لموقع القيادة -خصوصا المتصدية للشأن الاجتماعي والسياسي والديني- خصال وسمات متعددة ، ولعل من أهمها هي الرؤية الواضحة عند القائد والنظرة الثاقبة للأحداث ومجريات الامور في المجالات والمساحات المختلفة، وهذا ما نجده واضحا في الشخصية القيادية للرسول محمد(ص)، حيث عبر القرآن الكريم عن ذلك بلسان الرسول ( ص ) : " قل هذه سبيلي أدعوا الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني ".
وان صفة البصيرة او وضوح الرؤية هي واحدة من الصفات التي تجعل من القيادة قادرة على حمل الاتباع او الجمهور نحو الهدف الواضح وسلوك السبيل الواضح "على بصيرة"، فلا إبهام ولا غموض ولا لبس في تشخيص المواقف او اتخاذها فقد رود عن الامام الصادق( ع): " العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس ".
واود ان انقل موقف لنموذج من نماذج القيادة التي تتحلى بالبصيرة والرؤية الواضحة ، ينقل الشيخ محمد رضا النعماني في كتابه "شهيد الامة وشاهدها"، انه ذات مرة سأل "الشيخ النعماني" : السيد محمد باقر الصدر (رض) عن سبب موقفه الداعم وبقوة للأمام الخميني ( رض)؟ ، فأجابه السيد الشهيد باقر الصدر بقوله: " اني ارى صحة موقفي كما أراك ، وإن لدي وضوحا كالشمس يدعوني الى دعم تلك المرجعية ". ومرت الايام وشاء الله ان يتالق نجم تلك المرجعية وتنتصر الثورة الاسلامية في ايران بقيادت الأمام الخميني، وعندها قال السيد الصدر ( رض) للشيخ النعماني : "هل أيقنت بصحة رؤيتي".