البيروقراطيه ج1/المهندس علي العتابي
Mon, 16 Sep 2013 الساعة : 2:15

البيروقراطيه الاداريه :
Bureaucracy
البيروقراطيه هي مصطلح مشتق من كلمتين و معناها سلطة المكتب (أتخاذ القرار) ,تم مناقشة البيروقراطيه من قبل كثير من العلماء و المفكرين و لكل منهم أعطى تفسير حسب وجهة نظره و لكن على الاعم الاغلب أن ما أشترك في تفسيره أغلب العلماء أمثال فكتور تومسيس و ماركس و ويبر أنها الالتزام بالنظام الاداري و القوانين ألتزاما" حرفيا" و عدم الاجتهاد بالرأي من قبل الموظفين الصغار على العموم يعني أعتبار القوانين و تطبيقها كما هي بعيدا" عن العمل بروح القانون ,بينما أختلف المنظرين فيما بينهم حول أيجابيات و سلبيات هذا المنحى من النظام الاداري ,,
أعتمدت البيروقراطيه التسلسل اللهرمي لتوزيع المسؤوليات حيث أفاض المفكرين و العلماء في أعطاء التفاسير المختلفه لها و منهم فكتور تومسيس الذي عرف البيرقراطيه على أنها نظام دقيق لتسلسل السلطه و تقسيم العمل ,,,بينما عبر ويبر عنها بالقفص الحديدي الذي يكبر مع تطور المجتمعات,و بشكل عام يمكن ترجمة البيروقراطيه على أنها سلسلة الاجراءات المطوله التي تعمل حرفيا" وفق سلسلة القوانين و الانظمه المنصوص عليها في المؤسسة أو الشركه بعيدا" عن أي اعتبارات أخرى و التي تسمى في يومنا هذا في العراق بالروتين القاتل و الذي يعتبر أساس عمل أغلب مؤسسات الدوله التي على أحتكاك مباشر بحياة الناس و دوائر الخدمه العامه,,,
تعتبر نظرية البيروقراطيه الاداريه هي أحدى نظريات الاداره الكلاسيكيه حيث يعتبر ماكس فيبر من أوائل و أشد المنظرين لها ,حيث أن هذا العالم الالماني الاصل البروتستانتي الذي كان راهبا" قد ترجم حبه للبروتستانتيه الذي وصل به حد الاعتقاد بنجاح الرأسماليه في الغرب كان بسبب الفكر البروتستانتي و الذي أخرج منها هذا التنظيم المكتبي كنظام عمل,حيث عبر هذا المنظر عن البيروقراطيه بكونها مجموعه من الاسس الاداريه التي تخرج السياسه العامه للمؤسسه الى حيز التنفيذ الصحيح للاهداف,
و مما يذكر أن ماكس قد تبنى هذه المدرسه لما لاحظه من سوء أستخدام كبار الموظفين لسلطاتهم لعدم وجود سياق أداري و قواعد حاكمه للسلوك.
أن البيروقراطيه كنظام لا يوجد ما يعيبه و لكن الالتزام بالقوانين الحرفي بعيدا" الابداع بالنسبة لصغار الموظفين و عدم قدرتهم على التجديد و الابتكار و الاجتهاد خوفا" من العقوبات الاداريه الصارمه جعلها من الانظمه التي تقتل روح الابداع و تعتبر من الادوات التي تفتح الباب للروتين القاتل الذي يفتح الباب أمام الفساد المالي و الاداري حيث يضطر البعض لدفع الرشى لقضاء ألمعاملات المتوقفه بسبب السياق الاداري الطويل و الروتين المعقد الذي يحد و يقيد الموظف من الابتكار و التخاذ القرار الذي يراه مناسبا" خوفا" من مرؤسيه و لوائح العمل المعقده..
و يمكن سرد البعض من أيجابيات و سلبيات هذا النظام الاداري ب كأيجابيات يمكن أن نقر أن تقسيم العمل يتم على أساس التخصص و ليس العلاقات بالاظافه الى أعتماد التسلسل الهرمي للمسؤوليات حيث أن السلطه الادنى تخضع للسلطه الاعلى منها و لا نغفل أن القوانين و القيود المشدده تجعل العلاقه بين الموظفين رسميه بكل أشكالها بعيدا" عن العلاقات الاجتماعيه و بالتالي يتم تسيير العمل وفق القانون الاداري بعيدا" عن العلاقات الشخصيه أما مساوء البيروقراطيه فهي كثيره و منها نسرد أن الموظف الذي يعمل ظمن الاطار البيروقراطي سيعاني التجميد و قتل روح الابداع و يتحول الى موظف نمطي يبدأ يوم عمله بالوائح و ينهيه بها بعيدا" عن الابتكار و التجديد و تقديم المقترحات و هذا هو الفرق الجوهري بين التشكيل الحكومي و نظام العمل في الشركات التي تعمل في القطاع الخاص و التي تحث موظفيبها على تقديم المقترحات و أعتماد أنظمة العمل الحديثه التي تيسر العمل و تختصر الوقت بالاظافه الي تحويل الموظف الموظف من عنصر أبداع الى ماكنه تنفيذ قوانين حيث لا يستطيع أن يغير نمطية عمله و يقاوم التغيير و الحداثه التي لا يستطيع الاستفاده منها كونه يعمل ظمن أطر و قوانين محدده لا يستطيع التجاوز عليها كما نرى في أغلب منتسبي و موظفي داوئر الحكومه العراقيه و التي تكاد تخلو من الابداع و التطوير لاعتمادها النمطيه و التي حولت الموظف الى منفذ للقوانين فقط كما في فلسفة السياق العسكري لتنفيذ الاوامر المعروف لدى كثير من العراقيين و الذي يعرف ب ( نفذ ثم ناقش ) و يجب عدم الغفله الى أن النظام البيروقراطي الاداري يتسم بالبطيء في أتخاذ القرار للسلسله الطويله من المراجع و المسؤوليات و التي تؤدي الى هدر الوقت و في يومنا هذا يعتبر الوقت مال و خسارة الوقت تعتبر خسارة للمال و تأخير للاصلاح و التقدم المنشود من قبل المواطن و الحكومه في ظل التسارع العالمي نحو التطور و العمران ,,
في ظل وجود جيوش الموظفين المليونيه و التي تظم الكثير من الكفاءات و الخبرات و التي تعمل لحساب الجهد الحكومي العراقي لابد من خلق بيئة عمل و نظام أداري يحول الموظف من موظف تنفيذ قوانين و تسيير أعمال الى عنصر أبداع للحصول على نظام عمل راقي يعكس أبداعه لخدمة المواطن و يجعل من العراق بمصافي الدول المتقدمه و يجب دراسة سر نجاح الشركات الخاصه و أنظمة العمل الفنيه و الاداريه المعتمده و التي تختصر الزمن و تعتمد على عنصري الكفاءه و الخبره لتنفيذ أعمالها و تعمل على التطوير المستمر لكوادرها لما له من أنعكاس أيجابي على أنتاجية المؤسسه أو الشركه العامله,,,
المهندس علي العتابي