نظرة مستقبلية في الأنتخابات العراقية/طاهر مسلم البكاء

Thu, 19 Sep 2013 الساعة : 0:16

يحلم جميع الناخبون في أي انتخابات بالحصول على أفضل وأكفئ عناصر خلال عملية الأنتخابات ،كونها حتما ً ستشغل مواقع مهمة في العملية السياسية وبالتالي في قيادة البلاد ،وتمس صميم حياة الناخبين .
ان وصول العنصر النزيه والكفوء سوف يوفر الكثير على البلاد وعلى الشعب ، فلن تكون هناك قرارات ارتجالية ، لن يكون هناك فساد مالي وأداري ، لن تكون هناك خصومات سياسية لامبرر لها تعود على امن البلاد ومصلحة العامة ، وستعود بالنفع على العلاقات الخارجية وأستغلال أمثل للأمكانيات والثروات المتوفرة وتحسين الأقتصاد وارتفاع المستوى المعاشي وتحسن الوضع الأجتماعي ، و ستنخفض الجريمة الى أدنى مستوياتها وينعدم الفقر ويتحسن المستوى الصحي،انها بأختصار ستكون مشمولة برحمة وبركات الله تعالى .
وبالمقابل يحلم من يتبوأ الحكم بالبقاء والأستمرار ، حيث غياب الرقابة والحساب ،واستمرار المناصب والمكاسب ووجود الغطاء الحزبي وما توفره الكتل من فرص ،فالرواتب لا ينالها حاملي الشهادات العليا ولا من يتميزون بأعمال كبرى لخدمة الوطن ،والجهد من الضئالة ما يتيح للمسؤول التنزه وممارسة العمل الخاص .
الأنتخابات القادمة مقابلة ملحمية
ستكون الأنتخابات القادمة فرصة مواجهه حامية الوطيس بين الناخبين ممثلين لمجموع الشعب والقادة الحاليين ، وقد كانت بوادر هذه المواجهة قد برزت للعلن في رفض الشعب للرواتب والأمتيازات التي يتقاضاها السادة المسؤولون ، والذين هم الكادر الرئيس للمرشحين القادمين في عموم العراق ، وأن عدم تلبية طلبات الشعب في تصحيح وضع غير منطقي قائم لهو جذوة الشرارة الأولى التي لن تنطفئ وستنسحب بقوة على أختيار الناخب العراقي الذي هو الكادر الرئيس للتظاهرات التي انطلقت مطالبة بتصحيح الرواتب والأمتيازات .
متوقع تغيير كبير
من المتوقع ان يحصل تغيير كبير في الخارطة السياسية والبرلمانية وقد لا تنفع الطرق الغير ديمقراطية التي استخدمت في بناء تكتلات مجالس المحافظات وذلك لأسباب عديدة من ابرزها :
- اشتداد أوار الأرهاب وفشل القادة الحاليون في مواجهته ،واستمرار موت العراقيين يوميا ًبدون اجراءات ناجعة تلوح في الأفق ، فلايزال الأرهابيون يعملون على مساحات كبيرة من العراق ،بينما تجد رجل الشرطة يحمل جهاز الكشف الذي اعلن فشله ،وهو يدرك انه يحمل جهازا ً فاشلا ً والمواطن والأرهابي يعلمون بذلك .
- عسكرة الشارع وماتولده من هم وثقل يومي على المواطن العراقي ، دون ان تنفع في منع الأرهاب .
- لاتزال بغداد وعموم العراق يخلو من أي عمران واضح ، تتجول في قلب بغداد فلا تجد سوى الأبنية والشوارع التي كانت قائمة قبل العام 2003 ، فتشعر وكأن الزمن قد توقف فيها رغم الميزانيات الأنفجارية التي ترصد كل عام !
- لاتزال المشاكل الكبيرة قائمة مثل نقص امدادات الكهرباء، وتوفير المشتقات النفطية والبنزين ، والأقلال من الأعتماد على الأستيراد في المواد الغذائية والخدمية المهمة والتي تمس الأستقلال السياسي ولاتحسب على الأقتصاد فقط ،وفقدان أي انتاج صناعي أو زراعي مهم .
- لاتزال مشاكل الفقر والسكن وتوفيرالوظائف وخدمات الرعاية الأجتماعية قائمة وبعضها قد ازداد عمقا ً .
- ليس هناك استغلال مثالي لثروات البلاد وامكانياته الأقتصادية التي يتفوق بها على اغلب دول العالم ،بما يخدم تقدم البلد وتطوره وبالمقابل فالعراق يتصدر دول العالم بالفساد الأداري والمالي وفق الأحصائيات العالمية .
- بروز طبقات ثرية من السياسين ، مقابل فقر وهموم عامة الناس ،ويمكن ادراج التظاهرات المطالبة بتقنين أمتيازات البرلمانيين والغاء رواتبهم التقاعدية ضمن هذا الباب .

افاق المستقبل
مع ان السياسيون الحاليون لايزالون يمتلكون جزء كبير من التأثير في العملية الأنتخابية وفي الطرق الأنتخابية المتبعة بما يخدم عودتهم ثانية ، غير ان من المتوقع ان تكون للشعب كلمة وصدى واسع وقد تختفي كتل وأحزاب كبيرة وتبرز شخصيات أخرى لم تكن معروفة على مسرح الحياة السياسية العراقية ، ولكن يجب على الجميع ، السياسيون والناخبون ان يضعوا مصلحة العراق وشعب العراق فوق كل أعتبار ، وعدم الركض وراء المصالح والأمتيازات الخاصة ،ومن اولى الأعتبارات وضع ضوابط متينة تتيح للمرشحين الكفوئيين بالترشح بعيد عن الحزبية والشخصانية التي لم تجلب للعراق سوى الأحتراب والتفكك في الوحدة الداخلية والأنشغال عن الهموم الحقيقية للمواطن العراقي .

Share |