انجيل نيتشه الخاصِ .....هكذا تكلم زرادشت /جواد بطي الازرقي
Mon, 1 Aug 2011 الساعة : 9:41

كان نيتشه في بداية حياته الثقافيه لغويا وشاعرا اهتم بدراسته الفلسفة الاغريقية القديمة التي كانت بالنسبة إليه مقياس الأشياء والذي رأى من خلاله انحطاط عصره بعد ذلك افنى وقته بدراسة فلسفة الفيلوجيا حتى تكونت لديه حصيلة ثقافية كونية شاملة. كان اهتمامه في البدايةهو دراسة الكتب الفلسفية اليونانية القديمةلانها بالنسبة له الرافد الأساسي لكل ما سيقدمه في التفكير الفلسفي هو الفكر الإغريقي القديم.
بكل تأكيد ان نيتشه فيلسوفا كبيرا ولاشك في ذلك الا انه اراد أن يكون مفكرا أخلاقياً من أن يكون فيلسوفاً ،إذ نظر للأخلاق وبحث فيها ولم ينظر للماهيات.
وكان كل مايدور في ذهن نيتشه من افكار وتصورات لاجل تغيير الوضع الاجتماعي القائم انذاك والتي لايستطيع الجهربها لمحاذير سلطويه ودينية ونتيجة الخوف والتحفظ من رجال الكنيسه والرعب الذي اصاب العالم اثر اعدام الفيلسوف سقراط بحجة انه جاء بافكار افسدت افكار الشباب ، فكرنيتشه بكتابة قصة لتعمم على الناس في ذلك الوقت فعمد الى كتابة مؤلفه الشهير( هكذا تكلم زرادشت) الذي مزج فيه شعراً قوياً وحساساً مع مبادئ فلسفية مبتكرة وواقعية والنداء إلى نظرة فلسفية جديدة حيث أعاد النظر بالمبادئ الأخلاقية الفلسفية القديمة. وهنا لابد ان نعرف القاريء من هو زرادشت ؟ زرادشت هي قصة نسبت الى نبي فارسي اتخذ الجبل مقرا للعبادة وبعد سنوات من التفكير والتأمل ينزل من الجبل ليدعو الناس إلى الإنسان الأعلى وهي الرؤية المستقبلية للإنسان المنحدر من الإنسان الحالي كرؤية أخلاقية وليست جسمانية باعتبارالإنسان الأعلى هو إنسان قوي الجسم وشجاع ،سليم التفكيروذكي،ذو مبدأ ثابت مجرد الهوى .
يلتقي زرادشت بعدها بعجوز يصلي ويدعو الله فيستغرب ويقول: (أيعقل أن هذا الرجل العجوز لم يعلم أن الله مات وأن جميع الألهة ماتت) حيث يواجه زرادشت في البداية صعوبة في جذب الناس إلى دعوته حيث يتلهون عنه بمراقبة رجل يلعب على حبل عالي لكن الرجل يقع فيأخده زرادشت بين يديه ويخاطبه بحنان ورأفة ومحبة ويؤثره على جميع اصحابه لأنه عاش حياته بخطر ورجولة. وهكذا يتابع زرادشت رحلته ودعوته وكل ذلك ماهو الا تعبير عن أفكار نيتشه التي اراد ايصالها للناس وإن كانت عنصرية بنظر البعض إلا أنها واقعية ومبدعة وكاشفة عن طبيعة النفس البشرية.
يعد نيتشه من أعمدة النزعة الفردية الأوروبية حيث أعطى أهميه كبيرة للفرد واعتبر أن المجتمع موجود ليخدم وينتج أفراداً مميزين وأبطالاً وعباقرة، ولكنه ميز بين الشعوب حيث فضل الشعب الألماني على كل شعوب أوروبا واعتبر أن الثقافة الفرنسية هي أفضل الثقافات واعتبرالطليان يتمتعون بالجمال والعنف اما الروس بالمقدرة والجبروت وأحط الشعوب هو الشعب الإنكليزي لان الديموقراطية حققت الحريات الشخصية والانفتاح الأخلاقي مما جعلت منه شعب متفسخ.