الجنة الموعودة و ونشر الأرهاب/ طاهر مسلم البكاء

Tue, 10 Sep 2013 الساعة : 16:09

نعم أنه عصر جديد يبهر بما يبرز كل لحظة من مبتكرات ومخترعات جديدة ، أن العالم يتطور بالماكنة والتكنلوجية الحديثة ووسائل الأتصال والتقنية في كل المجالات ولكن الأنسان يثبت ،مع الأسف الشديد ، أنه لايزال ذلك الأنسان المتوحش الذي كان يخرج من كهفه حاملا" سلاحه لغرض كسب قوته وأشباع رغباته حتى ولو ادى ذلك الى قتل اخيه الأنسان ،ولاتزال شريعة الغاب هي السائدة الى يومنا هذا ،حيث الصراع من أجل البقاء والقوي يؤكل الضعيف .
أن أنسان اليوم ،برغم كل المسميات التي يجمل بها صورته يظل هو ذلك المتوحش الذي استبدل الكهف بما وفرته له التكنلوجيا من مساكن حديثة مرفهه ،ولانبتعد عن الصواب أذا قلنا انه اشرس وأكثر وحشيه من سلفه أذا ما أخذنا بنظر الأعتبار أن الأنسان القديم معذورا" في ممارساته انذاك كونه لم ينل من التنويربعد ولم تصله الشرائع السماوية ،ولم يتعلم الدين والأدب والحكمة في مدارس ولم تهذبه الفنون .
ولكن ماعذر أنسان اليوم الذي يقطع آلاف الكيلو مترات ، متترسا" بأحدث
تكنلوجيا القتل المتطورة، ومرسلا" أحدث أسلحة الفتك والدمار الى أخيه الانسان ،متذرعا" بذرائع ظاهرية واهية ولكن هدفه الحقيقي واضح وهو الحصول على ما في يد اخيه من غنائم بعد ان تسقط آلاف الجثث وتسيل الدماء بغزارة وتصل الأحقاد الى ذروتها ،ثم ينتشي متبجحا" بالنصر وأمتلاك ثروات الأخرين وقهرهم !، أنه نفسه ذلك الجاهلي المتوحش الذي كان يلعب برمحه ويرتجز الشعر بعد نجاحه في القتل !
إفتراس جديد
ـــــــــــــــــــــــــــ
الآن يتهيأ الحلف الغربي لغرز انيابه من جديد في فريسة منهكة أخرى ، تدخل الغرب وبنفس طرقه الملتوية السابقة في شل حراكها واستنزافها و جعل شعبها يتشرد ويترك دياره وحياته الكريمة سواء بالترغيب أو بالترهيب ، وقد امتلئت سوريا بالآف المرتزقة المتوحشة التي تأكل لحوم البشر وتنبش القبور في مشاهد فضيعة شاهدها كل العالم كما أكدت فصائل مهمة منهم انتمائها الى تنظيمات القاعدة وبالمكشوف ولم يعترض الغربيون ما داموا سائرين بنفس الطريق ، وقد اصبحوا هم أهل الدار والسوريون بين مهجر وقتيل ونازح !
التناقض الغربي
ـــــــــــــــــــــــ
في وقت يدعي الغربيون دعم حقوق الأنسان ،وحركات التنوير ، نجدهم يهدمون بلدانا ً بأكملها على رؤوس أهلها ،ويشعلون حروباً ً لايقبلها الضمير الأنساني ، أنهم لايريدوا ان ينسوا أنهم من خاض أقذر حربين عالميتين في العقد القريب ، الحربين العالميتين الأولى والثانية ، والتي بلغت ضحاياها الملايين من البشر ، ورغم ادعائهم العصرية والحداثة والتقدم وهذا ما يبرز في مالديهم من تكنلوجيا وعمران إلا ّ أن عقد التوحش وشريعة الغاب لا تزال تحاصرهم في تصرفاتهم وطرق تعاملهم مع الآخرين ، فلا ينشدون المصالح بالسياسة وحسن التعامل والأعتراف بحق الأخرين في الحياة الكريمة ، بل ينشدونها في الدسائس وكم الأفواه والسيطرة كليا ً على الآخرين وعلى ثرواتهم ،وهم اليوم يفضحون مبادئهم أمام العالم وأمام شعوبهم بمناصرتهم فئات ظلامية تنتهج أفكار متخلفة ليس لها وجود في المجتمع الغربي مادام هذا الطريق يخدم أهداف الغرب وحلفائهم الصهاينة ومصالحهم في المنطقة .
توزيع للأرهاب
ــــــــــــــــــ
ان الواضح لحد الآن من الجنةالغربية التي يدعون لها هو أنتشار الأرهاب وما يعرف بتنظيم القاعدة في جميع الدول التي أثيرت وقلبت أوضاعها بأسم الثورة والتنوير ، فمن تونس التي بدأ يظهر فيها نوع مبتكر من الجهاد هو جهاد النكاح ،حيث تذهب التونسية الى سوريا لممارسة الحهاد الجديد والحصول على الأجر والثواب وهذا ما لم يحصل من قبل حتى في الكفاح المصيري ضد الصهاينة الذين يسلبون اراضي العرب المقدسة !، ووفي تونس ايضا ً بدأ ت التنظيمات الأرهابية تنتشر انتشار النار في الهشيم ، والى ليبيا حيث انعدم الأمان واصبح القتل بسيطا ً ميسرا ً وانتشرت اللواصق والمفخخات ومن قبلهم العراق الذي أخذ في الأونة الأخيرة يتصدر الجميع في ضحايا القتل والمفخخات واستهداف وحدة البلاد وتعايش ابناءه ،ونزف المصريون ولايزال ينزفون بغزارة وهم يعيشون احلاما ًوردية بثورة تحقق الآمال وتجلب الجنة الأرضية وبدأت تظهر تنظيمات تدعو للقتل والفتنة لم يكن يسمع بها المصريون سابقا ً والسوريون أصبحوا موضع حديث العالم بعد ان نزحوا من ارضهم واصبحوا مهجرين ولاجئين تعطف بحالهم الدول ويخوض بداخل بلادهم المرتزقة وتنظيمات القاعدة قتالا ً مريرا ً لتثبيت بشائر الجنة الغربية الموعودة !

Share |