الارهاب ومتبنياته/سليم صالح الربيعي

Thu, 12 Sep 2013 الساعة : 0:57

الارهاب شبكة عالمية تمويلا وتنظيما وحركه, وهذه الشبكه الحركيه الواسعه تكشف عن وجود حاله واسعه من التعاطف والاسناد والتمويل لها, وكذلك لهذه الحركه خطاب سياسي قوي وفعال,وهو من الخطابات السياسيه المعاصره التي لها حساب خاص ـ دولياـ في ميزان القوى وهذه من ايجابيات المجتمع الدولي ان يكون متحسب لها باخذ الحيطه والرد السريع على افعالها.
اما ماهية هذه الحركه فهي حركه غير مرئيه ـ تتحرك تحت الارض بعيدا عن الرقابه العامه والنصح والنقد,ولذلك فهي معرضه دائما لأختراقات امنيه وسياسيه كثيره ,كما هي معرضه لتحريفات فكريه اسلاميه ثقافيا وسياسيا ،كما هي معرضه لتوجهات سياسيه انفعاليه وغير موضوعيه ,نحن قد شخصنا ماهية الحركه او الارهاب والدليل على ما نقوله الحاله التكفيريه الحاليه لهذه الحركه,رفض الغير,وعدم الاعتراف بالاخرين والحلول الانفعاليه للمشاكل السياسيه للعالم الاسلامي,واندفاعها نحو الارهاب غير الشرعي لان هناك في الارهاب حاله مشروعه يشير اليها تعالى في قوله(ترهبون به عدو الله وعدوكم) والغير المشروع في الارهاب كالتي يمارسها هؤلاء في العراق وسوريا وباكستان وافغانستان ومصر ولبنان والبحرين ودول اخرى من قتل للأبرياء واثارة الفتن الطائفيه.
ففي العراق مثلا تجري حوادث كثيره لاتحصى من القتل والتخريب والذبح,وبشكل خاص في الاوساط الشيعيه وفي كل الاوقات وخاصة في مناسبات اهل البيت(ع) من دون اي مجوز شرعي ,من اجتهاد اورائ من ارائ فقهاء المسلمين , ويتم ذلك تحت عنوان تكفير المسلمين واستباحة دمائهم ولا تنفي الحركه الارهابيه مسؤليتها من هذه الاعمال.... بل تتبناهاوتدافع عنها ونرى في المقابل ان بعض المسؤولون الذين يتبنون الفكر التكفيري الغير معلن وذو نزعه طائفيه واضحة يصيبهم الصمت ولايرد على ذلك الارهاب ولو بكلمه تجاه طائفة كبيره من ابناء الشعب العراقي وما حصل في اللطيفيه من ذبح لعوائل بالجمله ترى الوقف السني وكل مسؤول من ذلك الجانب لم يصرح بأن ذلك عمل اجرامي وأنما اخذ الصمت والسكوت مأخذه من اقوالهم وذا دليل رضا عما يجري . هذه الافعال ايضا تجري في باكستان وافغانستان من قتل للمكون الشيعي في تلك البلاد وتخريب المساجد والبيوت واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم تحت عنوان التكفير وهو عمل عشوائي انفعالي ,لايقوم على اساس علمي او موضوعي في اي مذهب او رأي او جتهاد في مذاهب الفقه الاسلامي .
ان هذه الاعمال تهدد بأشعال الفتنه الطائفيه بين المسلمين التي لاتبقى ولاتذر على شئ.ويعرض للخطر كل الجهود التي يبذلها العلماء المصلحون من الفريقين بجمع الشمل وأعادة الوئام والانسجام والتفاهم والتعاون ورص الصف الاسلامي امام تحديات كبيره تريد بالأسلام والمسلمين السؤ . أن التكفير حاله ثقافيه خطيره وفهم محرف للاسلام ,والغاء النصوص الاسلاميه الصحيحه والصريحه التي تحكم بعصمة دماء المسلمين واموالهم واعراضهم وتمنع من رميهم بالكفر ونفي صفة الاسلام عنهم .ولان هذه الحركه لها اهتمام دولي يتضح ولايمكن ان يستبعد او تنفي ان تكون مخترقه من قبل الاجهزه الامنيه للدول الكبرى و الممول الرئيسي لها فأن الفتن الطائفيه التي تثيرها هذه الجماعه في ما بين المسلمين في العراق وسوريا وافغانستان وباكستان وسائر البلاد الاسلاميه الاخرى يخدم اهداف اعداء الاسلام بالتأكيد ,ولايرضيهم ولايسرهم شيء كما يسرهم ان تشتعل نار الفتنه داخل الساحه الاسلاميه .حيث تم ملاحظة ذلك في اثناء وجود القوات المحتله في العراق فأنهم يميزوا بين نوعين من الارهاب .الارهاب الذي يمسهم والذي يمس الناس ,فأنهم يواجهوا الذي يمسهم بقوة وعنف ويتغاضون ويساعدوا الارهاب الذي يمس الناس .ونلاحظ اليوم ان هذه الحركه تقدم صوره مشوهه عن الاسلام وليس الاسلام ماتعكسه هذه الحركه من خلال اعمال العنف والقتل وصور الارهاب في العالم , ولاننفي نحن عن الاسلام استخدام القوه لازالة الفتن وتقرير التوحيد والعدل على وجه الارض (وقاتلوهم حتى لاتكون فتنه ويكون الدين لله) .الا ان الممارسات الارهابيه التي تمارسها هذه الفئه الضاله تختلف اختلافا واضحا عن القوه التي يتبناها الاسلام ليحق الحق ويبطل الباطل على وجه الارض .
كذلك ان العقليه التي تقود الارهاب في العالم عقلية مدمره لايصلح ان تحكم او تقود العالم وخاصة العالم الاسلامي,فلايمكن ان يحكم العالم اليوم عقل كالذي يحكم اليوم في السعوديه والبحرين وافغانستان(طالبان)وفي سوريا ارهابيي الجيش الحر وكذلك القاعده ومالف لفهم الذي يقوم اساس عملهم على التخريب والقتل وستباحة المحرمات في الدول الاسلاميه.ان امريكا راعية الارهاب تقود حمله ظاهرا ضد الارهاب وترصد مليارات من الاموال للحد من خطرها لان الارهاب مسها في عقر دارها لكننا نعتقد ان امريكا فشلت وسوف تفشل في مكافحة الارهاب في العالم وذلك لان السياسات الخارجيه للولايات المتحده الامريكيه والانظمه المرتبطه بها في العالم الاسلامي مثل السعوديه وقطر هي واحده من اسباب ضهور الارهاب في العالم .
ان أمريكا تغض الطرف عن القوه النوويه الهائله لاسرائيل والتي تقدر ب300رأس نووي وتمارس ضغوطا وتهديدات واسعه اعلاميه وسياسيه على الجمهوريه الاسلاميه في أيران ,لانها تعمل للاستفاده من الطاقه النوويه بدل النفط ,للاحتفاظ بالثروه النفطيه للاجيال القادمه .
ان هذه السياسه(الكيل بمكيالين مختلفين في المنطقه الاسلاميه)لاتخفى على احد, ولاتمتلك الولايات المتحده اي توجيه معقول لهذه السياسه اللامنطقيه التي تمارسها بالقوه والارهاب في منطقة الشرق الاوسط وهي بالذات من اسباب ضهور الارهاب في العالم.
ان اسباب علاج هذه الضاهره هي معالجة مسألة الاستبداد السياسي في طائفه من الانظمه الحاكمه في المنطقه ومعالجة مسألة الاحتلال في الدول الاسلاميه وخروج خطاب محدد من الحركات الاسلاميه على رفض الارهاب بكل صوره والمسبب فيه ,ولاتكفي الممارسات الامنيه لعلاج هذه الظاهره الواسعه اذا لم تقترن بحلول ومعالجات سياسيه وثقافيه

Share |