الاباء والامهات والدور التربوي/ضياء الخفاجي

Fri, 20 Sep 2013 الساعة : 19:11

    بسم الله الرحمن الرحيم
((الاباء والأمهات والدور التربوي))
قال رسول الله (ص) :- ((لئن يؤدب احدكم ولدا خيرا له من ان يتصدق بنصف صاع كل يوم )) غالبا مايكون الوالدين جاهلين بتكليفهما الشرعي اتجاه افراد المجتمع المتمثله بالأبناء لأنهم الثمرة الاساسية التي ينتجها بناء العلاقات الزوجية ولكونهما على احتكاك مباشر ويومي بأبنائهما والتقبل والتعلم منهما اكبر اذا كانا واعيا ومدروسا ولكن غالبا لايتحقق مع الاسف كون المشاكل تبدأ من مرحلة بناء العلاقة الزوجية نفسها لان المقصود من العلاقة الزوجية هي اشباع الرغبة الجنسية ونلاحظ من هذا الجانب كهدف من الزواج لا كوسيلة لبناء اسرة تشكل اللبنة الاساسية في المجتمع المسلم فيبقى الزوجان غارقان في عسل اللذة وجهل ماينتظرهم من احداث وتفاصيل في المستقبل القريب نحتاج الى استعداد وحساب وإلا ستكون السنوات الاولى وقبل ان يفيق الزوجان من انتعاشهما في معرض توقع مولود جديد وتكريس الاهتمام به يكون عادة من حيث الملبس والمأكل والمتابعة الصحية وننسى في اغلب الاحيان الاهتمام بالتكليف الشرعي تجاهه ويسعى الابوين لاستغلال جهدهما بتوفير كل مايحتاجه الابناء ويتناسون ان خير مايورثه الاباء لأبنائهم الادب لا المال وغالبا مايكون الاهتمام بالتكليف الشرعي الاجتماعي بأخلاق وتربية الطفل بل قد يشارك الابوان في انحرافه اشباعا لبعض اهوائهما او دفعا لموافقة بعض تصرفاتهما اللامدركه وإذا نبها يوما الى هذا الجانب تراهم يبررون ذلك بالانشغال بالاهتمامات المادية للطفل وينأون على تكريس اهتمام تربوي اكبر بالطفل ويجعلون هذه النية في اخر قائمة اهتماماتهم وقد تكون هذه المرتبه من الجهل البسيط مقبولة مقارنة بمراتب اخرى من الجهل المركب حيث يعتقد الابوان ان حسن التربية وشدة الاهتمام بالطفل ان يتعلم بعض التصرفات المفرحة والمضحكة للجهلة كالغناء والرقص والجرأة على الكبار وإذا مادخل المدرسه فتربيته الجيده لديهما حصوله على اعلى الدرجات في دروسه فقط بغض النظر عن تصرفاته وممارساته ومايتعلمه من اقرانه اثناء الفرص من عادات وأفعال سيئة ولعل الاجدر بالآباء متابعة ابنائهم في هذا الجانب لساعات متعددة وهناك صنف من الاباء لايولي ابناؤه المقدار الكافي من الاهتمام المعنوي والمادي بل يتعامل بقسوة وتشدد حتى يجعل الطفل يكره نفسه والأجدر به ان يكرم اولاده ويحسن ادابهم من خلال التعامل الحسن معهم ... ان الدور الذي يقوم به الابوان ليس بالدور السهل ازاء مسؤولياتهم الدينية والدنيوية وعلينا جميعا اباء ومؤسسات ان نضع البرامج لتربية جيل قادر على ان يقف على اقدامه ليربي لنا جيلا صالحا لأننا اليوم نقف على عتبة ازمة الاخلاق في هذا الزمان فان امام الابوين اولا دور ضخم للتربية الحسنة وجهد غير سهل يشاركهم فيه المؤسسة التربوية الحكوميه والدينية والمجتمع المدني حتى لانحمل المسؤولية للعائلة فقط حيث المسؤولية مشتركه ..فإذا لم يكن الابوين على قدر واف من التربية وحسن الخلق فلا فائدة بالجيل الذي يقدمانه للمجتمع وإذا كان الاب القدوة غير مؤهل لمسؤولياته فكيف نطلب منه ان يؤهل لنا ذرية صالحه ...
ضياء الخفاجي / رئيس الاتحاد العام لشباب العراق في ذي قار

Share |