السيسي ..إيزنهاور مصر/طاهر مسلم البكاء
Sun, 22 Sep 2013 الساعة : 1:53

مثلما يحصل في الأفلام فأنك تشعر انك منجذب الى البطل الذي تمييزه حبكة واخراج الفلم ، وتبقى تتابع الأحداث ولكنك تريد الفوز والنهاية لصالح البطل ، حتى وان كنت احيانا ً ، لاتوافق على نفس الأراء والأفكار التي يقدمها الفلم .
احيانا ً يحمل لنا الواقع شخصيات وأحداث تماثل ما نشاهد على الشاشة الصغيرة ، ونحس اليوم ان ما يجري في مصر يجري بنفس المسار .
المعروف عن الشعوب العربية حالها حال شعوب العالم الثالث تمجد الشخصانية ، وتحن الى القائد البطل الذي لايهاب عدوا ً أيا ً كان، ويواجه المواقف الصعبة ثم يعود حاملا ً راية النصر اينما توجه ، ونرى الجماهير تحمله على الأكتاف وتضحي بالغالي والنفيس بين يديه ،وكان التاريخ ينقل لنا صور قادة من الأبطال الذين خاضوا غمار المعارك الكبرى وخرجوا منتصرين وكانت النتائج توحيد البلدان المتفرقة تحت راية واحدة وانتشار الحياة الآمنة الكريمة المشمولة بالعدل لعامة الشعب ، ولازال التاريخ يستذكر العديد منهم ومن صور انتصاراتهم رغم مرور الآف السنين ،وأجمل حكاياتنا الشعبية حول سيرهم وصور انتصاراتهم .
أن ما قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسي من قيادة لجيش مصر ومن ثم لمصر ،يظهر انه حظي بأعجاب شباب الثورة المصرية ، وقد ترافق هذا الأعجاب مع خلو الساحة المصرية من القائد الهمام الذي يقود جموع الثورة الى نتيجة مرضية للشعب، لاكما حصل للمرة الأولى من كبوة والتي احتاجت الى المزيد من الدماء والتضحيات لتصحيحها .
بعد اشتداد أوار الثورة المصرية يقول نتنياهو : اننى نخشى تكرار النموذج الإيراني في مصر .
وثورة مصر هي من الثورات الكبرى في المنطقة والعالم ،لما لمصر من ثقل ودور كبيرين في العالمين العربي والإسلامي ، ولكونها تجاور حدود فلسطين فهي من دول المواجهة الرئيسية مع الصهاينة ،قبل أن ينحى بها السادات ومبارك منحى الأنزواء وخدمة المصالح الصهيونية ،ومن هنا فأن أي تغيير في الموقف المصري سيؤدي إلى قلب المعادلة بالضد من مصالح الكيان الصهيوني ،وتغليب للكفة العربية والإسلامية ، ومن هنا فهي الأن مراقبة من العالم كل العالم لمشاهدة ما تؤول اليه النهاية ،و الأمر يهم بالخصوص العالميين العربي والأسلامي ، والذين يجعلهم ما تعرضوا له من نكسات امام الأعداء والطامعين بأراضيهم وثرواتهم ينظرون الى أي بارقة أمل بأحلام وردية ، عسى ان يتحقق بعضها .
يقوم شباب مصر اليوم بالتحشيد لكسب التأييد للقائد الجديد الذي ظهر على مسرح الأحداث ، وهو يثبت جدارة يوما ً بعد آخر ، والخطوة القريبة هي التقدم بطلب شعبي الى الفريق اول عبد الفتاح السيسي بالقبول والتقدم للترشيح ، ويبدو ان هناك قادة كبار في مصر يؤيدون ذلك وقد وصفه بعضهم بأيزنهاور مصر ،لما يتوقعونه له من تناغم مع امنيات وطموح الشعب المصري .
ان ما واجه الشعب المصري من عظيم التحدي ، وما قام به جيش مصر بقيادة السيسي من قوة الرد ، ينبئ عن شخصية قيادية اجادت لحد الأن التصرف وهي تسير بمصر الى مرافئ الأمان ،بعد ان شعر محبيها بالخوف عليها ،وما على شعب مصر سوى اكمال ما بدأ من خطوات وترصين وحدته الداخلية لعودة مصر الى شعبها والى امتها ، وهذا يعيدنا الى تذكر الوقت الذي أعطى فيه جمال عبد الناصر ، للأمة العربية المنكسرة أمام الصهاينة أنموذجا" عن قوة الأمة وقدرتها على المواجهة والأنتصار فيما لو توافرت الظروف الطبيعية غير الفاسدة ، كما أنها تجيئ في وقت فيه أغلب الدول العربية والاسلامية تعيش ظروف غير طبيعية حيث غياب المقاييس و قد ساءت الامور كثيرا" فهناك دول عربية أستخدمت الديمقراطية لتفكيكها وتقسيمها الى دول ،بدلا" أن تكون سبيلا الى وحدتها وقوتها ،وهناك دول أخرى أحتلت بمسميات عصرية ، وكل من يقف في وجه اليهود ودويلة الصهاينة فأن له علاج اليوم ، كما في مسرحية المحكمة الدولية والتي حاولوا فيها محاصرة اللبنانيون وتفكيك وحدتهم ، وكما هو مستمر اليوم من تدمير لسورية وتهجير أهلها ،وكأننا نرى فلسطينا ثانية في طريقها للتقسيم وكأننا نرى حدودا جديدة في طريقها للترسيم لكي ينسى العرب الحدود القديمة التي كانوا ينادوا بها كأضعف الأيمان ، أنها تحديات مصيرية ومفترق طرق فما أشبه اليوم بالبارحة .