سوريا وتداعيات الضربة المحتملة/عقيل العكيلي
Tue, 10 Sep 2013 الساعة : 19:14

قد مضت على الحرب الداخلية في سوريا اكثر من سنتين ونصف السنة الحرب , التي اشتركت فيها العديد من المجاميع الاسلامية المتشددة كجبهة النصرة و الجيش الحر ضد نظام بشار الاسد , والمعارضة المسلحة تتلقى باستمرار دعم الخارج من الولايات المتحدة وقطر والسعودية وتركيا بأنواع الاسلحة والاعتدة , وبالمقابل فإن نظام الاسد واجه الثورة المسلحة بكل شراسة بالقصف الجوي والاجتياح البري على المدن التي يتواجد فيها المسلحين , ويحاول احد الطرفين من النظام والمعارضة السيطرة او استعادة السيطرة على المناطق التي تشهد المعارك والاظطرابات الامنية و طبعا على حساب ارواح المدنيين و تدمير مساكنهم ومدنهم التي غدت حطبا لنيران المعارك الدائرة باستمرار , حيث ان هذا الوضع الداخلي المتأزم رغم الدمار والقتل الذي يحدث بمعدل يومي الا انه يأخذ اطار جغرافي محدود داخل الحدود السورية وبعض المناطق الحدودية القريبة من سوريا , مثلا في لبنان بمدينة طرابلس التي نشبت نزاعات بين مؤيدين للنظام واخرى معارضة , لكن حالما تقوم الولايات المتحدة وبعض الحلفاء بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا ستكون هنالك عواقب تضر اغلب دول المنطقة و خصوصا دول الجوار مثل لبنان و العراق الذي يشهد مشاحنات طائفية , وهذا رأي افاد به الكثير من الخبراء وعدد من زعماء الدول . حتى ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اراد ان يشرك بريطانيا بالحرب المخخط لها ضد سوريا لكنه قوبل بالرفض القاطع من قبل مجلس النواب الذي ادرك خطورة الحرب و فضل الحل السياسي وان بريطانيا نادمة بحرب العراق التي خرجت منها منتكسة وخاصة في الجنوب العراقي , حيث ان قائد القوات البريطانية قال ’’ ان القوات البريطانية خرجت من البصرة ورايات جيش المهدي ترفرف بالنصر ’’ .
ومن جانب آخر انطلقت اصوات التهديد والوعود بالرد والحرب المفتوحة , بشار الاسد صرح قائلا ان كل فعل محتمل تنفيذه في حال توجيه ضربة ضد سوريا وايضاً حذر السيد حسن نصر الله اسرائيل والولايات المتحدة و من يقف معها ان الحرب ستكون اقليمية اي انه قد لمح بالتهديد بدخول الحرب ضد من يشن هجمة ضد سوريا التي هو يعتبرها بوابة المقاومة ضد التحالف الامريكي الاسرائيلي البريطاني , يشير مختصون في الشأن العسكري ان سقوط نظام بشار الاسد سيؤدي قطع طريق الدعم الايراني عبر سوريا الى حزب الله وبالتالي سيؤدي الى اضعاف قدرة المقاومة ضد التهديدات الاسرائيلية للبنان فهذا قد جعل من السيد نصر الله يزج بعناصر حزب الله للقتال بجانب الرئيس بشار الاسد بحربه ضد مسلحين المعارضة الذين ينتشرون في اغلب المدن السورية و عناصر حزب الله يتميزون بالامكانيات القتالية العالية التي مكنتهم بمساعدة الجيش السوري بنجاحات ميدانية عديدة خاصة معركة القصير المهمة التي ابدوا فيها قدراتهم بكل انواعها . في العراق اعلنت الحكومة ان القادة السياسيين قد اتفقوا على رفض التدخل العسكري في سوريا ودعت الى الحل السياسي للازمة واشارت ان الضربة ستعمل على الاخلال بالمنطقة , روسيا وايران والصين وايطاليا حذرت ايضا من توجيه ضربة عسكرية و اقترحت التفاوض والحوار بين النظام والمعارضة . اما على مستوى الشعوب فقد خرجت الكثير من الجماهير بتظاهرات كبيرة ورفعت شعار السلام ’’ لا للحرب ضد سوريا نعم للسلام ’’ , ان اغلب مجتمعات الشعوب في العالم لا تتفق مع سياسة حكوماتها العسكرية من ضمنها شعب الولايات المتحدة الذي طالب بعدم التدخل الدموي و تكرار ما حدث من مأسات حرب العراق وافغانستان التي خلفت الكوارث الانسانية .