البغدادية وتجربة الصحافة الاستقصائية في العراق/علي شاهر

Mon, 16 Sep 2013 الساعة : 0:43

يدور الحديث اليوم في الشارع العراق وفي اروقة السياسة والاعلام و المهتمين بالجانب الثقافي والاعلامي ,كلام منه ماهو معلن ومنه ماهو همس, عن اسباب غلق مكاتب قناة البغدادية في العراق دون غيرها , مع العلم ان القناة البغدادية تجاهد وفي كل برامجها من اجل ايجاد التوازن والمهنية المطلوبة في الطرح والتحليل . ومن بين مايعلن عنه ويتم تداوله هو موضوع قضايا الفساد التي تطرحه وبقوة البغدادية ومن خلال تجربة ناجحة للصحافة الاستقصائية في برنامج اختير ان يكون استديوا التاسعه. ويبدوا ومن خلال قراءة ردود الافعال الشعبية والسياسية ان اطرافاً لها مصالح مباشره او غير مباشره في ايقاف بث هذا البرنامج . وبحكم درايتي كاعلامي ونقابي ان البغدادية تدفع ومنذ فتره ليست بالقصيرة فاتورة النمط الجديد للصحافة ( الصحافة الاستقصائية) وهو الذي دفعني ان ادخل وسيطا( كنقابي) على خط الازمة واشرح للذين يقبعون في غرف هئية الاعلام والاتصالات المبرده , ماذا يعني هذا الاسلوب وماهو مدى تاثيره. برنامج استديوا التاسعه ايها الاكارم هو اسلوب جديد يسمى بالصحافة الاستقصائية ,عادة ما تظهرالحاجه له في المجتمعات التي تعيش حالات الفساد والانحرافات . وبحسب المختصين بهذا المجال أن الوظيفة الأساسية لهذا الاسلوب الصحفي هي حراسة مصالح المجتمع وحمايته ومحاولة تقديم الحلول للمشكلات وكشف المستور لما خفي منها, وهي تعتمد بشكل أساسي علي التحقيقات الصحفية والمصادر المتعددة ويحاول الصحفي من خلالها الحصول علي أكبر قدر ممكن من المعلومات والتي تحتاج لفترة طويلة وجهد كبير ,هذا النوع من الصحافة يشكل جاذبية كبيرة للجمهور ويحظى باهتمامه، وهناك العديد من الأمثلة التي لعب فيها الاعلام الاستقصائي دورا في درئ المخاطر وحماية المجتمعات ولعل أشهرها عندما قامت صحيفتا الواشنطن بوست والنيويورك تايمز عام 1971 بنشر أوراق البنتاكون حول الدور الأمريكي في فيتنام وكشف الشعب الأمريكي المأساة التي أحدثها الجيش الأمريكي في فيتنام والأعداد الحقيقية للقتلي هناك، فقام الشعب الأمريكي بمظاهرات لوقف الحرب، هذا الدور الذي قامت به الصحافة أنقذ الولايات المتحدة من حرب كادت أن تدمرها، مع تحفظي على دور الصحافه الامريكية وتراجعها في كشف الحقائق في حرب العراق وعدد القتلي والمأساة التي تعرض لها الشعب العراقي. ولاننسى دور الاعلام في متابعة وكشف اسرار قضية( ايران غيت) وصفقة اسلحة كشف المتفجرات التي اثارتها الصحافة العراقية وكسبتها وبجداره حينما تمكنت من استمالة ود وتعاطف الشارع البريطاني وحركة الاعلام به لمتابعة القضية وكشف المتورطين بها ومحاكمتهم. هذا ماردتُ ان ابينه للساده في هئية الاعلام والاتصالات مع علمي المسبق بانهم لن يفقهو مانقول ونقصد’ فليس ذنب البغدادية انها سلكت واختارت هذا النمط الصعب الذي يحتاج الى مهاره وحرفيه عالية بعد ان تعذر على الاخرين الخوض فيه للافتقادهم الى الجراءة والمبادرة في تناول مشكلات المجتمع. لذا نطلب ونتوسم خيرا في زملائنا في هيئة الاعلام والاتصالات بان يعطو المساحه الكافيه للصحافة الاستقصائية في العراق ويدعموها وان يشجعوا الاخرين على اعتماد تجربة البغدادية في هذا المضمار ومن برنامج استديوا التاسعه انموذجا خيرا للصحافة العراقية الحره والهادفة .

Share |