القلب الاسود لاتجليه الايام/صبيح الكعبي
Thu, 12 Sep 2013 الساعة : 1:12

مشهود رجل يافع كريم النفس طيب الخلق قوي العزيمة عظيم الهمة لم يعرف المستحيل بحياته
لماتربى عليه من خشونة وجهد , سلاحه المعول والمسحاة لحراثة الارض وشق
سواقي الماء فيها لتروي جذورها وينعش خضرتها ويبث الحياة في اوراقها لتكون ظلا وتورق
ثمرا يأكل الناس منه ويعتاش عليه بكسب رزقه الحلال , ينحدر من قبيلة بني سعيد العربية
في منطقة المحاويل التابعة لمحافظة الحله , بعد شحة الماء وجدب الارض وقلة الرزق , قرر ان يرحل منها ليبحث عن سبب اخر للعيشليجد ضالته في منطقة اللطيفية شاحة /1قبل عشرين عاما
من تاريخنا هذا تسكنها عشائر الجنابيين والغرير والعبيد المعروفة باصالتها وكرم ضيافتها
واستمرت حلقات مسيرته
بهذه الارض متنقلا مع زوجته واولاده ليبدأ مشواره من هناك لتوفير لقمة عيشه بارض
تعود لواحدة من العشائر التي ذكرناها , لم يشعر بالغربة او العزلة بين سكان ارضه الجديده لما
وفروه له,عمل مع عائلته خلية لاعمار الارض واصلاح مادمرواصلح مافسد وكانت القرية بديلا عن اهله ومحبيه الذين غادرهم لكسب رزقه وبناء مستقبله ,
وكانت موطنه وعمق جذوره وعشق روحه ولهفة فؤاده مشاركا اهلها فرحهم وحزنهم , توسعت عائلته ليكون بدل البيت الواحد ثلاثة بعد ان كبروا اولاده وخلفوا احفادا , وهم لايعرفون غير هذه الارض لهم ملجأ وعمقا ولسكانها اهلا , وما ان حل عام 2006 وبدأت عمليات
العنف والتهجير والقتل حتى ( سلم بريشاته) وغادر ارضه عائدا لموطنه الاصلي بعد ان تنكر
الجيران له , وبقي هناك حتى عام 2013 ليعود لارضه جدبة لا كلاء فيها ولاحياة ليبدأ مشواره من جديد , الاان الحقد يكبر والقلوب السوداء لايمكن جليها واعمال
الخسة بين حنايا صدورهم موغرة بحقد اسود حتى الثمالة ليفاجئوه في ليلة ظلماء بانواع الاسلحة
وكأنهم قد استعدوا لمعركة مصير و تحرير موقع و غسل عاربعشرين رجل من المسلحين , وانهالت عليهم من كل حدب وصوب نيران الغدر لتنفذ حكما لاتبقي ولاتذر وتحيلهم جثث هامده واجساد مسجاة واشلاء ورؤوس منحوره اختلطت فيها الاشلاء و لم يكتفوا بذلك
بل عمدوا بخناجرهم ليبقروا بطن أمرأة حامل ويقطعوا مشيم غذائه ويقصوا سبب حياته ويضعوه على جثة صدر امه بعد ان اوغروا حرابهم في بطنها ليخرجوه من بين احشائها ويحرقوه بعد ان سلبوا روحها . وملؤا الدور بمواد شديدة الانفجار
ليهدموها وتكون جثثهم تحت الانقاض ليقطعوا كل أمل لهم بالحياة ويغلقوا اية وسيلة كان بالامكان لو توفرت لنجدتهم ان يعيشوا . اين حقوق الجيرة لمن بيته يلاصقهم وسمع استغاثتهم؟
سؤالنا الاخر اين كانت القوات ساعة وقت الحادث وهل من المعقول الانتظار لصباح اليوم الثاني ليشاهدوا الجريمة ويتباكوا على اطلالها ؟ عشرون نفرا ذهبوا لربهم بدون ذنب يذكر او عمل مشين ارتكبوه سوى انهم سكنوا بعيدا عن ملاذهم وابناء قبيلتهم .
نطالب بالرد الحاسم والقصاص العادل من الجناة وان لاتكون منطقة اللطيفية ملاذا للمجرمين
والسفاحين وان تحل العقدة التي يصعب حلها وطريقا لموت الابرياء .
الكاتب والاعلامي
صبيح الكعبي