ضرورة الحذر من احابيل الغرب في المسألة السورية والسيد النجيفي وزيارته للسعودية/عبد الامير محسن ال مغير
Tue, 24 Sep 2013 الساعة : 1:12

ان وجهة نظر المثقفين العراقيين فيما وصلته المسألة السورية بان لا بد لمعسكر السلام ان يكون حذرا عند استصدار قرار من مجلس الامن حول الازمة السورية بان يكون ذلك القرار متوازنا ومترابطا ويعطي الوقت الكافي لاتمام اتلاف الاسلحة الكيمياوية في سورية خشية ان يتخذ ذريعة من قبل الغرب للتدخل مع اعطاء سورية ضمانا كاملا بعدم العدوان وايقاف الدعم للعناصر الارهابية من قبل القوى الدولة والاقليمية التي تقوم بدعم الارهابيين وفتح باب المفاوضات للسلام في جنيف – 2 مع المعارضة الليبرالية واستبعاد الارهابيين من جبهة النصرة ودولة العراق والشام الاسلامية والسعي لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل ورفع الحصار الجائر الذي يعاني منه الشعب السوري ولا بد للمفاوض ان يجعل امام عينيه الاساليب الملتوية التي اتبعها (دهاقنة) الحروب الغربيين عند شنهم تلك الحروب في كل من ليبيا والعراق وافغانستان وسبق ان حذر الكثير من المثقفين العرب وكبار الساسة ورجال الدين في هذه المنطقة ومنهم السيد الخامنئي بقوله بان على السوريين وروسيا ان يكونوا حذرين من اللاعيب الغرب فهؤلاء الناس لا ترى من ضاهرهم الا اليسير كما يقول المثل الشعبي والبقية متسترا خلف ثياب الرياء والكذب فالمبادرة التي ابتدأت باقتراح روسي يفترض لو كان الغربيون حسني النية لما حصل ما حصل في سوريا من تدمير بنيتها التحتية وازهاق ارواح الالاف من الابرياء وان تأخير عقد جنيف -2 بنظر الكثير من المراقبين يعود لمخطط امريكي لاضعاف اطراف النزاع في سوريا والنيل من قوة الجيش العربي السوري ولا يمكن لاي امرءا عاقل ان يصدق بان ما يسمى بالائتلاف المعارض يتمتع بحرية الارادة بحضورة او عدم حضورة ذلك الاجتماع بدليل بعد اعلان تلك المبادرة رفض ذلك الائتلاف مضمونها ثم عاد ووافق حيث لم يكن ذلك الائتلاف الذي وجد منذ البدء كبذرة زرعها الغربيون في احضان كل من اوردكان وشيخ النعاج ولا بد لاي مفاوض مع الغرب الان ان يجعل تجربة 1991 في العراق امام عينيه حيث بعد شن الحرب على العراق فرض الحصار على الشعب العراقي وكان حصارا جائرا ربما لم يمر به شعب من شعوب الارض ثم اخذ ساسة الولايات المتحدة من الصقور يفتشون عن وسيلة للتدخل العسكري وحصل ما حصل عام 2003 وقد اعترف كاميرون وهولاند وكيري بمدهم الارهابيين بالسلاح ومن اول اولويات البدء بتنفيذ المبادرة الروسية ان يعلن بايقاف تسليح العناصر الارهابية المتواجدة على الاراضي السورية وراينا كيف ان لجنة الخبراء للكشف عن الاسلحة الكيمياوية والجهة التي استخدمتها في سوريا وكان مجيئها بناءا على طلب السلطات السورية للتحقيق في منطقة خان العسل تحولت اخيرا وبفعل استفزازي مفاجئ من قبل العناصر الارهابية في الغوطة الشرقية وبعملية مخطط لها سلفا بدليل ما ان خرجت تلك اللجنة الى الغوطة الشرقية والتي لم تكن ضمن مهامها عند سفرها الى سوريا وعادت الى دمشق حتى طلب منها العودة الى نيويورك دون ان تكمل المهمة التي اتت من اجلها وهذه هي الاساليب التي يتحاشاها كل انسان شريف ونبيل حيث في وقت تشير جميع الادلة الى ان العناصر الارهابية تمتلك السلاح الكيمياوي وقد استخدمته فعلا ولكن السيد كيري وكاميرون وهولاند فكأن الامر في هذه المسألة لا يعنيهم بشيء فهم يتمشدقون بما يسمونه بالديمقراطية والحرية للشعوب لكن الولايات المتحدة قد ثبت بما لا يقبل مجالا للشك بانها دولة ترعى وتمون الارهاب وتجيش الجيوش من العناصر الارهابية وقد استخدمتهم ولا زالت تستخدمهم في بقاع عدة من العالم ويعتبر هؤلاء الارهابيون الذين اصبحوا الان يمتلكون اسلحة الدمار الشامل ويسعون بكل ما استطاعوا من جهد لتطويرها اصبح هؤلاء الرديف الفاعل للقوة الامريكية في العالم وعندما تسمع بادخال جبهة النصرة مثلا في القائمة السوداء كما تقول الولايات المتحدة فان مشيخة قطر لا زالت تمون تلك العصابات بالسلاح والمال ويعرف الجميع من هي قطر التي هي عبارة عن كيان يأتمر في كل شيء من قبل الولايات المتحدة وما لم تتخلص شعوب العالم من الاخطبوط الغربي الامريكي الصهيوني الامبريالي لا يمكن ان تمتلك ناصية ارادتها الحرة فكلما تطرحه الولايات المتحدة من مناهج تثقيفية من خلال وسائل اعلامها زاعمة تبني ما تسميه بالقيم والاخلاق فهو امر زائف فدعوات العولمة مثلا هي العودة لنظرية فيلسوف الرأسمالية (ادم سمث) تحت شعار دعه يمر والعولمة هذه تستهدف اجهاض الخطط التنموية للشعوب وجعل دول العالم الثالث في اسيا وافريقا وامريكا اللاتينية اسواق لبيع المنتجات الغربية ومكانا تعد فيه المواد الاوليه لتلك الصناعات ولا يمكن لصناعة ناشئة ان تنافس صناعات عمرها مئات السنين ان لم توفر لها الحماية وبالتالي تبقى تلك الشعوب فقيرة وتابعة للغرب واهم ما يستهدف به الغرب هذه الشعوب وحدتها فاكبر المخاطر على المصالح الغربية ان تكون شعوب اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية موحدة كأمة وتتمتع بنهوض تنموي فقد زرت مصر عام 2005 وكانت لي زيارة لها عام 1975 لما بعد الحصار الذي فرض عليها بعد حرب اكتوبر عام 1973 وفي زيارتي الاخيرة كانت قد شهدت نهوضا تنمويا كبيرا ورغم ان مصر في عهد مبارك منقادة انقيادا كاملا للغرب الا ان تطورها يلفت الانتباه اذا ما قورن بقلة مواردها وتتعرض مصر الان الى حملة من التخريب تشبه والى درجة كبيرة ما تعرض له العراق وتتعرض له سوريا الان ومن نفس العناصر التي وجدت وتربت في احضان المدارس الامريكية في باكستان وافغانستان لهدف معين معلوم هو تمكين اسرائيل من السيطرة على هذه المنطقة كما زرت ايران عام 2011 اي قبل بدء الحصار وكان هناك تطور ملفت للانتباه وفي جميع الميادين الصناعية والزراعية وان السلاح الذي يشهره الامريكان بوجه الشعوب التي تتطلع نحو الرفاه والحفاظ على استقلالها السياسي هو سلاح الحصار وغالبا ما يكون ذلك الحصار ناجما عن الارادة الامريكية والاوربية ولسان حال الغرب يقول لدول العالم الثالث اما تنقادوا لنا وتسلموا كل شيء وتلتزموا باردتنا واما نشهر بوجهكم سلاح الحصار وقد عانا العراقيون من ذلك السلاح وذهب ضحيته مئات الالوف من الشيوخ والاطفال ولا زالت اثاره ماثلة لحد الان ومسألة اخرى غاية في الاهمية وهي عند ما وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها وطرح ميثاق الامم المتحدة وتم صياغته وفق حفظ مصالح الدول التي خاضت الحرب انذاك سيما الولايات المتحدة وادخل فيه اعضاء لدول هي لا تمتلك شيء من اردتها المستقلة في حينه ونظمت اتفاقية بين المنظمة الدولية والولايات المتحدة بجعل تلك المنظمة في نيويورك مستقلة في توجهاتها وذات طابع حيادي ولكن تلك المنظمة اصبحت تابعه في حقيقة الامر للولايات المتحدة فهي تتدخل في كافة مؤسساتها وتهيمن على مقدراتها المهنية والسياسية والمالية كالبنك الدولي ومجلس حقوق الانسان واللجان الفرعية ولم يعد بعد التطور الحاصل في المجتمع الدولي وبروز دول كبرى ذات قدرات صناعية وبشرية وعسكرية كالهند وجنوب افريقيا والبرازيل امكانية ابقاء الهيمنة الامريكية على تلك المنظمة وللتدخل السافر للولايات المتحدة في شؤون تلك المنظمة والحروب العدوانية التي شنتها وافتقاد المصداقية في تصرفاتها السياسية وتجنيد تلك المنظمة لمصالحها وانها لا تجد حرجا ان لا تعطي سمة دخول لرئيس دولة ذات سيادة الى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة كما فعلت يوم 20/9/2013 مع رئيس جمهورية فنزولا وان دولة تتبع اسلوب القرصنة في العلاقات الدولية كالولايات المتحدة وتقضي على قيمة القانون الدولي لا بد ان يتم التفكير وباسرع ما يمكن بنقل مقر منظمة الامم المتحدة من نيويورك الى دولة محايدة واكثر الدول براينا ملائمة هي سويسرا واعادة النظر بميثاق الامم المتحدة ليتلائم مع المرحلة الحالية التي قطعتها الانسانية كما هناك ضرورة ان توسع الدول الدائمة العضوية لتشمل جنوب افريقيا والبرازيل والهند وعودا الى التعامل مع المسألة السورية علينا ان نتذكر الاساليب التي تتبعها الولايات المتحدة مع الدول التي لها تاريخ بعدم الانسجام معها سواء من حيث الخط السياسي او الايدلوجية المتبعه وربما انصع دليل الدولة اليوغسلافية والصومال فقد كانت هاتين الدولتين لهما مسارا استقلالي ثم رأينا كيف حركت الولايات المتحدة غرائز الاقتتال في يوغسلافية لتقسمها الى دويلات عدة طبقا لقاعدة فرق تسد الاستعمارية والولايات المتحدة كلما تورطت في الحروب سوف تنزل وقريبا جدا الى دولة من الدرجة الثانية كافرنسا وبريطانية وبرأي اغلب المحللين بان التزمت الذي يصدر عن هولاند بصدد المسائل الدولية وخصوصا في الشرق الاوسط ناجم عن شعوره بنضوب الامكانات الفرنسية عسكريا واقتصاديا والتوجه الاستعماري الفرنسي يجعل احتفاظ فرنسا بصوت عضوا دائم بعيد عن الانصاف فالمواقف الفرنسية سواء لساركوزي او لهولاند مواقف عدوانية اتجاه الشعوب ولا بد للمثقفين العرب ان يبعدوا عن بالهم مقولة الديمقراطية والحرية التي ينادي بها كيري وهولاند وكاميرون لانها زيف وثبت ذلك الزيف عندما عهد بتنفيذها لال سعود وشيخ النعاج في قطر اما في الجانب العراقي ان اهم مايلفت الانتباه هو الزيارة المزمع القيام بها من قبل السيد اسامة النجيفي الى كل من قطر والسعودية مع ان هاتين الدولتين تكنان اشد العداء لهذا الشعب ولولا رفدهم للارهابيين بالمال والسلاح والرجال لما حصل ما يحصل الان في العراق في قتل للابرياء وفي وقت قام بعض رؤساء الكتل بزيارة لقطر والسعودية لم تثمر عن شيء واذا كان دور قطر مفضوحا وان مركز المخابرات الامريكية نقل منها الى السعودية ليتولاه بندر بن سلطان ال سعود فمنذو تأسيس اول حكومة عراقية لما بعد التغيير الى الان كانت مواقف السعودية مواقف معادية للعراق دونما سبب معروف فالسعودية لم تكن واضحة الاتجاه السياسي ويغلب طابع الصمت على ساستها الا انها عندما تستضيف اللد اعداء العراق من مشايخ الوهابيين التكفيريين كالعرعور وامثالة والذين يصدرون الفتاوى بقتل الناس وسبق ان رفضت زيارة السيد رئيس الوزراء السابق الجعفري وبالتالي ولم تكلف نفسها بتعيين سفير دائم لها في العراق ولم تصدر من العراق مواقف معادية لها وبالعكس نسمع بين الفينة والاخرى قيام الحكومة العراقية باطلاق سراح سجناء سياسيين وتسليمهم لال سعود مع ان اولئك الاشخاص موغلين بدماء العراقيين في حين تناقلت وكالات الانباء قيام السلطات السعودية باعدام عدد من العراقيين الابرياء ذبحا صبيحة يوم عيد الفطر المبارك وربما يكون ذلك تقربا الى الله وفق الفقة الوهابي ولم يكن هؤلاء المعدومين الا من رعاة الاغنام الذين يتجاوزون الحدود طلبا للماء والكلىء لمواشيهم والتاريخ السعودي مع العراق تاريخ اسود مليء بمسائل لا يمكن ان تنساها الذاكرة العراقية ففيصل ال سعود هو الذي اتى الى صدام وهو في بيته في تكريت وطلب منه ضرب الثورة الايرانية وخسر العراق ملايين البشر والمليارات وقد اعترف صدام بذلك حيث قال عندما اختلف مع ال سعود بعد هجومه على الكويت بقولة كنا في البرية في تكريت واتى الينا فيصل ال سعود وقال خلصونا من هؤلاء مؤشرا باتجاه ايران وعند توريط العراق في حربه مع ايران اقتطعت السعودية من الاراضي العراقية وعلى طول الحدود بما فيها منطقة المثلث مساحات بعرض 100 الى 50 كيلومتر وحجزتها بمانع ترابي مرتفع وكانها حوزة حصلت عليها من الاعداء وعلى الحكومة العراقية ان تضع في بالها بان اي تصرف يصدر من احد الساسة السعوديين هو بناءا على طلب امريكي واذا كان ال سعود صادقين في دعوتهم للسيد رئيس مجلس النواب فالتكن الدعوة مزدوجة تضم السيد رئيس التحالف الوطني الجعفري كنوع من المصالحة معه لان ال سعود ما فتأوا يتدخلون بشؤون العراق لسببين اولهما يخشون النظام الديمقراطي وثانيهما لاسباب طائفية وكدعوتهم لبعض مشايخ العراق والتي استثمروها على ما يبدوا مع وقت الحج فهم يسثمرون وجود الحرمين الشريفين لصالحهم سياسيا وقد رفضت تلك الدعوة من قبل كافة مشايخ العراق لانها دعوة مشبوهة وتوظف ضد الشعب العراقي وامانيه المشروعة واذا كان السيد اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب يروم الحج ويريد ان يرضى العراقيين عنه فممكن ان يقوم بزيارة خاصة فطوق الدول المحيطة بالعراق غير مطمأن ولا يمكن لاي سياسي عراقي ان يأمل في الصلاة مع السعودية اي خير فالدولة التي تدعم العدوان ضد دول عربية همها الوحيد ان تبقى في دست الحكم بغض النظر عن اي اعتبار اخر واذا كانت السعودية صادقة فالتوقف فتاوى التكفيريين ضد العراق.