هل نفذ صبر الحكيم ؟/باقر العراقي
Fri, 20 Sep 2013 الساعة : 0:04

لاشك ان المعادلة تغيرت كثيرا في عقول المشككين، بعد أن قرر الحكيم فصل الشيخ أحمد السليطي من كتلة المواطن التي يترأسها والتي وصل من خلالها الى مجلس محافظة البصرة بعد كان مستقلا في الدورة الانتخابية السابقة، والفصل قد يكون نتيجة تراكمات سابقة، لم ينفذ الشيخ على ما يبدوا وعوده التي وعد بها بعد إنضمامه لكتلة المواطن .
نوع القيادة التي يحكم بها تيار شهيد المحراب والوسطية التي ينتهجها، تجعل القاصرين يضعونه في خانه الوقوف على التل، وخاصة وقت الازمات التي تحتاج الاصطفافات الحزبية أو الطائفية وما أكثرها، والتي لا تستطيع القيادات المتعاقبة للتيار أن توفرها للآخرين، سواء كانوا حلفاء أو مناوئين، وذلك للارتباط الدائم والمتماسك بمشروع الوطن الذي يضم الجميع، والذي خسر من خلاله سلطة مجالس الانتخابات في الدورات السابقة وكذلك عدم الحصول على رئاسة الوزراء بسبب التحديات التي تفرض عليهم التنازل للآخرين خدمة لمشروع الوطن .
ما حصل في البصرة من قرار قد يعتقده بعض السياسيين الذي لا يعرفون قيادة المجلس الاعلى غير السماحة والعفو والصفح عن أخطاء الاخرين، يعتقدون بأنه تغيير مفاجيء، ولكن على مايبدوا من الرجل، أنه يسير وفق إستراتيجية لا تخلو من العقاب والثواب، بعد أن ثبت لكل العراقيين أن هناك أفعال جريئه يحتاجها وطنهم لا يستطيع فعلها ألا كبار قادة العراق أو لم يفعلها غيرالحكيم مثلما حصل باللقاء الرمزي لقادة العراق .
فمن يبحث عن مصلحة الجميع ويضعها على رأٍس أولوياته، يتنكرالكثيرون له ولا يريدون الانخراط معه في المشروع لأنهم سيفقدون مصالحهم الشخصية الضيقة، ولأنه يسير بأتجاه واحد ومساحته واسعة وواحدة تحوي الجميع، فيتيهُ بعضهم في سعتها ولا تستوعبها عقولهم المتواضعة، ولذلك تجدهم يتخبطون في وهم الحرية المتاحة لهم، وينحرفون كما يشاؤون لأعتقادهم بعدم وجود الرادع، وهذا ماجعل البعض يخرج عن جادة الطريق ويتنكر لوعوده التي قطعها. فهل نحن على أعتاب مرحلة جديدة يصنعها الحكيم ؟ أم أن صبره قد نفذ من أخطاء معاونيه الساذجة فضلا عن مناوئيه .
باقر العراقي