النفط وأمة لاتمييز خيرها/ طاهر مسلم البكاء

Tue, 17 Sep 2013 الساعة : 17:35

النفط هو ذلك الشئ السحري الذي يحرك العالم منذ ان بدء يحتاج الى الطاقة لتشغيل مبتكراته من الأجهزة والألات ،أنه بلون اسود ولكنه بسنى يشابه الذهب وقد تفوق عليه ، وبدى في عصرنا محركا ً ليس للآلات فحسب بل للأنسان أيضا ً الذي بدى يقوم بكل شئ وحتى احتلال اراضي الغير وقتل اخيه الأنسان من أجل امتلاكه والسيطرة على منابعه .
وعلى اكتاف ارض العرب الممتدة من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي تغفو الملايين ، تجهل ما يدور حولها وفي السرايا والكواليس ،وينخدع شبابها بآوهام هي بعض من لعبة الأمم ، فيها ما يجلب لنا القتل ولدولنا الخراب ، ويندفعوا مجاهدين ومتترسين بأنواع السلاح وعدة القتل لقتل بعضهم البعض ،دون ان يدركوا من رأس الهرم، الأفعى التي تحركهم وتدير كل ذلك في اتجاهات تخدم مصالح الأعداء وتضر بعامة العرب والمسلمين .
تحت ارضهم يجري بحر من النفط الذي يغذي آلة العالم الحياتية والعسكراتية ،انه بلون اسود وسعر فاق سعر الذهب وسال لعاب العدو والصديق لثروته التي تغفو فوقها امة مفككة تنتشر الأمية بين صفوفها ويعشعش فيها الجهل ، وتتناقل الخرافات كمسلمات تؤمن بها وتقاتل في سبيلها ، ولأن الفقر يؤكل اطرافها ويعيش شعوبها في بلدانهم وسط الأزبال ويبحثون في القمامة وبالتالي اصبح من السهل تجنيدها ببعض من فتات ثرواتها التي لاتجيد اكتشافها والأستفادة منها رغم انها تحت رجليها ، فيستفيد منها غيرها ،حيث يقدر ما يستهلكه الأمريكي بأكثر مما يستهلكه العربي بمئات المرات .
و يبدو ان أمر الثروة لايعنيها بقدر ما هي مشغولة بتقليب صفحات التاريخ والعودة الى الاف السنين التي خلت لأيجاد أي بادرة أو سبب لتدعيم الخلاف والتقاتل والأحتراب وكأنها تحن الى ذلك الزمن الجاهلي التي كانت فيه قبائل بني عبس تغزو قبائل بني غطفان فتجندل ابطالها وتنهب أموالها وتسبي نسائها ، ولكنها اليوم ترتدي لباسا ً وبراقع جديدة ، فملك قبائل عبس اليوم مفتي صهيوني الأصل يرتدي عمة اسلامية يفتي بكفر بني عامر وحلة دمائهم على المسلمين كونهم لم يهادنوا اليهود الصهاينة الذين سلبوا فلسطين،ويوصمهم بأنهم مرتدون كفرة ،اما اولئك الصهاينة فيحلمون باليوم الذي يتخلصون فيه من رعاع العرب ويجلسون في ارضهم، ويدّعون انهم سيجيدون استغلال الذهب الذي يجري تحت ارضهم ،ويذكرون انهم يروا ويسمعوا ما لايستطيع العرب رؤيته وسماعه ، هم يذكرون انهم قادرون من اماكنهم ان يروا بريق الذهب الأسود ويسمعون هديره يملئ الكون ،وانهم في طريقهم الى سيادة العالم وادارته ، وجلوس منتظرهم على عرش العالم بات قاب قوسين أو ادنى، ولكن هذا لايتحقق لهم الاّ بأمتلاكهم هذه الثروة التي سيسيرون العالم من خلالها ، اما اولئك العربان الذين ينامون اليوم فوقه دون ان يروه أوينصتوا الى صوت هديره، فهم غير قادرون على تمييز قيمته وإدراك سحره ، انهم ببساطة شغفوا بتنفيذ فتاوى الدعاة الذين جندهم بنوا صهيون في سبيل قضائهم بعضهم على البعض الآخر ( نارهم تاكل حطبهم ) ولن يكون هناك ادنى حاجة لأستخدام أسلحة الدمار الشامل الصهيونية الفتاكة والمجهزة والمعدة على الدوام التي خزنها بني صهيون لأخافة العرب، و لأشعارهم على الدوام بنقصهم ان هم او بعض منهم تطرق الى امر صهيون ، انهم فقط مسموح لهم أن يكونوا أبطال مجاهدون ومحاربون من الطراز الأول ان تعلق الأمر بقتال بعضهم البعض ، ولكنهم وعلى طول مماحكاتهم مع الصهاينة كانوا جرذان خائفين ،خسروا جميع المنازلات السابقة ، وعزوا ذلك الى ان قوة عظمى تساندهم وتقف معهم هي امريكا ،ولم ينتبهوا أبدا ً الى حالهم ليروا أسباب النقص فيهم وتداركها فأزدادت حالتهم من سيئ الى أسوء ،وأخيرا ً توصلوا الى صفوة ما انتجه الفكر لديهم وهو ان يصطفوا مع الصهاينة ويأخذوا عنهم الأوامر والحكم . واعتبروا امريكا سيدا ً يتوجب اطاعته وتنفيذ ما يعهده اليهم من ادوار وفتاوى ضرورية ،كونه اليوم ولي امر العالم وبضمنهم اولئك العربان ، وحتى لو كان ما يعهد اليهم من أدوار هي ادوارا ً خطرة ،حيث يتوجب الأيغال في تشويه صورة الدين الأسلامي الحنيف وجريان الدم الأسلامي والعربي بغزارة ،وبالمقابل سيكون هؤلاء بمنجى من دعاوى الغرب المتحضر عن حقوق الأنسان وعن الحريات والديمقراطية ، فهم يرقعون ملكهم ويثبتونه على كراسي متحركة ويربطونه بأجهزة انعاش لأستمراره الى أطول مدة حكم ممكنة لكي ينفذ أكبر ما يستطيع من رغبات الأمريكان، ولتذهب الديمقراطية الى الجحيم ما دام الغرب راضي عنهم ، وهم متمكنون من كم افواه شعوبهم بما اعدوا من جهاز قمعي متمكن، وفيما هم يوصمون الأخرين بالتخلف والديكتاتورية ويبررون افعالهم بالعمل على تخريب دولهم ،يحتفلون وبتوصية صهيونية ، بسماحهم لأول امرأة تقود سيارة ومن يدري فقد تكون أحدى المجندات الأجنبيات في بلادهم .
وهكذا يستمر استغلال الصهاينة لبحر النفط الذي يجري في بلاد العرب ، وتسهيل العرب تعاملهم مع الصهاينة والسماح لسفاراتهم وسلعهم في ارضهم ولكن مسموح لأولئك العرب لعنهم والتحدث بجريمة اغتصابهم للمقدسات الأسلامية في الأعلام لتزويق المظاهر امام شعوبهم الموصومة بالجهل والتعصب ، وأيضا ً يستمر قتل العرب لبعضهم بطرق حديثة مطورة كالمفخخات واللواصق والأحزمة الناسفة والأسلحة الكاتمة ،ومعها يستمر تغذية الفتنة وتغذية لهيبها الذي يجب ان لاينطفئ حتى يموت آخر عربي يعيش على بحر النفط ،أنهم يريدون النفط بدون العرب .

Share |