آلام الناس وهموم المحطات الباردة/محمد محس السهلاني

Tue, 24 Sep 2013 الساعة : 23:42

ربما يشعر الكثير منا بشئ من الألم واحياناً يمتزج ذلك الالم بهموم الأخرين ممن نعيش معهم ونتنفس مايشعرون به بصفات روحانية بعيدة عن صدى الايام المضلمة التي عاشها ويعيشها عراقيو الامس وعراقيو اليوم،همومٍ جمعت بين تاريخ مضلم خط بأيادي دموية لم تعرف يوماً ما مانحس به فعلاً  من ويلات فرضت بحكم المنطق الروحي لتفكير نا،وحاضراً نعيشهُ يومياً تحت مسميات دامية فمن احدً دامي الا خميسٍ دامِ لتصبح ايامنا بأكملها دموية وتنسج انهاراً من دماء عمال المساطر! والباحثين عن لقمة الحلال التي سرقت من افواههم من قبل اصحاب البطون المنتفخة المعتادين على سرقة كل شئ يتاح لهم،لتصل السرقة الى الذهاب بابتسامة العراقيين بعيداً من قبل اصحاب الأجسام النتنة من جبال قندهار وصحراء المغرب المقطوعة عنهُ الاشارة منذ امدٍ بعيد، لنستبدل الابتسامة المحرومين منها اصلاً بعويلٍ وبكاء على جثثٍ متفحمة رافقها ابواق فضائيات اكثر حقداً وانصاف سياسيين عقدو زواجاً غير شرعي مع تلك الفضائيات لينجبو لنا المزيد من الأنين على من نفتقدهم كل يوم،ونشاهد من يعتاش على الام وجراحات الاخرين ليصور لنا الفقراء وهم يموتون في شوارع العراق التي باتت الاكثر دموية ،في مشهدٍ يخلو من كل القيم الانسانية فبدلاً من انقاذ مايمكن انقاذهِ نجد أولئك ((المصورين لتلك المأسات)) يتباهون بتصويرهم الناس وهي في لحظاتها الاخيرة ولااعرف الغاية من ذلك لأني مقتنع تماماً انهم  يصورون لغرض التصوير لتوظف تصويراتهم من قبل الأخرين لإثارة عواطف من يثار بسرعة الصوت وتتكرر المأسات في عراق المأساة!!
والمحطات الباردة تنظر بعينٍ ترتجف لوداع من جلس بالامس القريب متأملاً في ثناياها واخرى لمن سيتركها راحلاً الى المجهول الذي على ماييدو اصبح المصير المحتوم لمن ارادو العيش في بلدٍ شحت في الابتسامة وارتفعت فيه اصوات العبوات والكواتم،زمنٍ قاسي بكل معناني القسوة،
وتعاود المحطات الباردة دورانها من جديد بعد ان توقفت بفعل الضروف الطبيعية ولتستمر اهاتنا في بلدٍ شح فيه كل شىء الا رائحة الموت المستمرة والتي كتبت على جبين العراقيين على مايبدو تاركة خلفها الاف اليتامى وكماً هائلاً من المتشردين على ارصفة خاوية مسلوبة الارادة هي الاخرى، لننتظر المستقبل المجهول املاً في نهاية اهاتنا ووداعاً ابدياً لتلك المحطات الباردة

Share |