" لا تحرم طفلك من سفرة صغيرة "/أحمد الحدادي
Tue, 24 Sep 2013 الساعة : 0:56

أية فرحة تعلو صدرك, وكم صعبا ان تصدق تلك الكلمات , او قد تمضي ورقائق الدمع الصغيرة تتلألأ على شواطئ عيونك البريئة , فتقول بينك وبين نفسك ساكف عن كل ذنب سيغضب ابي , ساجلس في مقعدي ولن اتحرك , سأكون مهذبا , فتتصرف كالمحكوم ابدا, هكذا كنا نشعر عندما يخبرك أباك بأنك ستذهب معه في نزهه حتى لو رحله صغيرة الى السوق او ربما الى بيت صديق , فقط مجرد رحلة خارج المنزل في السياره .
هكذا هي ايام الطفولة وهذا هو شعورنا
تجعل الدم فيك يتدفق كالسيل لا يتوقف وشفتاك تثرثر مرحا بكلمات لايفهما الاخرون كساحرات القرون الوسطى عندما ينفثن في العقد , وتتراقص على قدميك عند باب السياره كما لوكنت فنانا في السيرك يتقن العاب البهلوان.
فتتسلقها رغم بساطها الحار ورائحة الوقود التي تعلو سمائها , لكنك لن تستسلم للسقوط بلا خوف الى القاع , وتتراقص مع ايقاع المحرك الممزوج بصخب صوت آلة التعشيق ( الكير) منتصبا كالرمح واقفا لتشاهد عبر النافذه وكانك في احدى الادغال الافريقية .
" لا تقف , لا تفعل هكذا "
هكذا كنا نتلقى اشعارات , لكن نحن في عالم اخر عالم لا نريد سوى ان نقضي هذه الثواني فيه وان لا نضيعها ,
فتحملنا المركبة عبر نهر الاسفلت الاسود , فتعلونا نشوة كبيرة تحيل اجسادنا الصغيره الى الفراشات تحاول الهرب عبر نافذة السحروالجمال لكن شباك الحماية الابوية سرعان ماتمسك باطراف اجنحتنا فتسلب غبار السحر فنربض مقعدين نحلق بعيوننا نحو ذاك العالم العجيب.
وهكذا نتابع ابحارنا الى عوالم السحر العجيبة , الى شواطئ تلك الجزر الغريبة , حتى ترسوا بنا الى منجم البشر المزدحم انه عالم غريب , عالم اخر, تتوقف الاصوات في عقلي ويسود الصمت وتسألني ذراعاي , أني قد لا استطيع حملك , فتسال ابيك ان ينزلك من السياره الى ملكوت الجنون.
عندها تبدأ رحلة اخرى كما لو أنك أليس في ووندر لاند
أتمنى ان لا يحرم أب ولده من سفرة صغيرة
...................