واقع عراقي في مسرحية سوق هرج بطرح مباشر/حميدشاكر الشطري
Mon, 16 Sep 2013 الساعة : 1:33

كل شيء اصبح يتعامل بمكيالين اخذ وعطاء( فيد و استفيد )
الحصول على وظيفه لابد ان يضع في كفة الميزان الاخرى مبلغ كبير من المال والبحث عن السكن وحتى البحث عن شريكة الحياة ايضا لابد ان تدفع مبلغ لمن يساعدك في البحث عن هذه الشريكه لتمليء عليك البيت بهجة وسرور
كل شيء هنا يباع ويشترى حتى الذمم
انه اشبه بدخولك سوق هرج لشراء سلعه معينه فتجد السماسره والباعة المتجولين يحومون من حولك وعلى عشاق المسرح ان يجسدوا هذه الحالات والظواهر المدانه على خشبة المسرح من كون المسرح مرأة لحياة و(ابو الفنون )
فراحت نخبه ممتازه من شباب فرقة شباب ذي قار المسرحي وفي مساء يوم الجمعه المصادف13\9\2013قدمت هذه الفرقه باكورة عملها بمسرحية (سوق هرج ) تاليف واخراج علي عدنان الذي هو بن المرحوم الفنان عدنان عبد الصاحب الملا عمران
تم تقديم هذا العمل على قاعة ومسرح النشاط المدرسي حاضنة الثقافة والفنون التابع للمديرية العامة لتربية ذي قار ومن كون المسرح لم يتوقف على الرواد فلابد ان تتجدد بدماء جديد لاتمام مسيرة العطاء
تعودنا ان كل عمل لايمكن ان يكون كامل من جميع الجوانب فهناك السلب وهناك الايجاب ومن جانبنا ان نقيم الايجاب ونقوم السلب من اجل انجاح العمل لا ان نمسك معولا ونقوم بهدم الجهود المبذوله وبحقد
اعتمد العمل على تعددية المشاهد القصيره التي استخدم (الدم والفيض ) للفصل بينهما لعدم وجود جهه ممونة حتى لعمل ديكور بسيط
فكان لكل مشهد قصة يعيشها الانسان العراقي في وقتنا الحاضر وموضوعها هو البحث عن المجهول والامل المفقود لتكوين اسرة او ايجاد فرصة عمل او ايجاد دار سكن وهكذا يبحث بطل المسرحية (مخلد جاسم )عن الامل المفقود .
ان شخوص المسرحية ابدعت في تجسيد احداث العمل الذي يخلو من الذروة التي لابد ان يبنى المخرج هرمة نحو الوصول الى الغاية حيث اعتمد المخرج على المجموعة التي لم يستغلها بالشكل الامثل مثلما تعودناها وشاهدناها في اعمال مسرحية سابقه من كونها العمود الفقري للعمل وجاء العكس باستخدامها كاشبه بفرقة الانشاد او تقديم موشح وفي اغلب المشاهد تردد كلمات صاغها النص على وزن (مالج يبعد الروح دومج مجدره ) دون ان يحرك هذه المجموعه ويزجها قصرا في العمل لتكون دفة السفينه للربان اراد من خلالها اسقاط المالوف على الغير مالوف اتزانا لبناء هرمه الدرامي
بيد ان ترك خيوط مختلطه اتاه عايه راس الخيط ولم يفلح في هذا الاستخدام باستثناء مشهد البحث عن التعيين فقد نجح المخرج في تحريك مجموعته
ونصحا من محرر هذا النقد على المخرج عند استخدامه للمجاميع لابد ان يبني عليها الكثير باستخدامه الجسد والحركة وايماءة الممثل كي لايكون اشبه بقراءة النشيد الوطني
اما بشان المتممات الاخرى فانها لاباس بها وقد اسعفت العمل كالانارة للفنان جعفر الحداد والمؤثرات الصوتيه للاستاذ الشاب عقيل البدري وقد اضاف كل من مخلد جاسم وحسين سليم من خلال استخدام ادواتهما بالشكل المطلوب طعما لذيذ للنهوض في العمل بشهادة الحضور
فكره العمل كانت جيده ولكنها لاتخلو من المباشرة التي طالما تفسد متعه المشاهده
في نهاية العمل يوجد شخص(حسين سليم ) له نفوذ يحكم هذه الشرائح يشتري ذمم الفقراء من الشعب المغلوب على امرهم ولم يفلح العامه في مقاومة هذا المستبد الذي تتحداه الاراده والنصح من ذلك الشاب الذي يخرج من عامة الشعب بصحوة ضمير لينقذ الناس من هكذا بشر
شيء لاينكر من الوجود الواضحة المبذولة من قبل المخرج علي عدنان والممثلين اسامة رعد وعلي عبد الحسين ومحمد القاسم وموسى البدري ومهند جاسم وليث الحمداني وصفاء سعد شأنا منهما
بارك الله جهود كل جهة خيره ساهمت في انجاح العمل من توفير قاعة للتمرين اليومي كقاعة مقر الحزب الشيوعي العراقي _فرع ذي قار وقاعة عرض العمل كالنشاط المدرسي التابع لمديرية العامة لتربية ذي قار
خالص الشكر والتقدير للفنان جعفر الحداد باشراف ومتابعة هذا المنجز
املنا المزيد من فرقة شباب ذي قار المسرحي برفد الحركة المسرحية في المحافظة ومن الله التوفيق
