"تبعثرت أوراقي"/علي احمد الجبوري

Mon, 16 Sep 2013 الساعة : 1:35

تبعثرت أوراقي على قارعة الطريق ...
وتطايرت بين أوراق فصل الخريف ...
سكون , هدوء , ريبة , أنتضار المجهول...
أنتضار طرقة الباب الخشبي...
أوراق تتطاير وتتلفلف في زوبعات صغيرة ...
مشينا في جوف ذلك الليل الحالك...
والسماء نصفها مغطى بقطع الغيوم الخريفية ...
حيث يضيء فيها القمر تارةَ ويختفي تارةَ أخرى ...
حتى أحسسنا بأن القمر كان يراقبنا ...
مشينا ومشينا بحثاَ عن دفيءُ يأوينا ...
تبعثرت أوراقي فوق صفير الرياح ...
وتلاشت الكلمات وتناثرت أشعاري ...
وأنا تائه على قارعة الطريق المظلم ...
أرتجف خوفاَ وأرتعد برداَ...
لم أجد من يدفيني سوى خيالك البعيد ...
أمشي معك ولست أنت !!!
ابكي على صدرك ولست أنت !!!
أمشي معك وأنا وحيداَ..!
بعدها وجدت أنك في أحلامي..!
أكتب لك القصائد المجنونه والكلمات السحرية ...
وأنثر أوراقي الشعرية على قارعة الطريق ...
وأكتب الاشعار وأنثر الكلمات وانتقل من صفحة لأخرى...
فأجد كل ما كتبت اصبح متشابهاَ لأني لم أكتب سوى اسمك...
أنك تحتلين أفكاري وتمتصين رحيق أقلامي ...
أنك في العقل فكراَ وفي القلب شغفاَ...
وتبعثرت أوراقي في ظلمة طريق في عمق غابةَ...
أي غابةً هذه وكأن أشجارها تتكلم مع بعضها بلغة التراتيل ...
مخيفة مظلمة يسودها السكون ...
وسمائها تحتضن القمر الحزين ...
وشمسها رحلت وعانقت المحيط ...
وأنا الخائف المرتعب أبحث عن جحر ألوج به ...
فلجأت الى شجرة التوت ...
وأنا اتلمس جلدها الخشبي فأحسست بأسمك محفور عليها ...
فبدأت أتلمس وأتحسس أسمك بأناملي ...
لعلي أقنع نفسي بأنك معي ...
لا يهمني بمن كان حولي فأسمك يشعرني بالدفء والامان ...
فغربتي تقتلني من دونك ...
دعيني أقول لك ياحبيبتي ...
هل تعلمين ماذا يكون عندما تجن جنون الذكريات ؟
هل تعلمين ماذا يكون عندما يضيق الصدر ويرفض الهواء ؟
هل تعلمين ماذا يكون عندما تطول الليالي ولا يكاد ينفرج الافق ؟
وتبعثرت أوراقي على نهر صغير ...
أتذكرين عندما كنا نرى صورنا في ذلك النهر الصغير ؟
فأنا الان وفي هذه الليلة المريبة جليس ذلك النهر الصغير ...
انشر عليه بقايا أوراقاَ تحمل أسمك ...
فكل أوراقي تحمل أسمك ...
والان أسمك يتموج مع سمك فضي يتلئلىء على ضوء القمر...
وتبعثرت أوراقي في ليالي الانتضار القاتلة ...
ليلة خريفية هدوئها يعصر القلب ...
وأنت أين أنت؟ ألم ينتهي عصر الرحيل؟
جعلتيني شاعراَ عاشقاَ مدمن الشمعة والريشة والحبر...
مدمن النظر الى القمر والنجوم الساطعة ...
فقد سئمت برودة الليالي الشتوية المعقدة ...
وأشتقت أليك في شمس حارقة لأظمك في صدري...
حتى اشعر بلسعتها ولن يكون حلماَ بعد الان..!
فمتى تعودي؟
...وتبعثرت أوراقي...

Share |