شهر الله عند شهيد الله/ظاهر صالح الخرسان

Mon, 1 Aug 2011 الساعة : 11:10

شهر رمضان فيه مزية خاصة تختلف عن باقي الشهور ، وذلك كون انتسابه الى الله أي ((شهر الله ))

لاشك ان المخلوقات عموما تختلف بالاهمية تجاه الخالق سحانه بمقدار ما اقتضت الحكمة من ذلك ،والله سبحانه غني عن العاملين ، لا ينفعه قرب القريب ولا يضرّه ُعد البعيد ،غير ان ذلك كله في مصلحة المخلوقين ينال كل واحد منها بمقدار استحقاقه
وقد يكتسب المخلوق درجة عالية من الاهمية والرفعة والقرب المعنوي الى الله بحيث يكون منسوبا اليه ،ومضافا الى اسمه الكريم ( وقد اكتسبت يا سيدي الرفعة والقرب المعنوي من الله .... وكنت لا ترى لنفسك وجود ... حتى نُسبت الى الله وسُميت شهيد الله )( ان تسحق على خدّ محمد الصدر وعلى لحيته وعمامته ،اناموافق وخادم لله لأجل ان تلتفت )) هل هناك تضحية اعلى من هذه ان تسحق على كذا وكذا من اجل ماذا ؟؟؟ مالذي يستفيده هو التفت انا ام لم التفت ؟؟
لذلك نجد امثلة كثيرة نطقت بها الايات
((وطهر بيتي للطائفين ...))، ((ونفخت فيه من روحي )) ، ((ورحمتي وسعت كل شيء))
فقد نسب القران الكثير من الاشياء الى الله عزّ وجل ،ومن امثلتها ما هو مشهور بين الناس من القاب الانبياء الستة الرئيسيين ، فأدم صفوة الله ،ونوح نبي الله ، وابراهيم خليل الله ، وموسى كليم الله ،وعيسى روح الله ، ومحمد حبيب الله ...
وكذا الحال في شهر رمضان لانه ذو مزية عالية جدا في الاسلام بحيث نسبة بهذه النسبة الشريفة ، كما يقول الامام زين العابدي (( السلام عليك يا شهر الله الاكبر))
والسؤال يبقى بم اكتسب شهر رمضان هذه الاهمية وما فرقه عن الاشهر والازمان ؟؟
ويمكن الجواب على ذلك عدة مستويات :

المستوى الاول : انه لاشك في افضلية بعض الاوقات على بعض لدى المسلمين جميعا كليلة القدر


المستوى الثاني : ان الاهمية ليست للزمان ، بل للمواهب الالهية التي تحصل فيه كالرحمة والمغفرة والبركة وغلّ الشياطين وفتح ابواب الجنان ونحو ذلك
وهذا ما يذكرنا بقضية المناصب الدينية العليا ليست لها لااهمية مالم تكن وسيلة لهداية الناس واصلاح المجتمع والوقوف بوج الظلم والانحراف ،وهذا ما عمله المولى عندما صرّح ((انا خرجت مصلحا ومنقذا مستغلا اسم المرجعيه ولاجل تغيير واقعها الفاسد التقليدي ))فمن يحمل هذه الاهداف يكون موقعه في النفوس كموقع شهر رمضان بالنسبة للاشهر الاخرى التي تمر في السنة ولا احد يهتم بها ولا يذكر لها فضلا ...
ما ميت انت وانما يموت...................... الذي يُبلى وليس له ذكر

المستوى الثالث :قد علم الله بحصول الذنوب من البشر واحبذ منهم الانابة والتوبة والاستغفار ( وهذا من اللطف الهي والرأفة بالعباد ) فمن هذه الناحية فتح لهم ابوابا عديدة وفرصا كثيرة لأنجاز ذلك بغضّ النظر عن امكان ذلك بأستمرار .... فقد اعدّ عددا من الاماكن ،وعددا من الازمان وعددا من الحالات لأجل ذلك فالاماكن كالمساجد والعتبات المقدسة والازمان كشهر رمضان وليلة القدر وعيدي الاضحى والفطر ،والحالات كالبدء بتمجيد الله سبحانه والصلاة على النبي واله وغير ذلك ....

وقد علم الله انه لم يبقى من الدين الا اسمه ولعق على السنة الناس ومال الله يوزع في فيافئ بني سعد لا هم لهم الا مصالحهم وجشعهم ... ارسل الله بلطفه محمد الصدر ليقرع الاسماع وليهتدي من يهتدي على بينة وليجحد من جحد..... ((حينما نقول لشخص انت فاعل حرام او انت منحرف او انت كذاب او نحو ذلك ، انما ننصحه ونريد له الخير ونتكلم معه على مستوى الابوة والاخوة ))فكان المولى بابا من ابواب التوبة كشهر رمضان فجعله وسيلة اليه يُقبل توبة من تاب على يديه ... ((المتوقع منكم ان تعوا ما أعي وتفهمون ما افهم ))
وصدق عندما قال ((ليس هناك قوة بشرية اطلاقا ان تقول انا فعلت حتى محمد الصدر ، انا لم افعل شيئا وانما بفضل الله سبحانه وتعالى ))
نعم فعلت ذلك بفضل الله ولطفه.... 

Share |