صراع الايمان والمطامع في الاهداف السامية/عباس ساجت الغزي

Thu, 12 Sep 2013 الساعة : 19:11

لابد للسير في مشروع ما او هدف معين من الايمان بمبادئ ذلك العمل والثقة بإنجاحه مهما كلف الامر من التضحيات وعقد النية الصادقة على السير بهذا الطريق بعد وضع الخطط الاستراتيجية الكفيل بإنجاحه دون تعثر واتخاذ الطرق التي تكفل الوصول الى الغاية المنشودة باقل جهد واقصر وقت مع الحفاظ على مبادئ الهدف والمشروع من ان تحيد عن مسارها الصحيح وقبل الانطلاق التوكل على الله ومنه التوفيق في صالح الامور .
كما ان لاختيار الشركاء الدور الكبير في الوصول الى الغاية المنشودة من حيث الولاء المطلق ونكران الذات وتغيب المصلحة الخاصة بكل مسمياتها ابتداء من المطامع المالية الى التهميش وتسقيط الاخرين معه من اجل التسلق او التفرد للحصول على المقدمة دون وجه حق , وكل ذلك سبب رئيسي في انجاح اي مشروع او فشله في اي مرحلة من المراحل .
ومن الطبيعي ان يواجه اي مشروع وبالخصوص ان كان وطني ومهني وانساني ناجح هجمات خارجية من بعض المتربصين بأدوات النجاح من اجل عرقلة مسيرته او القضاء عليه قبل بلوغ الهدف والغاية وكلنا يعرف ان كل متحرك مستهدف وان اكثرهم للحق كارهون , وهنا يعتمد النجاح واكمال المسيرة على تماسك اعضاء ذلك الفريق وعدم السماح للأخرين للتدخل بشؤونهم وتفرقتهم بوسائل الخداع التي يجيدها المتلونين من اصحاب النفوس المريضة .
فتتولد عن ذلك الصرعات التي تبطئ المسير , وحينها يتطلب الوضع زيادة في الجهد وضياع الوقت واختلاف النيَّة التي ينشأ عنها معوقات القدر ( كل عمل مرهون بالنيَّة ) واختلافات كبيرة بين اصحاب المشروع قد تؤدي الى الانسحابات الفردية وحتى الجماعية ليفقد المشروع قيمته السامية وسط تلك الاشكاليات فتكثر الاقاويل بشرعيته ولحمة اصحابه وبالتالي يفقد الكثير من المؤيدين والمناصرين فيبقى يراوح في مكانه ليكون مصيره السبات العميق ولا يحمل من معانٍ سوى الذكريات الجميلة عن بداية انطلاقته .
فالهدم يبدأ بحدث بسيط كإساءة بقصد او دون قصد وسرعان ما يتسع كالهشيم في النار لترى ان الاهداف والقيم ذهبت ادراج الرياح بسبب جهل البعض واخذ البعض العزة بالإثم ليتمسك بخطئه , واكثر الاسباب قتل للقيم والمبادئ السامية هو المال والمطامع ونطلق عليها المادة حين تستغل لشراء الذمم او تولد التصارع وتبادل التهم بين اصحاب المشروع او الجري ورائها بدل الاهداف والمبادئ .
وآلة الرئاسة سعة الصدر ويختار الرئيس على اساس حكمته في التعامل مع المواقف فتارة تراه يغض النظر عن بعض الهفوات البسيطة من الاصحاب ويحاول معالجتها بحكمة وروية ببعض النصح والارشاد والتقويم , لكن هنالك امور تحدث تثير حفيظة العاملين لشعورهم بغبن لعدم وجود العدالة , وحين تصدر الاخطاء من المؤسسين لذاك المشروع فتلك الطامة الكبرى في اكمال المسير , لذا في هذه المرحلة تتطلب الحكمة من الرئيس اتخاذ قراراً حاسماً من اجل الحفاظ على المشروع .
عباس ساجت الغزي   

Share |