زهراء .... بائعة البخور/ محمد علي مزهر شعبان
Wed, 25 Sep 2013 الساعة : 20:10

بخور بخور .. زوار المقابر والنذور .. بخور انفضوا كابوس الشرور ، بخور عطور انا عذراء البدور .. بخور انا بيضاء الزهور ... بخور لقد اتوا ذباحوا النحور . بخور انا ضيفة سكان القبور .
نعم يازهراء لقد اتى اهل الفجور . اختبيء ايتها الصبية بين الاشلاء ، انهم قادمون اصحاب الاهواء ، اللذين الهبهم سياط الحقد على صفاء قلوب الصبية ، ووطن اوشك ان يمنحكم بعض التعافي ، انهم قادمون لمجالس العزاء ليقيموا وليمة موت جماعية ، على روح من اغتالوه غيلة . زهراء انت فريسة بغضاء ، لم تؤسس حتى في ديادن الوحوش ، انت ضحية شياطين العصر والكره ، قربانا بين تلك القرابين التي تحصد يوميا ، في دوامة الغل الفوار في صدور اولاد العواهر والشوارع والقوارع ، فكرا وحسا مدلهما ظلاميا ، نفوسا مقروحة بعفن التفكير ، ملأ خافقيهم حقدا وكفرا على الطفولة والحياة . يدعون انهم مناجزون وما وطنوا عليه من ادعاء ، فاين ساحة المناجزة ايها الاوغاد ، في الفواتح والمساجد ، ماذا ابقيتم للضالة في البحث عن فريستها؟
هل زهراء فريستك ، يابن الزانيه ؟ هل ادى بك الهوى المغرض والحقود ان تستهدف اوهن الاماكن تحرزا ، واخشع القلوب تصدعا ، في حومة الخشوع في ذكر الله ، واسى القلوب على من سيكون في ضيافة الرب .
زهراء من اين ااتي بمفردة الرثاء ؟ كنت في يوم مقتلك ، قد تعطل بيعك من البخور ، لان النذير ينبأ ان رائحة الدماء ، ستمليء الاجواء ارضا وسماء ، فبار عطر ما تحملين بيديك . ان الوحوش يكرهون العطر المنبثق من الطيب ، ان قلوبهم تستوحش ما تبعث الاعواد العطره مما تحمل يديك ، فقطعوا يديك والاعواد . يقال انك لم تجني غلة اليوم من حصاد جهدك ، كي تشبعي اخوتك اليتامى دون اب وام . يقال انك تدبرت الوسيله ، حين ذهبت لتمليء الصفيحة من ثواب سيوزع ، فنحروك وليمة تأباها الجياع من اخوتك . يقال ان اخوتك انتظروك تلك الليلة فنسوا الجوع ، وانتظروا ام العيال ، وبات الامر ان الجوع سيستمر طويلا يا بائعة البخور . يقال ان الناس نقلوا موتاهم من الطب العدلي الا انت كما انت كما كنت لا معيل ولا كفيل ولا من يتكفل حملك الى حيث تؤوب الابدان . زهراء هل لا زلت رهينة في لحد ثلاجة الغرباء المجهولين ؟ زهراء هل استطيع حملك ايتها الرشيقة وانا البدين الى حيث موطن الموتى ؟ مشيا الى ارض نجف الهادي الامين . ساحتج بك يا زهراء على كل الضمائر ، مثلما كنت تمشين في زيارة الاربعين ، تحملين بيرغك الاخضر تحتجين ، على من قتل ابوك الحسين . ساحتج بك على من اوجد التبرير والتعليل ، على من أخذته غواية التضليل ، ساحتج بك على حواضن التقتيل ، ساحتج بك على صبية التعطيل ، وعلى نواب وظيفتهم قال وقيل ، وعلى حكومة منعوها من التفعيل . زهراء قبرك قلبي ولا بديل .