قصة... قانون في عصر الغيبة/عباس عكله

Sun, 8 Sep 2013 الساعة : 22:53

يروى أن هنالك شاب أشتد فاقته وسئم عيشه وضاقت به الدنيا ذرعا وفكر أن لاجدوى أما مه سوى الانتحار ....فصعد على سطح بيته ورمى بنفسه الى الارض فوقع على رجل عجوز مار في الشارع ومات الرجل العجوز ولم يمت الشاب .. فطالب أبن الرجل العجوز بحقه من هذا الشاب لكونه قد قتل والده فطالبه ان يأخذه الى القاضي .
أخذه الى القاضي وفي الطريق ألتقوا بشخص يتشاجر مع زوجته وهي حامل فصار بينهما ليفكهما من الخناق فسقطت زوجة الرجل فأسقطت حملها .... فطالب زوج المرأة بحقه من هذا الشاب لكونه تسبب في أسقاط ولده !!!!
قال له الشاب انا ذاهب الى القاضي مع هذا الرجل فلتذهب معنا ليحكم بيننا فرافقوه الرجل وزوجته مع أبن الرجل العجوز الذي قد تسبب بموته وفي طريقهم رأو شخص يجر بثور له قد وقع في حفره ويحاول أخراجه منها ....وكعادته تدخل ذلك الشاب ليقدم االمساعدة فسحب الثور من ذيله فانقطع ذيل الثور بيده .... فصرخ صاحب الثور وقال واويلاه!!!! لقد جعلت ثوري ابتر فمن يشتريه مني وهو بهذا الحال !!! وطالب الشاب بتعويض عن الضرر الذي ألحقه بثوره ....
قال له الشاب .... أذهب معنا فكل هؤلاء لهم حقوق عندي سنحتكم عند القاضي !!!
فذهبوا جميعا الى القاضي ...
التقى الشاب في الطريق بصديق قديم لوالده يسكن قرب المحكمة فهمس باذنه وقال له لك عندي امانه من والدك وهي كيس كبير من الاموال ...!!!!
قال الشاب خافضا صوته اصمت اصمت !!!! كل هؤلاء الذين معي قد سيروني للقاضي ليقتص مني ويطالبونني بديات وتعويضات واذا سمعوا بالمال تشبثوا بي وذكروا الامر للقاضي ...
قال صديق والده للناس حسنا هذا بيتي واذهبوا اليوم فالمحكمة انتهى وقتها وتعالوا غدا لتاخذوا حقوقكم من صاحبي وانا ساكون ضامنا لبقاءه عندي الى غد ...
أنصرف المطالبين حسب الاتفاق والموعد ..
حينما اجتمع الشاب مع صديق والده اخبره صديق أبيه أنه يعرف القاضي شخصيا وسيوفر عليه الخوف من الحكم والقصاص !!!! فرح الشاب بالفرج الذي حل عليه من اموال ومعرفة شخصية بالقاضي ...
ذهبا ليلا الى القاضي واخبراه بما جرى على الشاب فقال القاضي .. لاعليك مااريده منك غدا هو أن تقول .. عبارة من أين لي المال ؟ ومن يعطيني ؟
وحين حل الصباح حضر الثلاث وهم ولد العجوز الميت وزوج الحامل التي سقط جنينها وصاحب الثور أمام القاضي ... وقبالهم في القفص الشاب المتهم !!!!
فقال القاضي للاول قص قصتك ؟
قال ولد العجوز..سيدي القاضي بينما والدي مارا في طريقه وهو شيخ كبير مسن فأذا بهذا الشاب رمى بنفسه من اعلى البيت فسقط على والدي وقتله !!!
قال القاضي للشاب وماتقول .... قال سيادة القاضي انا سئمت الحياة واردت الانتحار فانتحرت فسقطت على هذا الشيخ فمات !!!
قال القاضي ...عليك دفع الدية لولد الشيخ المسن !!!
قال الشاب كما وصاه القاضي ....من أين لي المال ؟ ومن يعطيني ؟
قال القاضي أذن فلتصعد يأبن الشيخ المسن على اعلى داره وترمي بنفسك من السطح وسوف يمر الشاب بنفس الطريق الذي مر به والدك لتقتله بنفس الطريقه !!!!
قال أبن الشيخ العجوز ....ومن يضمن لي أني سوف اقع عليه ومن يضمن انه لايهرب ومن ومن ..... سيادة القاضي اني متنازل عن حقي !!!
قال القاضي .... أذن أدفع ثلاثون دينارا بدل أشغال للمحكمة والقانون ... فدفع وخرج
ثم قال للثاني مامشكلتك مع الشاب ؟
قال سيدي كنت اتشاجر بالشارع مع زوجتى وفجاة تدخل هذا الشاب بيننا وسقطت زوجتى وأسقطت جنينها وقد حرمني فلذة كبدي !!!!
قال وماتقولايها الشاب ؟
قال الشاب ...سيدي ارتدت أن أتدخل بينهما بالمعروف وأفك خناقهما فسقطت ومات من في بطنها !!!
قال القاضي .... عليك دفع الدية لوالد الطفل الجنين ؟
قال الشاب وحسب الاتفاق ...من أين لي المال ؟ ومن يعطيني ؟
قال القاضي .... اذن خذ زوجة الرجل بعد أن يطلقها لتتزوجها وتنكحها وتاتي بها حامل ليقوم باسقاط جنينها لتوفيه حقه !!!!
قال زوج المرأءة .....لا ياسيدي كيف أفرط بزوجتي وكيف اعطيها له كل تلك الفترة وكيف وكيف .... أني متنازل عن حقي !!!
قال القاضي .... اذن ادفع ثلاثين دينارا بدل مشاغلتك المحكمة بقضية تافهة .... فتنازل ودفع !!!!!!
سمع صاحب الثور ورأى بعينه حكم القاضي وماجرى في القضايا التي قبله ,,,,,
فقال له القاضي انت صاحب الثور ماقصتك وماهي مشكلتك ؟؟
قال صاحب الثور ... لاياسيدي عندي ثور له ذيل قديم جدااااااااا فحال أن مسكه هذا الشاب وبلطف فقد انقطع لكونه قديم وليس للشاب من ذنب ...!!!!!!!!
فقال القاضي .... اذن ادفع 30 دينارا وانصرف .... فدفع وانصرف
الحكمة من ذلك .... نحن في زمن القانون الوضعي اي الذي وضعه الناس ونبحث مع من يخطؤن معنا أمر الحق او أدق التفاصيل ولانرضى بالجزئيات او بالتسامحات أو بالعفو ظنا منا اننا سوف نحصل على مانريد او نعوض ماحل بنا ..... ذلك قد لايتحقق وكثير جداااا جدااا ممن تساهلوا وعفوا لارغبة منهم بالعفوا بل قناعة منهم في عدم استحصالهم حقوقهم كاملة لذلك تركوا وتنازلوا عن بعض حقوقهم فدولة العدل الالهي مخزونة في الغد على يد منقذ البشرية الامام المهدي ارواحنا فداه فهو الحاكم والقاضي الوحيد الذي لايظلم في ثنايا دولته مظلوم اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه وصل يارب على محمد واله

Share |