خير الناس بعد الرسول ثم عمر ثم عثمان لكنهم لا يعترفون علنا ً والسبب اكثر من واضح حتى لا يؤخذ عليهم انهم تبنوا نفس المتبنى الفكري لدى الشيعة اولا ً وثانيا ً اذا توحدت المتبنيات فعندها سيضع المنطق مفضلنا ومفضلهم ليجري تمايز بينهما وعندها اشك ان ترجح كفة من يريد ان يبز ال محمد ويتفوق عليهم فلنمايز ولنرى !!.
حلقة (33) /
يقول الشيخ:- فَرق َ البحر (12) فرقا ً بعدد نقباء بني اسرائيل"انتهى".
وهو عدد مماثل لعدد ائمة اهل البيت ويجب ان نذكر التماثل الكبير بين نبينا محمد وموسى عليهما السلام فكلاهما أوذي من قومه ولقد شهد الرسولصلى الله عليه واله على هذا التشابه بالأذى بينهما وفي تفاصيل رسالتيهما بقوله صلى الله عليه واله [رحم الله أخي موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ] .وينسحب التشابه الى امور اخرى كثيرة منها حديث المنزلة . كما ان هذا التشابه يفيد المسلم منه في ان آيات الله وسننه في الأمم السابقة لا تموت وآياته حية ولها دلالات جديدة بكل عهد [ سنة الله في الذين خلو من قبلكم ولن تجد لسنة الله تبديلا ً ولن تجد لسنة الله تحويلا ً ] كما ويتناسب عدد النقباء مع مضمون الآية المحكمة من كتاب الله في ان محمد ليس بدعا ً لا برسالته ولا بتفاصيل ما جرى عليه من أمته وما اختطه الله له كحال الأنبياء السابقين [ لست بدعا ً من الرسل ] وهذا المنطق مقبول من حيث ان القران يعمل بطريقة ضرب القران بالقران .
حلقة (37) /
يقول الشيخ بموضوع التوسل وبكلماته :- قال عمر كنا نتوسل برسول الله اليك يا رب لتسقينا ولكن رسول الله قد انتقل الى رفقتك فبمن نتوسل ؟ خلاص , نتوسل اليك بعم نبيك العباس نتوسل هيه ..اليك بعم نبيك.الله ليه !! لأنهم في وقت ضراعة والضراعة نشأت عن حاجة ومن المحتاجين للماء عم نبيك فأن كنا منستحقش عندك أي حاجة اكرمنا علشان خاطر عم نبيك ونزل لنا المية يقوم يجي بعض الناس ان هذا دليل ان الميت لا يستعان به ولا يتوسل به لأنه ميت بدليل ان عمر في الاستسقاء لم يتوسل برسول الله .
نقولوا عال لم يتوسل برسول الله صدقت ولكن بمن توسل ؟ أبالعباس أم بعم نبيك ..الله !! دي آلت – أي عادت – الى مين آلت للنبي وانت اديتنا حجة على انه الوسيلة مش بس بيه هو دا الوسيلة , كمان بالأقارب بتوعه . طب لما نقل الامر من الرسول الى عم نبيه لأن رسول الله قد انتقل الى جوار ربه ولا ينتفع بالماء وعمه هو الحي الذي ينتفع بالماء فبنقلو عم نبيك عطشان ام نقولوا نبيك عطشان وهو لم يعد يحتاج الماء فالذين ارادوا ان يتخذوا بذلك دليلا ً على ان (التوسل) لا ينفع بذوي الجاه عند الله بهذا الحديث نقول لهم الحديث ضدكم وليس لكم لانه اثبت ان التوسل جائز بمن ينتسب الى رسول الله "انتهى".
ان كلام الشيخ رد مفحم وبليغ لأتباع الوهابية وهو قرينة ساندة لأدلة الشيعة جاءت من رأس الازهر الشريف .
حلقة (39) /
يقول الشيخ :- عُرف الاعراب بالفطرة السليمة التي لم تشوبها المدينة وملوثاتها فسمع اعرابي ابي جعفر المنصور وهو يخطب فلحن ثلاثا ً بالأولى صر الاعرابي أذنه وفي الثانية قال اف وفي الثالثة قال اشهد انك وليت هذا الامر بقضاء وقدر أي لا تستحقه "انتهى".
الاعراب ولا شك معروفون بسلامة طبعهم وبداهتهم وبداهة الاعرابي آمنت ان امة محمد صلى الله عليه واله هي امة اقرأ لنبي اقرأ نبي العلم ولا بد ان يكون من يتولى امرها اعلمها وافقهها وافصحها واقضاها وأقربها الى الله تقوى وزلفى وهو في زمانه جعفر الصادق عليه السلام وليس المنصور.
حلقة (49) /
يقول :- كان عمار بن ياسر يقول في صفين الآن القى الأحبة محمد وحزبه لأنه فاهم انه ذاهب للجنة فلو كنت واثق من النتيجة لتمنيت الموت . الامام علي عليه السلام داخل صفين وهو لابس غلالة وهي لاترد شيئا ً أي صوف رقيق فقال لأبنه الحسن " يا بني ان اباك لا يبالي اعلى الموت سقط ام سقط الموت عليه " هذا الكلام لأنه فاهم انه رايح فين ... ويجيب احد الحضور " انه رايح للجنة"انتهى".
حلقة (50) /
يقول الشيخ :- حادثة عمر مع اليهود والتي هي سبب نزول الآية " قل من كان عدوا ً لجبريل .." في انهم سألوه من يخبر محمد اسرارنا قال جبريل ...فأجابوه لم نستغرب ذلك إذ انه عدو قديم لنا ورووا له قصة حصلت معهم ان عرافيهم في القدس اخبروهم بولادة صبي في بابل سيكون على يده سبيهم وضياع ملكهم فاختاروا رجلا ً شجاعا ً منهم ليذهب اليه ويقتله وكان نبوخذ نصر لا يزال صبيا ً حينها فلما ظفر الرجل بالغلام وكان ان يقتله اعترضه رجل وقال له انك تريد قتل هذا الغلام فهو اما انه لن يحصل ما ذكره المنجمون وعندها ستخلد في النار لقتلك الصبي او ان يكون هو فعلا ً من سيفعل بكم ذلك وعندها فقد خط الله القدر ولن تستطيع تغييره ولن يكون لك على الصبي سبيل فامتنع رجلهم عن قتل الصبي وعاد وقالوا ان هذا الرجل الذي منعنا من قتل الصبي لم يكن الا جبريل فاتخذوه عدوا ً من ساعتها .
ثم عاد عمر الى الرسولصلى الله عليه واله فقال له قد وافقك الله يا عمر ونزل قوله تعالى " من كان عدوا ً لجبريل ....." ثم صرح عمر للرسول بعدها قائلا ً " يا رسول الله اني بعد ذلك في ايماني لأصلد من الجبل " . اني لأشك كثيرا ً ان الله سيوافق عمر وقد رفض قلبه وعجز ان يوافق قلب رسول الله وان يحبه عندما عجز عن الود العاطفي – كما سيظهر لاحقا ً - .
حلقة (55) /
يقول الشيخ :- " ود كثير من اهل الكتاب ...." الود هو ميل القلب يذكر حديث الرسول صلى الله عليه واله [لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه ] فحين علم عمر انه امر تكليفي ادرك بفطرته السليمة ان المقصود هو الحب العقلي لا الحب العاطفي وبعد ادراكه ذلك قال الآن احبك يا رسول الله ثم يجيبه رسول الله الآن يا عمر "انتهى".
اذن عمر-وبحسب الشيخ- كان يواجه مشكلة في حب رسول الله فيا ترى هل كان يواجهها سواه من المؤمنين !! ان هذا الكلام او القنبلة بالاحرى التي فجرها الشيخ لهي اعتراف فاضح بعدم حب عمر لرسول الله بشكل لا شك فيه ابدا ً .كيف علم عمر انه الحب العقلي لا الوجداني ؟لأنه لو كان الحب العاطفي لما قال لنا التشريع ان نعمله لأنه مسألة لا يأتي بها قانون ابدا ً فالقانون وهو التشريع هنا لا يأتي فيما يتعلق بمسائل القلوب .
ايضا ً ما بال الحديث الشهير عن من تحابا في الله لأنهما اتباع لرسول الله فكيف يصح ان نتبع رسول الله ولا نحبه ونجد في انفسنا وجد تجاهه ؟ .
ثم لو سلمنا ان المقصود هو الحب العقلي لا العاطفي لا بأس فما بال من سمع الامر الالهي وجاء بما هو افضل منه وأتمه واكمله بأن اضاف على الحب العقلي المطلوب الحب العاطفي طبعا ً هو افضل واعلى مرتبة بدليل قوله تعالى " الذين يسمعون القول ويتبعون أحسنه " وكذلك المنطق الذي رسمه الحديث "اذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها ....." وعشرات الأحاديث الاخرى التي تؤكد على هذا المنطق واتباعه نهجا ً أي منهج السبق والتسابق " والسابقون الأولون " اذن عمر لم يكن ليرتقي في حب رسول الله وكيف به عند مقارنته بعلي وبعشرات احاديث المحبة التي بينه وبين الرسول ومن ابرزها " انت مني بمنزلة ...." و " لا يعرف الله الا انا وانت ولا يعرفني الا الله وانت ولا يعرفك الا الله وانا " " يا علي انا وانت ابوا هذه الامة " .
وبالحقيقة لم اكن لأتوقع مثالا ً اشد وضوحا ً واكثر صراحة في ضعف ايمان عمر ثم لنضرب صفحا ً عن ان رسول الله عندما يقول ما يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه ان قصده المودة القلبية وهو كلام صحيح ابتداءا ً فما هي الترجمة العملية لهذا الحب او اضع التساؤل بطريقة اخرى ما معنى هذا الحب بلا اثبات عملي .. أي ما معنى ان يقصد النبي المبلغ عن الله انك لن تؤمن بلا ان تودني ليس لها معنى سوى انك تطيع أوامري ثم تطيع وتطيع وتنتهي عن المعاصي وتنتهي حتى تصبح طاعتي ملكة قلبية لديك بعدها سيخرج كل حب وكل هوى من قلبك سواي انا وبالتالي تودني واصبح اقرب اليك من نفسك واحب اليك منها .هذا ما قصده الرسول صلى الله عليه واله وهو ما يجب ان نفهمه لأنه فهم بسيط لكن عميق ويتوافق مع المنطق وهو ما ادركه الشيخ ولا شك.
ونعني بذلك التزام بأوامر الله ونواهيه فيستمر هذا المؤمن بالالتزام بالأوامر والأنتهاء عن المعاصي حتى يحل الله في قلبه ويود الله فعلا ً ويصبح الله احب اليه من كل شيء .هذه التخريجة الثانية للحديث عادت بنا الى نقطة البداية الى ما هربنا منه وحاولنا ان نجد العذر فيه لعمر وهو الحب العاطفي.
وليصدق هذا الفهم لنطبقه على عمر مثلا ً ولنجرب هل سيكون مصداق له ام لا ! طبعا ً طبقا ً لما قاله الشيخ فعمر على حق ان الله لا يكلف نفسا ً الا وسعها وان المقصود هو الحب العقلي لا الحب العاطفي قطعا ً الشيخ لا بد ويعني التزام عمر بأوامر رسول الله صلى الله عليه واله حتى تتحقق له اخيرا ً المودة الحقيقية للرسول فلو فرضنا ان عمر وسواه جالدوا انفسهم بالمودة العقلية وجاهدوها حتى وصلوا للمودة العاطفية فقد استغرقهم ذلك وقتا ً وجهدا ً فهل يصح ان نساويهم مع من بلغ المودة العاطفية بلا جهد وبلا وقت وهو علي بن ابي طالب عليه السلام والجواب متروك لمحبي عمر واتباعه .
اذن حتى لو افترضنا ان المطلوب المودة العقلية المودة الظاهرة مودة الطاعة فعمر لم يصل الى المودة العقلية ابدا ً لأنه لم يتبع المودة العقلية بأمثلة كثيرة وخطيرة تقدح بطاعته للرسول صلى الله عليه واله ليس اقلها الفرار من غزوة احد وغزوة هوازن بعد تغليظ العهد لله في بيعة الرضوان لكنه ارتكب ايضا ً كبيرة الفرار من الزحف اذن أفلا يصبح علي وفاطمة وعمار واباذر وسلمان واهل البيت افضل بمقياس الافضلية عند الله وبمقياسنا المنطقي البشري .
حلقة (56) /
يقول الشيخ :- حين سُأل الامام علي عليه السلام كيف يحاسب ربنا كل خلقه في وقت واحد فانظروا الى دقة الجواب كما يرزقهم جميعا ً في وقت واحد "انتهى".
انها بيان علية علي وعلمه دون سواه وتميزه .
حلقة (57) /
يقول الشيخ :- ان جماعة ً جاؤوا مع جعفر بن ابي طالب الى رسول الله وكانوا (40) فقالوا له ه نحن نؤمن بما انزل الله اليك أي هذا الامر"انتهى".
ان مسألة ارسال جعفر بن ابي طالب على رأس ثلة من المسلمين الى الحبشة ودلالاتها الرمزية والعملية من ان هذه الثلة هي جذوة من قبس نور محمد صلى الله عليه واله فعندما انشق عنه هذا النور الذي هو منه لم يرض له زعيما ً ولم يختر عليه امينا ً الا من بني هاشم والرسول صلى الله عليه واله ليس ملكا ً يُفضّل ويُرأّس ابناء عمومته فهو مُنزّه عن الهوى .
اذن هو وجد بجعفر ايمانا ً حقيقيا ً وودا ً صادقا ً يقينيا ً بحيث صلح ان يكون خليفة للرسول بل تحققت عمليا ً ولأول مرة في الحبشة خلافة الرسولصلى الله عليه واله . فالمسلمين نجوا من الاضطهاد واصبحوا يمارسون شعائرهم بكل علنية وارتياح كلاجئين هناك أي دعاة إسلاميين فهم عمليا ً اول امة فعلية للمسلمين تعيش طبق قوانينها.
المغزى يكمن في ان الرسول صلى الله عليه واله الذي لم يرتضي ولم يأتمن - على اول جذوة عملية من امته هي الأكثر حرية وامان وتطبيق علني للدين بلا خوف فهي الامة الأولى قبل امة المدينة - ولم يسمح بقائد لها نائب عنه سوى صَديِّق من بني هاشم وهذا الشخص هو الأفضل . فكيف اذن بأمته عند رحيله لا شك انه لن يجد لها افضل من صَديِق من بني هاشم ايضا ً وهذا الشخص هو الأفضل من جعفر انه اخيه علي فكما اختار جعفر ليرأس المسلمين في الحبشة كذلك اختار علي خليفة على امته من بعده أي حادثة اختيار الخليفة ليست طارئة وبدع بل لها سوابق في الاسلام .
هذا المثل يظهر أفضلية بني هاشم على بقية قريش وارتقاءهم سلم الايمان الالهي الى أعلاه ثم ان الموت هو غياب الجسد من الاهل والمعارف فالفراق بهذا المعنى هو موت ايضا ً فعندما حال الموت المؤقت ( الفراق ) بين الرسول ومجموعة من امته أمّن عليها بن عمه جعفر فكيف عندما سيحول الموت الدائم (الفراق الدائم ) بينه وبين امته أولن يؤمن عليها بن عمه علي وقد فعلها سابقا ً بتولية اخيه جعفر وعلي افضل من جعفر .
اذن تولى جعفر قيادة امة محمد عند الوفاة الصغرى لرسول الله صلى الله عليه واله -فراقه لهم وعند موتهم عن رسول الله فراقهم له - وتولي اخاه علي الامر على امة محمد صلى الله عليه واله حين الوفاة الكبرى للرسول وغيبته وفراقه الأبدي عن امته وفراق امته له .
ظهر على قناة المستقلة مقدمها محمد الهاشمي المعروف بنصبه العداء لأل البيت وقال انه اهتدى للآية التي لم يكن يعرف كيف غابت عنه وعن غيره لأنها القاصمة للشيعة وهي "يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلا ً " {59–النساء- } والتي نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي وان رسول الله صلى الله عليه واله أرسله في سرية وأمر من معه بالسمع له والطاعة فأمرهم ان يوقدوا نارا ً ثم يقتحموها الى اخر القصة . وتحدى الهاشمي الشيعة ان يردوا على مسألة جواز التأمير والطاعة لغير المعصوم ثم جواز خطأه لانه غير معصوم فعندها يتم العودة لرسول الله فالتنازع لابد ان يحصل فأن كان الآمر معصوم فلن تتم العودة للرسول كما نص الاية . اما الرد عليه فبالتالي :-
1- أن هذه الآية الكريمة لها أشارة قوية حول موضوع الولاية فعبد الله بن حذافة َبن قيس بن عدي الذي أمّره رسول الله صلى الله عليه واله على رأس هذه البعثة .. لم يُنصّب نفسه عليهم في البدء ثم انه لم يُأمر عليهم من طريق الشورى بل من خلال تنصيب مباشر من رسول الله صلى الله عليه واله , وهو بهذا وحده – عبد الله بن حذافة - قد أصبح مفترض الطاعة .
أن هناك العشرات من البعثات والسرايا التي لم يتم تعيين أي قائد لها إلا بأمر من الرسول صلى الله عليه واله وهو لا يزال حيٌ يرزق أذن كيف يستقيم بعدها أن يترك الرسول صلى الله عليه واله أمته ورسالته من بعده لأمر الشورى وهو لم يأخذ بها ويطبقها فيما هو دونها من أمر .
2- أن الله ورسوله الذين ورد الأمر بإطاعتهم في الآية الكريمة لا يأمرون ألا بالمعروف في حين أن أولي الأمر قد يأمرون بالمعروف أو سواه-وهو ما حصل مع عبد الله – لكن يتم تلافي هذا الأمر وأشباهه بالعودة للرسول صلى الله عليه واله وبعصمته سوف يتلافى الخطأ الذي تم من الشخص المكلف بالأمامة ( القيادة لبعض الصحابة ) .لكن يا ترى كيف يكون الحال بعد الرسول صلى الله عليه واله !! إذ أن ولاة الأمر سيقعون –ولا شك –بالشبهة كما وقع بها الصحابي المذكور وعندها لن يوجد هناك من سوف يتم العودة له كما تذكر الآية . لذا ومن أجل تحقيق مصداق دائم للآية (مفهوم العودة) أوصى الرسول صلى الله عليه واله بالطاعة لمن بعده لمندوبه المعصوم حتى يضمن التصحيح للمسلمين عند وقوعهم في الخطأ .
3- أن الأمرة على المسلمين لا تتم إلا بتفويض مباشر من الرسول صلى الله عليه واله وكما أثبتته الآية الكريمة الأمر الذي لم يحصل مع ابي بكر وعمر وعثمان.
4- إن تطبيق مفهوم الولاية لهو الحل الوحيد لعدم حدوث النزاع بعد الرسول صلى الله عليه واله إذ لن تختلف الأمة مع الأمام المفترض الطاعة _وهو الأشكال الذي طرحهُ الهاشمي وهو محق كل الحق فيه –أذن كيف سنوفق حينها بين عدم حصول الأختلاف وبين ما تورده الآية الكريمة بكل جلاء من حتمية حدوث " التنازع " ؟
نعم أن التنازع سيحصل لكن ليس بين الأمة والأمام المُنصّب من الرسول لكن بين الأمة وبين من يعينه الأمام للقيام بأمور المسلمين كالقضاة والولاة ورؤساء الجند او بين الامة وبعضها .كما حصل بالضبط في مثال الآية الكريمة حيث التنازع ليس بين الأمة والأمام حينها (الرسول الكريم ) بل بين الأمة وبين من ولاّه الرسول صلى الله عليه واله أمرهم .وحينها سيتحقق التكرار والاستنساخ لما حدث أيام الرسول صلى الله عليه واله كونه مثال لما يجب أن يحصل بعده . إذ إننا كمسلمين نؤمن أن القران حي ودلالته حية لا تموت الأمر الذي لا يتحقق ألا حسب المفهوم الاسلامي الشيعي "للولاية" .
5- بناءً على ما جاء في النقطة أعلاه من أن مفاهيم القران ومعانيه متجددة الحياة فعندها سنقع في إشكال عند تطبيق ذلك على الآية موضوع السؤال .ألا وهو إيراد الله لكلمة الرسول "فردوه الى الله والرسول .." .فالله يتم الرجوع اليه من خلال كتابه الحكيم أما الرسول صلى الله عليه واله فهو قد توفى .أذن : أما أيراد كلمة الرسول زائد لا موجب له وبالتالي فهو أمر محال .طبعاً عندها لا يبقى أمامنا ألا أن نقول إن الرسول صلى الله عليه واله حيٌ من خلال سُنته الشريفة وعندها سنجد أنفسنا قد عدنا مجبرين الى ما قالت به الشيعة من أن الرسول صلى الله عليه واله لم يترك الأمور هكذا بل كان قد حدد المندوب عنه . وسيوردون أحاديث دامغة على رأسها حديث الثقلين وحديث الغدير وكذلك الحال بالنسبة لحديث المنزلة , والذي طبقاً له فعلي عليه السلام هو وزير رسول الله صلى الله عليه واله وشريكه في الأمر كما هارون من موسى " وأجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري " وأيضاً قوله تعالى "أذهبا الى فرعون أنه طغى فقولا .." وهكذا بقية الآيات التي جاءت بصيغة التثنية لا الإفراد .ولا يخفى أن المخالفين لا ينكرون هذه الأحاديث بل يُؤولونها وبذا يكون الشيعة –بحسب أحاديث السنة النبوية هذه – أقرب الى الصواب .
6- أن الآية الكريمة تُظهر أن صفة "ولي الأمر " وبما لا يدع مجالاً للشك هي منحة من الله عزّ وجّل يضعها حيث يشاء من خلال أوامر حصرية مباشرة من الرسول صلى الله عليه واله وهو ما أدّعاه الشيعة لعلي عليه السلام من خلال الأحاديث السابقة في حين أن لا احد من المخالفين قد ادعاها لأي من الخلفاء وبذا يكون الشيعة هم الأقرب لتطبيق مفهوم الآية الكريمة .
أخيراً فأن الآية الكريمة تضرب نظرية الشورى بالصميم وتحديدا ً فيما يتعلق منها بالتولي على المسلمين .
فهي أي الآية تتكلم عن سلسلة مراجع صارمة ..الله ثم َ رسوله ثم ولي أمر مُنصّب مباشرة ً من الرسول صلى الله عليه واله ثم كيفية التصرف بالعودة الى الله ثم الى رسوله لأنه هو من عّين الشخص وولاّه . بل هي –الآية الكريمة – تُظهر أن الإمامة على المسلمين إمامة ( عبد الله ) المحدودة على بساطتها وأمامة علي عليه السلام على شمولها ما هي ألا أستخدام لصلاحيات لا يملكها أي شخص ألا أن تُهب له من رسول الله صلى الله عليه واله فيُغدق عليه من صلاحياته كما حصل لِعُبادة وألا فأنه لا سبيل للتولي بغيرها أبدا ً .
ثم تسليما ً بالشورى : هل يوجد مؤرخ واحد يقول إن ما حصل في السقيفة كان شورى !! بل كان سلقاً وبأعتراف الجميع ..إذ أين جمهور المسلمين ؟ ما تفسير غيابهم ؟ أين بني هاشم ؟ لم كان الاستعجال ؟ وفوق كل ذلك أين كان علي عليه السلام ؟
ماذا كان سيحصل لو كان علي عليه السلام حاضرا ً ؟ وهل كانت هناك فرصة لأن تؤول الأمور الى ما آلت اليه ؟ وهل كان المجتمعين يستطيعون التغلب على بيانه وحجته البالغة ؟
حلقة (60) /
يقول الشيخ :- لا تموتن الا وانتم مسلمون أي استصحبوا الاسلام نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل ويعقوب ... النبي محمد صلى الله عليه واله يقول عن نفسه انا خيار من خيار من خيار فاذا كان من السلسلة الشريفة فكيف ابوه ازر لا يمكن ان يكون الا عما ً لنبي الله ابراهيم وليس ابا ً لأنه سيناقض حديث الرسول صلى الله عليه واله السابق الذكر ثم يضيف الشيخ حديثا ً اخر للرسول صلى الله عليه واله :ما زلت اتنقل من اصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات"انتهى".
هذا يعني طهارة السلسلة الذهبية أي أفضلية جد الرسول صلى الله عليه واله على خصومه من بني امية وأفضلية بني هاشم على بقية قريش وهذا ايضا ً قرينة على وجود سلسلة ذهبية في عقب النبي صلى الله عليه واله فمن كفل الله له هذه السلسلة ونقاوتها قبل ولادته الا يكفلها في عقبه من اهل بيته وقد وُجهنا بالصلاة عليهم عند الصلاة عليه وعند الصلاة لله سبحانه .
حلقة (61) /
يقول :- تخبرنا الآية ان النبي صلى الله عليه واله قد صفت سلسلة نسبه منذ ادم من أي كافر او مشرك فلا يقولن قائل ان ازر ابو ابراهيم وابراهيم جد نبينا لا هذه عمومة واتبعتها العمومة المعاصرة – يقصد عندهم في الصعيد يسمون العم أب – ويضيف : ان رجلا ً سأل رسول الله صلى الله عليه واله عن أبيه –ابو الرجل - اهو في النار فأجابه الرسول صلى الله عليه واله نعم فيبدو ان الرجل خرج من عند الرسول صلى الله عليه واله منكسرا ً فنادى ورائه ابي وأبوك في النار والرسول قال ذلك قبل ان ينزل قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ً لذلك ظن الرسول ان كل من قبله في النار لكن الله خالف ذلك بالآية وبالتالي هؤلاء من اهل الفترة التي لم ينزل فيها رسول "انتهى ".
بدايته كلام رائع ولا غبار عليه ثم يثير الشيخ الغبار مضطرا ً من خلال الحديث الذي لا اشك انه اورده كارها ً لانه قدم عند ذكره له – ان صح الحديث- وهو بلا شك صحيح عندهم فقد اورده كل من /مسلم وابي داود وابن حبان والبيهقي وابي يعلى وسواه وصححه كل من مسلم وابن حبان والجوزانجي والبيهقي وابن كثير والألباني والحويني / ان هذا الحديث يتعارض مع حديثي الرسول صلى الله عليه واله السابقين الذين اوردهما الشيخ " انا خيار من خيار من خيار " و " ما زلت اتنقل من اصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات " اللذان يتوافقان مع العقل والقداسة والتنزيه الالهي المرافق لنسب الرسول صلى الله عليه واله والشيخ وافق كل ذلك وأكد عليه لأنه هو من أورد هذان الحديثان اذن كان الأسهل عليه لو انه لم يكتفي بالجملة المعترضة – ان صح الحديث – ولا ان يكتفي بتأويله بل يرفض الحديث بجملته ويعترف انه موضوع لكن لنكن واقعيين مرة اخرى فالعقل الوراثي عنيد ولنحمد الله انه تنازل واعترف بأمور اخرى كثيرة تحسب للشيخ .
لكن قضية الحديث واضحة فهي جاءت لتغمز وتلمز ان ابا النبي (عبد الله ) هو في النار وان لم يتعذب فأنه من اهل الفترة المشمولين بالسماح الالهي او لعله ممن يتعذب فترة ثم يخرجهم الله من النار فهو في الدنيا كافر ابتداء ً لكنه من طلقاء اهل الفترة فهو ليس الا طليق مشمول بالسماح الالهي كما فعل الرسول مع الطلقاء من بني امية في حين تذكر مصادرهم ان ابا بكر احضر اباه للرسول صلى الله عليه واله واسلم وبذا اصبح (غمزا ً ولمزا ً ) ابو ابا بكر افضل من ابو النبي عبد الله لأن ابو ابا بكر مسلم في حين ان عبد الله اما كافر واما طليق قبل محمدي أي طليق استسماح الهي .وأبو ابا بكر افضل من أب الامام علي – والذي لولاه ولولا رعايته لرسول الله صلى الله عليه واله وحمايته وكفالته لما كان هناك اسلام لكنه مع ذلك كافر وأبو ابا بكر الذي لم يفعل شيئا ً للرسول مسلم وأفضل منه - بل وأفضل من أب الرسول ذاته !
ثم تأتي كتب الحديث لتذكر ان النبي صلى الله عليه واله تسامح بأمر الدين وسمح لنفسه باللهو وسماع الغناء والضرب على الدفوف [ روى البخاري ومسلم عن عائشة قولها :- دخل علي ّ رسول الله وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث- او تغنيان وترقصان عند مسلم – فاضطجع على الفراش وحول وجهه ,ودخل ابو بكر فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند رسول الله ! فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه واله وقال له : دعهما وفي رواية مسلم دعهما يا ابا بكر فإنها ايام أعياد . المصادر : صحيح البخاري ج1 ص 111 , صحيح مسلم ج 3 ص22 ,السيرة الحلبية ج 2 ص61-62, هامش ارشاد الساري ج4 ص195-197 , دلائل الصدق ج1 ص389 ,سنن البيهقي ج10 ص224 , اللمع لأبي نصر ص274 ,البداية والنهاية ج1 ص276 وغيرهما ] .
وكذلك حديث في غيرة عمر على الدين الأشد من غيرة رسول الله صلى الله عليه واله فحتى الشيطان يخشى عمر [ عن بريدة خرج رسول الله في بعض مغازيه فلما انصرف – أي عاد- جاءت له جارية سوداء فقالت :اني كنت نذرت إن ردك الله صالحا ً ان اضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال " ان كنت نذرت فاضربي وإلا فلا فجعلت تضرب فدخل ابو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت استها ثم قعدت عليها فقال صلى الله عليه واله " ان الشيطان ليخاف منك يا عمر إني كنت جالسا ً وهي تضرب ثم دخل ابو بكر وهي تضرب ...الخ " المصادر / اسد الغابة ج4 ص64 ,نوادر الاصول للحكيم الترمذي ص58 ,مسند احمد ج5 ص353 وص354 ,دلائل الصدق ج1ص390 و291 ,وغيرها ..وصححه الترمذي والبغوي في مصابيحه والسيرة الحلبية ج2ص62 ,وسنن البيهقي ج10 ص77 ]
اذن ابو ابا بكر افضل من ابو النبي صلى الله عليه واله لأنه اسلم في حين ان أبو النبي صلى الله عليه واله كافر او على الأقل هو من اهل الفترة المشمولين بالعفو الالهي وأبو بكر بذاته افضل من الرسول صلى الله عليه واله لان لديه غيرة على الدين وعزائمه اكثر من الرسول المتساهل وعمر كذلك الشيطان يخشاه ويتجنبه اكثر مما يخشى ويتجنب ويتهرب ممن أخزاه وأذله الى يوم القيامة وهو رسول الله صلى الله عليه واله خاتم الانبياء لكن يبدو ان افضل اثنان من امة محمد صلى الله عليه واله لم تقتصر أفضليتهما على كامل الامة بل وشملت حتى رسول الله صلى الله عليه واله سبب هدايتهما فأين الشيخ من ان اسلامنا هو الاسلام المحمدي الذي لا يُفَضّل وهو كالماء بلا لون او طعم بل ثبت انه يفضل ويفضل جدا ً ويغالون بالتفضيل وثبت ان اسلامهم متلون جدا ً وذو رائحة لانه يقدم ابا احد صحابتهم على ابو النبي كما انه يقدم ابن هذا الاب المقدم على النبي ذاته فاتضح انهم يفعلون كما نفعل ويفضلون لكنهم تفوقوا علينا بان فضلوا حتى على ذات النبي صلى الله عليه واله .
حلقة (65) /
يقول الشيخ :- سأل الأمام علي عن الصبر مع الجار فقال انتم تعلمون انك لا تؤذيه قالوا : نعم قال : لا ..ان تصبر على أذاه ,ارتقاء في الصبر "انتهى ".
يذكر الامام علي عليه السلام مرارا ً كعالم مفسر وفيلسوف موضح وعبقري شارح لمنهج الله وتطبيقاته وموسع لفهمنا له . ارتقاء في الصبر على حد التعبير الجميل للشيخ اذن لولا علي اشك اننا كنا سنعلم بهذه المرتقيات والتحسينات العقدية والتطبيقية للدين .
فعلي شاهد لدين الله ومعمق لتطبيقاته وشارح لمعانيه بطريقة عجز عنها غيره تماما ً في حين ان الشيخ يذكر عمر بالمقابل مادحا ً له مدحا ًمفروضا ً منه على السياق التاريخي وعلى جمهور المستمعين ..يقول ناقلا ً قولة عمر :- " ما عمر لولا الاسلام عمر العبقرية بتاعو والفطرة السليمة والرأي ومقالش من عمر بل قال ما عمر"انتهى".
انه قول ووصف شخص عن نفسه وعمر صادق بذلك اذ لولا الاسلام وتسلمه للسلطة لما اصبح مشهورا ً..ان قول الشيخ لا يحمل أي دلالة قوية او حجة بل كلام مرسل يعبر عن مشاعر ملتهبة ومدافعة ليس إلا وأتركك لتجري بنفسك مقارنة بين عبقرية علي عليه السلام التي ذكرها الشيخ موردا ً أدلتها وبين عبقرية عمر التي اوردها الشيخ بلا سند من قول او عميق حكمة سوى إقحام المدح ولملأ الفراغ فأي العبقريتين احق وأيهما المدعاة المنسوبة لصاحبها من قبل اتباعه .
حلقة (72) /
يقول الشيخ :- هناك رأي يقول ان القربى في الآية " واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى ..." هي قربى رسول الله صلى الله عليه واله إذ هناك اية "لا يسألكم عليه اجرا ً إلا المودة في القربى " ..ولا يحق لرسول الله صلى الله عليه واله ولا لقرباه الزكاة فمن العدل بعد حرمانهم منها إعطاءهم المال حتى لو افترضنا ان القربى في الآية هم قربانا فقربى رسول الله صلى الله عليه واله اولى من قربانا فالرسول صلى الله عليه واله اولى بالمؤمنين من انفسهم وقرباه اولى من قربانا."انتهى".
انها ملاحظة جميلة من الشيخ في تفسير القران بالقران بان يربط بين آيتي إيتاء المال للقربى وآية لا اسألكم عليه وكذلك استدلاله الرائع في انه حتى لو افترضنا ان القربى بالآية هم قربانا فالرسول صلى الله عليه واله اولى بنا من انفسنا ولذا يكون قرباه ايضا ً اولى من قربانا وهو استدلال يوضح بشكل لا لبس فيه خصوصية ( آل محمد) حتى في التشريع الديني وان الله تعالى افرد لهم قوانين خاصة بهم من شرعه ليؤكد على أهميتهم ودورهم ومكانتهم عنده في دينه وتشريعه بل ان اختلافهم وخصوصيتهم لم تقتصر على أحكام الدين وواجباته بل تعدته حتى الى مستحباته إذ ان صلاة الليل مستحب مؤكد على كل مسلم لكنها على آل بيت رسول الله صلى الله عليه واله واجبة .
حلقة (73)
يقول الشيخ :- دخل رسول الله على فاطمة الزهراء عليها السلام فرآها ممسكة بدرهم والدرهم كما نقول نحن (مطوّس ) يعني مصدي كدا وعليه ..مأكسد فأخذت تجلوه تخليه ينظف ويلمع .ما تصنعين يا فاطمة ؟ فقالت اجلو درهما ً ..ولماذا ؟
قالت لأني نويت ان أتصدق به . قال : وما دمت تتصدقين به فتُجّلينه لماذا ؟
قالت : لأني اعلم انه يقع في يد الله قبل ان يقع في يد الفقير "انتهى".
انه أروع مصداق وتطبيق وتعليم دروس للمسلمين تثبت ان اهل البيت عليهم السلام يسمعون القول ويتبعون احسنه فهم لهم الريادة في ذلك والصدارة ان تصرف الزهراء عليها السلام هذا تطبيق عملي لقوله تعالى " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون "علما ً ان الاية تقصد بالخبيث الرديء من الأموال والممتلكات التي نزهد بها ونترفع عنها عندما نحتاجها لذا يسهل على النفس التصدق بها لكن الله يريد ان تتصدق بأعز ما تملك بأفضل حر مالك واطهر ممتلكاتك فهو الله لا يرضى الا بالأجود والأطهر والأنقى والافضل ولا يرضى ان تفضل نفسك عليه فتبخل لأجلها بالجميل والعزيز من مالك . فالدرهم الذي جلته السيدة الزهراء عليها السلام هو من ذلك المال العزيز فهي للتو قد صدّقت الاية لكنها أرادت ان تضيف من عندها وتجعل الاية تشمل درهمها وان شكلا ً وبذلك يتضاعف اجرها فجلته فالزهراء عليها السلام وسعت مضمون الاية ليشمل حتى الشكل فلله درهم من أناس يسمعون القول ويتبعون احسنه ولله درهم من قوم يعملون عقلهم وحيلتهم باروع ما يكون في علاقتهم مع الله كما يعمل انجح التجار عقله بتجارته وربحه كيف لا وهم التجار مع الله .ان ال البيت يفسرون القران لا كلاما ً بل تطبيقا ً بأن يجعلونه عقيدة تتألق عمليا ً .فذكر آل البيت حقا ً ربيع القران وهم صدقا ً عِدل القران .
حلقة (75) /
يقول الشيخ :- يناقشون ليمنعوا الرخص ان تشريع الله للرخص ينقلها الى حكم شرعي مطلوب فقال الرسول الذي يفطر في الحضر مثله تماما ً كمن يصوم في السفر.حينما كان رسول الله في قراع الغميم في سفر ٍ فأفطر وهو صائم فقيل له بعض الصحابة امسكوا فقال [هؤلاء هم العصاة] وان تصوموا خير ٌ لكم عيب العلماء يختلفون في هذه الآية - ويعني اية ( 183-184) " يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون *183 * اياما ً معدودات فمن كان منكم مريضا ً او على سفر ٍ فعدة ٌ من ايام ٍ أخر وعلى الذين يطيقونه فدية ٌ طعام مسكين فمن تطوع خيرا ً فهو خير ٌ له وان تصوموا خير ٌ لكم إن كنتم تعلمون *184 * .
أي ان الشيخ يقصد ان هناك تشريعان للصوم هما الاول المذكور في هذه الآيات وهو الصوم الابتدائي التمهيدي للصوم الأساسي الرئيسي او لنقل هو الصوم المؤقت لان الله لا ينزل حكما ً دفعة واحدة خصوصا ً للأمور المحكمة من الدين كالصلاة حيث تشريعها نزل تدريجا ً بالسماح لمن يشرب الخمر ان يصلي وهكذا الصيام الله بداية في هذه الآيات المذكورة (183-184) انزله ايام معدودات هن الثلاثة ايام الاول من عاشوراء -على حد قوله- وهناك عدة قرائن لذلك يذكرها ومنها ان الله عبر عنه بالأيام المعدودات ولم يشر على انه شهر أي قطعا ً انه لم يكمل الشهر وهذه قرينة على انه ليس رمضان . كما ان وجود التخيير (يطيقونه ) للمسلم في ان يصومه او لا ان كان حاضرا ً –ليس مسافر-ولم يكن مريضا ً فله الخيار ان يصومه او يطعم مسكين في حين ان صيام شهر رمضان للحاضر لا خيار فيه ثم يخبرهم الله انه مع ذلك فالصوم افضل من التطوع. ويضيف :- ان هذه الآيات ليست نازلة بشهر رمضان بقرينة اخرى وهي ان الله عندما خّير المسلم الحاضر بين ان يصوم هذه الأيام او يفديها فالافداء يسقط الصيام لكن في شهر رمضان يجب على من لم يصمه كفارة الاطعام التي لا تغني عن عين الصيام ليمهدهم طبعا ً للحكم التالي وهو صيام شهر رمضان الزاميا ً اية -185- ( شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضا ً او على سفر ٍ فعدة ٌ من ايام ٍ أًُخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هديكم ولعلكم تشكرون ) اذن هذه الآيات واضحة وصريحة انها لتشريع الصيام الدائم في شهر رمضان وإكمال العدة اشارة واضحة وقوية –للشهر- فلم يقل ايام معدودات كما الآيات السابقات "انتهى".
ملخص لما سبق ان الآيات (183-184 ) نزلت في الصيام الاولي الابتدائي المؤقت التمهيدي والتي تترك رفاهية الأختيار للمسلم الحاضر ان يصوم او يتطوع . اما الآية (185) فقد نزلت بتشريع حكم الصيام للشهر الكامل شهر رمضان –التشريع الدائم- لأن الله لم يترك الاختيار بل رفعه وجعل الصيام الزاميا ً . لذلك قال الشيخ بثقة –ومؤنبا ً- عيب عليهم ان يختلفوا بعد هذه الآية لأنها لم تنزل بالصيام الدائم وانهم على خطأ في ان يفسرونها بأنها تحضر رخصة شهر رمضان للمسافر وأنها تحضه على الصيام عند السفر..لا .. لانها لم تنزل في شهر رمضان ".
ثم يقول الشيخ :- التعصب للعبادة يجب ان يكون للمعبود قبل العبادة فلا تكن حنبلي لأنك لو خالفت لأردت الله ان يكون معسر وليس ميسر فيما يخص موضوع الصيام –ويكررها-لا تكن حنبلي اكثر في موضوع رخصة الافطار بل واجبة -أي الرخصة- للمسافر والمريض ويذكر مثال الولد الذي يذاكر بضوء خافت فوالده يقول له لا لانه يلحظ ملحظ الولد لم يلحظه والسبب ان الوالد يريد ولده ان يستمر بما يقوم به وكذلك الله .ولا تقارن سفر اليوم بسفر الأمس ولا اقامة اليوم بإقامة الأمس لا تقارن وتقول نحن اليوم نسافر بالسيارة مثلا ً في حين هم على ظهور الجمال فطبيعي تأتي الرخصة لا هذه مقارنة لا تصح بل قارن بين سفرك اليوم بالسيارة وبين حالك وانت لم تسافر فقارن مع شخص مقيم لم يسافر يتمتع برفاهية كبيرة من راحة وظل وهواء بارد وكهرباء الخ عندها ستجد انك مقارنة بهذا الذي لم يسافر انت في مشقة اكيدة "انتهى" .
لقد كانت هذه المقارنة ملحظا ً ذكيا ً من الشيخ لا شك تثير الاعجاب وفيما عدا الاختلاف في تفصيلة الأيام المعدودات فان كان يراها هو في عاشوراء فلا بأس ان تكون بأيام اخرى غيرها - فهذا الرأي ليؤيد ما ذهبت اليه الشيعة فتفسير الشيخ مقبول لدينا من جهة النتيجة التي وصل اليها وهي وجوب الأخذ بالرخص وهو بالتحديد من صلب رأينا في رخصة الافطار لكن مع اختلاف الوسائل أي طرق الاستنباط فالشيخ ذكر ان الآيتين الاوليتين (183-184) قد نزلتا بتشريع الصوم المؤقت في حين ان الاية الثالثة (185) نزلت بتشريع الصوم الدائم وبرهن على كلامه بالاستنباط المذكور وهو ما اذهب اليه وأوافقه طبعا ما خلا ان الأيام المعدودات كانت في اوائل عاشوراء فلا شيء يمنع ان تكون اياما ً سواها .
اما الرأي الشيعي فيذهب لنفس النتيجة كما أسلفت لكنه يرفض قطعا ً الفصل بين الآيات وان الاثنتان الأوليتان نزلتا بالصيام التمهيدي والثالثة نزلت بالصيام الدائم ويصر ان الآيات جميعها تتحدث عن الصيام الدائمي وان لم يكن هناك صوم مؤقت .
وبالحقيقة فقد وافقت رأي الشيخ لكونه جاء كاستنباط واضح وبسيط لكنه عميق ونجح بتفسير ظاهر الاية الواضح .اما تفسيرنا الذي وجدته بأحد كتب تفسيرنا المشهورة فكانت لدي حوله ملاحظات فهو ابتداءا ً قد يكون محقا ً باستنتاجه الذي ذهب اليه من وحدة الصيام فلا يوجد من تشريع لصيام مؤقت اساسا ً لكن للأسف لم يفلح بتبيان استنتاجه بأسلوب واضح ومقنع كما فعل الشيخ ما أجبرني على الميل نحو تفسير الشيخ .
نعم ان تفسيرنا-الميزان- كان قويا ً على سبيل المثال بإيراده الحجة القائلة انه لو كان لدينا صيام مؤقت حصل -مفترضين ان ايام معدودات تشير لذلك- لعلمنا به على وجه القطع اذ لم يكن المسلمون لينسوا ذلك ويختلفوا فيه كما هو حاصل حيث ان كل آيات الناسخ والمنسوخ قد حفظها التاريخ لنا ووصلت هذه بالتأكيد حجة قوية لكن للأسف طريقة الاستدلال والعرض لم تكن قوية بقوة الحجة . فالتفسير اولا ً يأخذ العقل في متاهات الخيال حتى ليشعر بالاعياء وحتى يصل لدرجة ان لا يفهم ما يجري ويذهل ويبدأ بالتساؤل لم تتخالط الأفكار ولم هي غير مفهومة .فمن قال ان علينا ان نتعامل مع كتاب الله كشيء غريب وناء .
قواعد لغة في محل رفع مبتدأ لخبر محذوف او خبر لمبتدأ محذوف وافكار لا متناهية من الكاتب تشعر العقل بالتعب والخمول والاندهاش من انها كلمات وافكار هي من عالمنا لكنها غير مترابطة وهي مترابطة لكن مفرطة بالترابط ببعضها فهي متشعبة جدا ً حد الضجر والملل فلكأنها افكار ارضية بشرية لكنها وضعت في خلاط عجيب فكأنك تقرأ تنظيرا ً دينيا ً لكنه كتب بالأسلوب المبهم لابراهيم الجعفري .ان الله لم ينزل قرانه بأسلوب الياس فرح فلم يكون شرحه وكأن الله لم يضمن الا افكار ملتوية – حاشاه- وعصية على الفهم.نعم انها الرسالة الوحيدة التي نوصلها عند استمرارنا بهذا الأسلوب .فلم التعامل مع القران وكأنه رسالة مشفرة من عالم اخر ولم علينا ان نوغل بتحليلات ولغويات وفلسفة اذا كان ظاهر القران واضح – والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة – فهو سهل ميسر – ولقد يسرنا القران للذِكر - فهل استنفذنا ظاهره ؟.
وضع السبب موضع المسبب , منصوب على الظرفية كل هذه الامور لا بأس ان تستخدم بقدر لكن الايغال فيها لا أظنه صحيحاً لانها ستتحول الى أفكار وتحليلات لا وجود لها سوى بعقل كاتبها .مقاطع وشروحات مترابطة لكن من غير ترابط ظاهري واضح حتى يضيع السبب الحقيقي بينها وتفقد كل الاسباب اهميتها كما لو قلنا لم انت جائع ؟لأني لم أكمل غدائي ولماذا ؟لأن صديقي طرق الباب بقوة حتى كاد يخلعه ؟ولماذا ؟لانه ضرب الجرس كثيرا ً لكن لا كهرباء حسنا ً ولم جاءك لان والده شعر بوعكة فجأة فجاءني لأني طالب كلية طب ومما شكى والده ؟لقد أكل كثيرا ً عند الغداء ولم آكل كثيرا ً لانه يلجأ للأكل عند العصبية ولم اصبح عصبي لان ولده تشاجر مع زميله ولم تشاجر ؟لان زميله عرقله اثناء لعب الكرة .فأين الجواب على السؤال الأصلي في المثال !! ان القران لا يفسر بهذه الطريقة او بهذه الدرجة من المنطقية لانه كتاب هداية لا كتاب منطق بل يفسر بطريقة أسهل واقصر بكثير هي طريقة الاستنطاق والاستنطاق يعني ان يجيبك بكلمات قليلة أجوبة قصيرة لكن شافية فاستنطق القران تكلم معه دوّن كلامه لكنك ستكون بحاجة الى ان تكون من اهل الالمعية او الهبة الالهية هذا كل ما في الموضوع لكن عقلنا يشكك ان الله يضع فكرته ببساطة ظاهرة -لكنه قد يفعل- فنتوهم خاطئين اننا يجب ان ننتزعها بأسلوب ذكي –المذكور سابقا ً – فيضيع علينا الفهم البسيط والمغزى الواضح لأننا مفتونين بعقولنا الصغيرة التي تخبرنا ان الله اذا وضع فكرته بصورة ظاهرية واضحة فلن يكون هناك باطن للقران وعندها ستنتهي معاجز القران بان يصبح مغرقا ً بالسهولة ولذا ترانا نعقد تفسيره. لكن القران لا تنقضي عجائبه رغم معانيه الظاهرة الواضحة فلا ظاهره تنفذ أسراره ولا باطنه.
ان وضع أفكار القران ببساطة قد لا تعني بساطة قراءتها لانها –كما ذكرت- ستبقى بحاجة لنوعية خاصة من العقول المفسرة المستنطقة للقران . فالقران يفسر اما من خلال هذه العقول المستنطقة او من خلال نتاج العقلية البشرية المفكرة على مدى الآلاف من السنين فتصبح الخبرة الفعلية وتجارب الانسانية كبوصلة اتجاه لمعاني آيات القران .. وانظر الى استنطاق الامام علي عليه السلام للقران لم يترك لنا فلسفات وتجريديات وتحليلات مترابطة شائكة بل استنطاقات غاية في البساطة والعمق لانه انسان مهيأ لذلك الم يجعل القران يرد عليه ويقول له (6) اشهر يا علي بعد ان طرح 24 من 30 .
وأرجو ان لا يفهم من انتقادي لتفسيرنا اني ارفضه لا بل بما انه نتاج عقل بشري فيستحيل له الكمال لذا لا بد من نقص فيه فترى العقول الاخرى تخمن مكان النقص فتنتقد 10% منه وترضى ﺑ 90% وهو امر كاف لان نتجنب ما سلكه اهل الخلاف من تقديس لكتبهم كالبخاري لدرجة انهم رضوا بتخطيء رسول الله وتقديم رجال من امته عليه .ان الكتب كالأشخاص لا بأس ان تحترم او حتى تبجل لكن لا ان تقدس .
ثم يذكر الشيخ مثال آخر لخطورة التعصب للعبادة لانها تؤدي الى الابتداع ويتعلق بكيفية استسهال الناس اضافة امور للدين حبا ً له في حين يجب عليهم الحذر كل الحذر فيقول :- وعليهم ان لا يقولوا ان ما نضيفه بحب الله اذا ان الله يحب الشيء مثلما شرعه هو لا انت ..من يأتي يؤذن وبعد الأذان يقول جهرا ً الصلاة والسلام عليك ويقعد يكلم في الصلاة هذا حب لرسول الله لكنك تحبه مثلما شرع وهو يقول اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول وصلي علي ّ,المؤذن ومن يسمع يصلي عليه في سره المؤذن ومن يسمع نصلي عليه في سرنا .لا نأتي بشيء مخالف بصوت الآذان الاصيل ولهجة الآذان الأصيلة حتى لا يظن الناس ان ذلك جزء منه فمن يصلي على النبي ان قلت له ذلك قال "يا سلام مش عايزني اصلي على النبي " ونقولك لا يا اخي هو مفيش صلاة على النبي الا ان تجّعر بيها لا صلي عالنبي بسرك "انتهى" .
وهو ما تقوم به الشيعة التزاما ً بسنة رسول الله اذا يرددون بعد المؤذن ما يقول –استحبابا ً-.
حلقة (77) /
يقول الشيخ :-عاد َ احدهم الامام علي ووجده يتأوه من المرض اتتأوه وانت ابو الحسن فقال " انا لا اشجع على الله " انتهى".
فما اروع العبارة التي تكشف عمق يقين ودقة فهم وارتقاء رائع في ذل العبودية لا يجيده الا علي بن ابي طالب عملا ً ووصفا ً جميلا ً .
ثم يقول ليكمل المقارنة :- شوفوا لشجاعة عمر يذهب للرسول ويقول له انني... ويذكرها الشيخ في موضوع اية " علم انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم " انتهى" .
أي ان عمر وشجاعته لم ترد في موضوع الذين يسمعون القول ويتبعون احسنه ولا في موضع اولي العزم والحزم ممن يأخذون الأمر الالهي بقوة بل في موضع من هو من عامة المسلمين -عمومية الايمان وبساطته - ذوي الايمان المتواضع المحتاج للتسامح الالهي دائما ً فتطبق الآية علم انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم والتوبة لا تأتي الا بعد اثم نعم ان الله تاب لكن هل هذا يليق بمؤمن المفروض انه بالمرتبة الثالثة بعد الرسولصلى الله عليه واله وابي بكر وهل هذا هو المفروض ان يكون حظ ومقدار الثالث من الايمان الالهي العظيم يتساوى مع عامة امة محمد ولا يرد ذكره الا مع عمومهم – الايمانية – لا مع نجومهم من ابطال الايمان منهم وقممه فهل هذا هو مستوى القمم الالهية المتقدمة من امة محمد اشك بذلك .
حلقة (79) /
يقول الشيخ :- وقاتلوا في سبيل الله الذين يقتلونكم ..." انها نزلت في صلح الحديبية والموقف الصعب عندما يقف عمر امام الرسول وبتاع عمر اصبح غاضب على رسول الله لدرجة انو قالوا الست رسول الله الست على حق ..حمية وسيدنا ابو بكر يقول له "الزم غرزك يا عمر انه رسول الله " انتهى".
فإلى أي حد ٍ ذهب عمر بالصراخ بوجه رسول الله لدرجة استدعت تدخل ابو بكر لتهدئته !! طبعا ً كان المفروض بالشيخ ان يفعل كما فعل سابقا ً بنجاح فيفسر القران بالقران لكنه لم يستطع ذلك هاهنا فعمر على المحك وله العذر فالعقل الاكاديمي للشيخ تراجع- من جديد- امام عقله الوراثي وانا عاذر له لحد ٍ ما فنحن بشر ويحسب له ان مجرد ذكر الحادثة وعدم ابتلاعها يظهر صدق نية الشيخ واجتهاده بعمل ما يستطيع من غاية الجهد وهو ذكر الحادثة لا انتقاد صاحبها .
لكني سأكون البديل عن الشيخ واقوم بما لم يقم به كان الواجب ان يفسر هذا التصرف او هذه الحادثة كمصداق لسورة الحجرات " ان الذين يرفعون اصواتهم فوق صوت النبي " فسورة الحجرات تؤنب من يرفع صوته على النبي وتجرده عمر او سواه من كل المبررات والأسباب التي قد نتعذر بها ونتعكز عليها لنرفع اصواتنا فوق صوته عليه الصلاة والسلام كالحمية والغيرة على الاسلام فأي اسلام هذا بالاساءة لرسول الله وقناته المقدسة فباحترامها وتقديسها احترام وتقديس الله .
كما ان الشيخ يقول حمية على الايمان وهنا اسأل أيعقل ان يكون عمر لأنه يغضب ويصرخ على الرسول في كل مناسبة تقريبا ً هو الوحيد صاحب الحمية على الدين فماذا عن علي مثلا ً او لنضع عليا ً في هذا فماذا عن من هو اقل من عليا ً من كبار الصحابة او ليس لدى هؤلاء غيرة على الدين قطعا ً لديهم لكن لِم يا ترى لم يعبروا عنها صياحا ً في وجه الرسول كعادة عمر أتراهم اقل ايمانا ً قطعا ً لا لكنهم وببساطة ليسوا موضوع الاية فالآية عندما تذم من يصيح لا بد انها عقلا ً وبالمقابلة تمتدح من يكتم انفعاله عند حضرة الرسول اضافة لشيء مهم ان لدى هؤلاء شيء نسميه اليوم " الطاعة العمياء " الواجبة ضمن قيود من أولها ان تكون لمن هو مقدس ويمثل القناة الالهية بالتلقين ومؤتى هذه الطاعة انهم يؤمنون ان الرسول هو المبلغ عن الله ما ينطق عن هواه بل عن وحي ولذا وطّنوا انفسهم على السمع والطاعة له وكبت انفعالهم في حضرته في حين ان سواهم قد يشك بهذه فتراه يهاجم الرسول تارة هنا وتارة هناك .
اذن هؤلاء مثال لسنجزيهم الحسنى وهم مثال للذين يستمعون القول ويتبعون احسنه وهؤلاء هم افذاذ المسلمين وهم فهمة حقيقة وروح الدين فهم من يكتمون اصواتهم عند حضرة الرسول ولا يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض لأنه ليس كبعضهم لأنه رسول الله فأين عمر من هذا الادراك كله ! أتراه تخلف عنه .
حلقة (80) /
يقول الشيخ:- ان المسلمين ان لم يهدوا الناس فهم يقربوهم الى الفطرة السليمة بفرض منهج الله في الحياة .ان الدين هو منهج مع الله وهو ايضا ً وصايا لتسيير حركة الانسانية تصلح لأن يأخذ بها المتدين والعاقل" انتهى ".
ويذكر ضمن كلامه المقولة التالية " ان لا اجر في الحياة يعدل اجر الايمان " وهي مقولة في غاية الروعة والصدق لكن طبعا ً ليس بالنسبة للرسول محمد صلى الله عليه واله فهو استثناء فأجره الذي طلبه الله له هو المودة في قرباه فيا لعظم هذه المودة وخطير شأنها إذ انها شيء دنيوي لكن الله رفعها لمرتبة ان تكون اجرا ً لهداية محمد لأمته وهو ولا شك يدل بصورة قاطعة على اهميتها ودورها عند الله لدرجة ان جعلها اجرا ً نرد به على النبي فضله بهدايته لنا فنحسن اليه في ذريته.
حلقة (81) /
يقول :- وأحسنوا ان الله يحب المحسنين ان الله يحب ان نحسن ما نفعل حتى نتصف باخلاق الله ونشيع صفته وهو انه يحسن ما يفعل وبالتالي يَشيع الجمال في الكون لا القبح –ويذكر من مصاديق هذا الجمال- ان من كان مدينا ً لا يصح حجه إلا ان يستأذن من يدين له "انتهى".
وهو تماما ً ما فعله الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء حيث اعطى الرخصة لأنصاره ان يتركوه ويذهبوا لسداد ديونهم –ان كانوا مدينين- فسداد دينهم اولى فالحق لا يلغي حقا ً اخر لأنهم باستشهادهم معه يضيفون لرصيدهم لكن عليهم اولا ً ان يبرؤوا ذممهم من حقوق الخلق لان الله لن يسامح بها فانظروا الى روعة الامام الحسين (ع) الذي يطبق الدين في كل فروعه ولا يهمل منه شيئا ً وليس عنده من شيء او قاعدة اسمها شيء اولى من شيء فهو لا يعطل حكما ً من احكام الله وفي كل الظروف ومهما صعبت حتى وان عنى ذلك خسارته لمن يجود بجسده دون جسده فحق الله عنده اولى من ان يستظل بهؤلاء الرجال عن حر السيف . فهل شاهدنا جمالا ً في تطبيق شرع الله بأكثر من هذا لان حق الله ومشاهدة تطبيق شرعه هو جل همه وشغله فعليك السلام ابا عبد الله .
حلقة (83) /
يقول :- الامام علي سأله رجل كيف يحاسب الله الناس في ساعة واحدة فأجاب : كما يرزقهم في ساعة واحدة . ويقول لما الخليفة ارسل لسيدنا جعفر الصادق يقول له : لماذا لا تغشانا كما يغشانا الناس فكتب اليه يقول : أما بعد فليس عندي من الدنيا ما اخافك عليه وليس عندك من الاخرة ما ارجوك له " انتهى" .
يستشهد دائما ً بالامام علي والصادق(عليهما السلام ) في محل الشهادة للقران لأن كلا ً منهم شهادة لكلام الله وكلا ً منهم كلامه تفسير لتطبيق ما يقوله الله في حين انه عندما يذكر سواهم فأنه يذكرهم في باب شهادته هو لهم والفرق شاسع مما يثبت علم اهل البيت وسيادتهم وريادتهم لأمة محمد .
شيء آخر مهم قد يكون ذو مغزى كبير وهو ان الاستشهاد بأقوال هذين الامامين والمفكرين العملاقين هو لوجودهما في فترات مفصلية مهمة جدا ً من حياة الامة مما اعطى لفكرهم دورا ً اختلف عن بقية الأدوار لغيرهم من ال البيت حيث اصبح كشاهد على مرحلة ومرجع لها .
فالامام علي شهد فترة وفاة الرسول وشهد كيف استقبل وعاش وتصرف المسلمون بالسنوات الاولى لغياب نبيهم فكان المفكر الذي سقى بفكره الضخم تلك السنوات العجاف واستمر سقيه الى الان والى ان يشاء الله وكان الشاهد والشهيد وكان المتفحص الدارس للأمور وكان المشارك الفاعل .
كذلك حفيده الامام العظيم الفكر الصادق والذي فكره عبر عن نفسه في فترة شهدت سقوط حكم بني امية ونهوض حكم بني العباس والاهم انها الفترة التي بدأت بها المذاهب الاسلامية تتخذ لها مسميات وهيكليات واضحة تفرزها عن سواها من المذاهب وبدأت بوضع ادبيات دينية وظهر لكل فكر رجاله وبدأت السلطة تستقطب اتجاهات وتبعد اخرى لذا كان الامام الصادق حكما ً وشاهدا ً بل فرض نفسه على المرحلة لدرجة انم سجل له التاريخ ان كل فكر المذاهب التي خرجت عليه وخالفته كانت قد خرجت من تحت عباءته مما يظهر ان للآل البيت بصمتهم التي لا تمحى وسطوتهم على المراحل التاريخية التي يحيونها وكلمتهم المدوية خصوصا ً في المراحل المفصلية من حياة الامة فصوتهم اعلى الأصوات وقاماتهم اطول القامات .
حلقة (87) /
يقول الشيخ :- اول امتياز للنبي ان الله اباح له التشريع وهو مالم يتيحه لغيره من الانبياء فأتاح له مساحة واعطى لأمته الاجتهاد وهو مالم يبحه لنبي قبله "انتهى".
فاذا كان كذلك فلماذا الجمود والاصرار على فتاوى