المرجعية الدينية تبدي قلقها إزاء تزايد الاستهدافات الطائفية في البلاد

Sat, 21 Sep 2013 الساعة : 8:17

وكالات:
حذر معتمد المرجعية الدينية في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، من تزايد الاستهداف الطائفي في البلاد، ومخاطر ذلك على الوحدة الوطنية في العراق، داعيا الجهات الحكومية، والعقلاء من ابناء البلد، الى وضع حد لتلك الاستهدافات التي قال”انها ستؤثر على مستقبل البلد ونسيجه الاجتماعي”.
وتاتي دعوات الكربلائي، متزامنة مع مطالب خطيب جمعة الكوت، الذي حث الاجهزة الامنية على تفعيل الجانب الاستخباراتي في القاء القبض على من وصفهم بـ”اعداء العراق” الداعين الى اذكاء روح الفتنة الطائفية.
واعرب الكربلائي خلال خطبة يوم امس الجمعة امام الالاف من المصلين في الصحن الحسيني الشريف، عن قلقه ازاء الاحداث الامنية الخطيرة ذات الطابع الطائفي المتبادل، التي وقعت في شمال وجنوب العراق،  وأضاف “هناك استهداف للشبك في نينوى، واخرى للأقلية التركمانية في طوزخورماتو، تمثلت على شكل اغتيالات وتهجير ممنهج ومستمر، يقابله استهداف في الجنوب لأئمة المساجد وعشائر السعدون من الطائفة السنية الكريمة.
ويرى الكربلائي، مثل تلك الاحداث، امر خطير ومؤثر وكارثي على مستقبل العراق ووحدته ونسيجه الاجتماعي، لافتا الى ان المرجعية الدينية العليا اوصت الاجهزة الامنية بضرورة التحرك بشكل اكبر وسرعة اقصى، للتعامل بحزم مع جميع الاطراف التي تعمد الى تمزيق النسيج الاجتماعي في العراق، مبينا ان النتائج دون معالجات ستكون اخطر.
واوضح الكربلائي، ان المرجعية العليا، تحث “العقلاء على ان يلتفتوا الى التداعيات الخطيرة على مستقبل العراق وان الاغتيالات والاستهداف المتقابل اخطر من التفجيرات الارهابية”، مبينا ان مسؤولية درء المخاطر والفتن لا تقع على عاتق الجهات الامنية والحكومية فحسب، انما هي مهمة ينبغي ان تتصدى لها كل شخصية اجتماعية لها صوت مسموع وموقع مؤثر وان تبذل ما بوسعها للمساهمة في ايقاف العمليات الاستهدافية المتبادلة” وزاد بالقول “ان التوصية الاخرى التي اكدت عليها المرجعية العليا تتمثل في عدم التعامل بالمثل، لاسيما بعد ان اصبح المبدأ الذي تسير عليه هذه الجهات المجرمة هو استهداف في الشمال يقابله استهداف في الجنوب” موضحا” على الجميع ان يدرك انهم مستهدفون ولا احد في مأمن من العواقب”.ولفت المعتمد، الى ان المرجعية الدينية توصي الذين لهم حب للوطن ودرجات عالية من الضمير الانساني ان يكون مبدأهم القرآن، وان يعمدوا الى ان يكونوا قوامين على الناس لا ان يتبادلوا الهجمات “ وبين “على ابناء الطائفتين السنية والشيعية العمل بمبدأ الدين السمح لان العمل المقابل ليس هو الحل بل هو الخطأ الجسيم الذي يفاقم المشكلة”، مشددا على ضرورة “عدم التصعيد الاعلامي والابتعاد عنه، لأنه يؤدي الى مزيد من الاحتقان الطائفي ويزيد من اثاره”.
على صعيد متصل، حذر خطيب صلاة  الجمعة في الكوت، الشيخ علي كريم، من تداعيات الاستهداف الطائفي المتبادل الذى تشهده البلاد، ودعا الاجهزة الامنية لتفعيل الدور الاستخباري للقبض على المنفذين، فيما طالب جميع الاطياف الدينية والقوميات بالتعايش السلمي وتوحيد الصفوف ونبذ الخلافات.
وقال الشيخ كريم، في صلاة الجمعة التي اقيمت امس في جامع الشهداء بالكوت وحضرها مراسل “المركز الخبري في شبكة الاعلام العراقي” ان هناك من يريد زرع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد، مستغلا الصراع الحاصل في سوريا، مبينا ان الشعب السوري يتعرض لهجمة شرسة من قبل ما يسمون بالجيش الحر الذين عاثوا بالارض فسادا.
ولفت كريم الى تزايد “جماعات مجهولة برعاية خارجية تعمل على الاستهداف الطائفي المتبادل بين كافة الطوائف العراقية”، مشيرا الى ان تلك الجهات المجهولة مثلما تعمل على تهجير واغتيال شخصيات ومئات من عوائل الشبك والعوائل التركمانية، هي ذاتها تقوم بعملية تهجير ابناء عشيرة السعدون الذين يتعايشون وسط اهلهم في الجنوب منذ مئات السنين بسلام ومحبة.ودعا كريم الى تفعيل الدور الاستخباري للاجهزة الامنية من اجل تحديد هوية منفذي عملية الاستهداف الطائفي والقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تهدد وحدة ومستقبل البلاد، مطالبا كافة الاطياف بتوحيد الصفوف والتعايش جنبا الى جنب لتفويت الفرصة على المخططات الرامية لزرع الفتنة والتفرقة بين ابناء الشعب العراقي الواحد، لافتا الى ان من يموت مقتولا في الشمال او الغرب والوسط او الجنوب فهو عراقي قبل ان يكون منتميا الى طائفة معينة، لذلك علينا حماية اسم العراق والعيش فيه بامان بعيدا عن التفرقة.
المصدر:الصباح

Share |