الفصل السابع والاثار الاقتصادية والاجتماعية على العراق/حسين علي عويش

Fri, 20 Sep 2013 الساعة : 0:44

على الرغم من المساعي العديدة التي قامت بها العديد من الدول لاحتواء ازمة الخليج ودفع تداعياتها عن المنطقة والشرق الاوسط حيث بقيت اثارها واضحة للعيان لحد الان وما يحدث من ازمات واضطرابات حاليا ماهو الا امتداد لمخططات سابقة مع بعض التعديلات حسب مقتضيات المرحلة ،المهم في الامر ان وضع العراق تحت طائلة الفصل السابع سابقة خطيرة في الاستحواذ على اموال ومقدرات دولة ذات سيادة من قبل اكبر منظمة دولية ( الامم المتحدة ) تركت اثارا عميقة حفرت ابعادها في صفحات سوداء على جبين التاريخ الحديث لمدى اكثر من عقدين معاقبة شعبا تاركة الحاكم الظالم . . . مما يشكل انعطافا خطيرا في العلاقات الدولية واستفحال الهيمنة والتدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للشعوب والدول على حد سواء ، ومن الاثار الاقتصادية والاجتماعية التي خلفها القرار 661 (الفصل السابع ) على الشعب العراقي و الاقتصاد العراقي هي :
- منع استيراد السلع والبضائع التي مصدرها العراق ، وبذلك حرمته من ممارسة حقه في التصرف بخيراته وموارده الاقتصادية واصبحت تحت تصرف الامم المتحدة (النفط مقابل الغذاء ) . ادى الى انخفاض الناتج المحلي الى ما يقارب 75.5 مليار دولار عام 1989،حتى وصل الى ادنى مستوى له في عام 2003 حيث بلغ حوالي 12 مليار دولار.
- منع رعايا جميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة القيام باي نشاط او تعاملات وتحويل اموال او بيع وتوريد وتحميل بضائع في السفن للسلع والبضائع التي مصدرها العراق . هذا ادى الى انخفاض دخل الفرد العراقي بعدان كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي في عام 1980 نحو 8200 دولار أميركي (قريب من المستوى السعودي)، وانخفض الى 590 دولارا أميركيا في عام 1999 ، حتى وصل الى نحو 290 دولارا في عام 2000.
- تمنع جميع الدول عن توفير اية اموال او موارد مالية او اقتصادية للعراق ماعدا المدفوعات المخصصة للأغراض انسانية او طبية . منعت العراق من الاتصال دوليا وحرمت الكفاءات من معرفة التطور العلمي والتكنولوجي مما اثر على مستوى التقدم المعرفي لمواكبته عالميا .مما اثر سلبا على مستوى التعليم والمعرفة حيث تشير تقارير من اليونيسكو إلى أن المتخلفين عن المدارس الابتدائية ارتفع من 95692 عام 1990 إلى 131658 عام 1999.وتفشي ظاهرة هجرة العقول بأعداد كبيرة، حيث هرب أكثر من 23 ألف باحث وعالم وأستاذ جامعي وطبيب ومهندس .
- تدني الخدمات الصحية الى مستويات خطيرة منها زيادة معدل وفيات الاطفال حيث تشير تقارير منظمات الصحة المحلية والدولية تزايد معدل الوفيات أثناء الولادة من 50 لكل مائة ألف حالة ولادة عام 1989 إلى 117 لكل مائة ألف حالة ولادة عام 1997. وزادت نسبة وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 30.2 لكل ألف حالة ولادة إلى 97.2 خلال الفترة نفسها.، كذلك تضاعفت نسبة سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة من 12% إلى 23% خلال الفترة بين عام 1991-1996، وارتفع نقص وزن المواليد (أقل من 2.5 كغم) من 4% عام 1990 إلى حوالي ربع المواليد المسجلين عام 1997.وتفشي ظاهرة الامراض السرطانية والوبائية بشكل لم يكن معهودا من قبل .
- تفشي ظاهرة البطالة وتدني المستوى المعاشي والثقافي لانقطاع العراق عن مواكبة التقدم الذي شهده العالم باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف نواحي الحياة ، فضلا عن غياب الطبقة الوسطى التي تعد واحدة من سمات وملامح المجتمع العراقي لمرحلة سبقت الحروب التي قادها النظام السابق داخليا وخارجيا 

Share |