مسرحية تمرد مدلولات لواقع مالوف/حميد شاكر الشطري

Tue, 24 Sep 2013 الساعة : 9:11

• حاضنة الادب والفن الجديد التي مثلها اتحاد الادباء والكتاب في ذي قار من خلال جماعة ذي قار للتمثيل \المسرح الشعبي
• تم تقديم مسرحية(تمرد)تاليف واخراج مصطفى ستار الركابي واشراف عام المخرج الاديب ياسر البراك على بهو بلديه الناصرية يومي الجمعة والسبت 20و21\9\2013 وكانت الدعوة عامة للجميع وذلك لكسر الفعل التقليدي لعروض المسرح التجاري
• هكذا عاد بهو بلديه الناصرية بعد ردح من الزمن ملك الجميع دون تجييرة لجهة معينة لان الفنان والمثقف هو منهل الابداع ومن واجب المسؤول الوطني والانساني الذي يمثله سياده المحافظ ومدير بلدية الناصرية ان يفتحوا اذرعهم لاحتضان الفنان والاديب والمثقف لاصناف اخرى في المحافظة وتوفير المستلزمات الضرورية لهم من مقر لائق بمكانة الفنان والاديب في المجتمع العربي والعالمي وكي يشعر هذا المخلوق بانة بشر مبدع
• ان عرض مسرحية( تمرد) بجمهورها المثقف الخالي من جمهور مسرح التهريج وخدش الحياء له دليل واضح بان الروح قد تجددت للحركة المسرحية لا سيما ان سبق لفرقة شباب ذي قار المسرحي ان قدمت مسرحية سوق هرج تاليف واخراج علي عدنان على قاعة مسرح النشاط المدرسي الحاضنة الثانية في المحافظة
• ان مسرحية )تمرد) بطرازها التجريبي دليل واضح للتجديد بمعرفة المسرح التجريبي الذي هو المسرح المستند على افكار جريئة تختلف عن الانماط التقليدية للعروض المسرحية حيث يقوم على فكرة التجريب في المسرح ولايقتصر على تناول الافكار فهو يعكس قضايا سياسية وفكرية ودينية ويكون فيه (المخرج البطل الاوحد في التدريب )
• كما لايوجد نص ثابت وبذلك نقول ان سلطة المؤلف قد انعدمت فيه ويكون (الممثل سيد العرض)
• فان المسرح التجريبي اليوم هو اكثر تداولا وشيوعا ليعري حالة الانهيار الاجتماعي والاحباط النفسي الذي وصلنا الية من خلال رموز الدلالة في مسرحية (تمرد) وهذة الرموز –(الكرسي-المنضدة-قنينة الماء-السوط) استطاع المخرج من خلالها ان يوظف ذلك لياخذ بعقل المتلقي بتساؤل مستمر بتحويل الشخوص والاكسسوار الى مايتطلة المشهد ليوقعنا في تاثير انماء الصراع داخل السجن ليعطيها البعد الجوهري والمد البعيد وعلى الممثل هنا جبرا ان يستخدم ادواتة كداله لتوصيل الحدث وينتج عن ذلك البعد النفسي وتحليل الشخصيات التي نقلتنا بها حاضنة النص الى تجسيد الواقع المريض على خشبة الوجدان فوجدنا من خلالها الدلالة المبينة في الاختزال لموضوع النص
• اما شخصية الارهابي التي جسدها (علي راضي) الذي لم يحالفة الحظ لضعف الاداء في تجسيد الشخصية المناطة اليه مما ادار عجلة العمل الى الوراء قليلا لولا ان تسعفنا اداء الشخوص الاخرى لتحمل على عاتقها كينونة العمل وعلى المخرج الاسراع في ايجاد البديل لتلك الشخصية الغير مؤثرة ان حذفت من النص الخطابي
• عكس العمل حالات انسانية في روئ ثابته بين الواقع المالوف وبين الخيال والحلم من خلال تقديم نماذج بشرية انتقى من يمثلهم في عالم المسرح فاجترار الاكل لدى شريحة معينة لتاكله شريحة اخرى اوهمت بان المتساقط على الواقع ماهو الا صالح للاكل دون ان تعي تلك الشريحة من ان المتساقط هو فضلات وبقايا تبضعها الميسورون ليرمو بفضلاتهم الى رعاع اعتاشوا على عفونة بقايا النفوس الصدئة والتي تربعت العرش على اكتاف الجياع
• وكما قلنا فان العمل رغم كونه بالمستوى المطلوب الا ان هناك لازمة البصاق التي تبادلها الممثلين والاطالة بها وذلك لان المتلقي قد سحب البساط من تحتهم دون ان يشعروا فاصبحت ممله واعطت العمل ترهلية ودونية ليس الا من اجل الاضحاك
• فقد مثل الوطن بالسجن الصغير واستخدام هذة الدالة تعبيرا يريد به اسقاط حالات معينة موجودة فعلا بالسجن كالهروب وموجودة ايضا في وطن الام وهو السفر من اجل الحرية التي تبعدنا عن القيود رغم متاعبها ومخاطرها اما التريث والبقاء للذين صبروا مقارنة بالذين فروا من ظلم سياط الحكام فهم الافضل لانهم يتطلعون وباقون تانوا عسى ان يبزغ نور لفجر جديد للاتون
• فمسرحية( تمرد )لكل ماتعنية تحكي حالة تمرد شرائح المتجمع المسحوقة على حكام استغلوا نفوذهم و ليكشف للناس زيف الاقنعة التي وضعوها على وجوههم تلك الوجوة المجردة من الانسانية
• اقول ان الموهبة هي اساس البناء الفني وهندسة الحركة الفنية بعد ان تصقل بالدراسة والمثابرة
• وكانت ادارة المسرح لعمار نعمه والاضاءة لاحمد الهلالي والموسيقى لذو الفقار سالم تستحق الثناء والتقدير

• اتمنى من شباب جماعة ذي قار للتمثيل ان يستمروا بعطائهم الثر وان تمتد يد العون لكادرها بما يتطلبه النص الخطابي المستقبلي من اجل نشيء مسرح شعبي ملتزم تجاري خالي من التهريج التصنيف والضحك على الذقون
• لقد اثبت العملين (تمرد )و(سوق هرج) بان هناك طاقات شبابية متجددة افرزها عمل (سوق هرج) كالشاب مخلد جاسم العبيدي وحسين سليم وعمل (تمرد)كالشاب المخرج مصطفى ستار الركابي وستار الحربي وعمار نعمة وكرار عبد العالي له دليل واضح من ان الحركة الفنية لن تتوقف علينا نحن الرواد بل ان هناك دماء تتجدد من اجل رفد نهر الابداع الفني من جيل لاخر 

مسرحية تمرد مدلولات لواقع مالوف/حميد شاكر الشطري
Share |